جاء الشرع الحكيم بالحفاظ على الضرورات الخمس وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل,, وأنكر كل شيء يمسها بسوء، وتأسيساً على هذه القاعدة العظيمة فقد شرعت الحدود والانظمة التي تحفظ للانسان حقوقه في هذه الحياة,, ومع ظهور الاتصالات اللاسلكية,, وتغلغلها في حياة البشر بكل تفاصيلها,, دعت الحاجة الى الحد من استخدامها في كثير من شؤون الحياة,, ففي المستشفيات وضعت العلامات المحذرة من استخدام الاتصال اللاسلكي (الجوال),, وعلى متن الطائرات سنت القوانين المانعة من استخدام الجوال لخطره على التقنية المستخدمة فيها,, فاستخدامه في هذه الحالة يتنافى مع اثنتين من الضرورات الخمس وهما النفس والمال,, ولكن ماذا عن الدين؟! لقد اشتكى كثير من المصلين من الحالة العبثية التي عليها بعض مستخدمي الجوال حيث لا تخلو صلاة من سماع رنين جرس الهاتف,, وبالنغمة الموسيقية الغنائية!! والانكى من ذلك غفلة المصلي عن اسكات جهازه,, وذلك راجع لامر من ثلاثة: الأول: استمتاعه بنغمات الجوال وغفلته عن الاضرار الناتجة عن ذلك، الثاني: خشوعه في الصلاة لدرجة عدم احساسه بالصوت!!,, والثالث هو: الشرود الذهني في مناحي الحياة جيئة وذهابا والذي معه لا يشعر بوجوده في المسجد وانه على حال عبادية يقف فيها امام رب العالمين,, والأمر الثالث هو الاقرب للاسف. والمسؤولية هنا ,, تقع بدرجة كبيرة على امام المسجد وبدرجة اقل على المصلين القريبين من صاحب الجوال ,, فلو القى الامام بعد الانتهاء من الصلاة كلمة بين فيها درجة الضرر من ترك الجوال مفتوحا يتلقى الاتصالات التي تشوش على المصلين وتذهب خشوعهم ثم لام حامل الجوال وعاتبه لأيقظ فيه الشعور بالمسؤولية ولانتبه لذلك قبل دخوله المسجد فيغلقه او يضعه في سيارته او يتركه في منزله قبل مجيئه للمسجد. أمر آخر,, حبذا لو قامت وزارة الشؤون الاسلامية او هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال مكاتب الدعوة او مراكز الهيئة المنتشرة في الاحياء بوضع ملصقات على ابواب المساجد تنبه مستخدمي الجوال لاغلاقه قبل دخولهم للمسجد ففي ذلك خير كثير وكف للأذى الذي لوحظت زيادته في الاونة الاخيرة وبدرجة عالية.