سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأخذ على أيدي السفهاء قبل استفحال الداء وإعواز الدواء الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب الحرم المدني
بيت النبوة القدوة الحسنة في تطهير البيوت من جميع المنكرات
إن الادهان في الدين، وعدم التناهي بين المسلمين من أعظم أسباب اللعن والطرد والابعاد عن رحمة أرحم الراحمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:إن أول ما دخل النقص على بني اسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال: لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ثم قال صلى الله عليه وسلم: والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهَوُنّ عن المنكر ولتأخذُنّ على يد الظالم ولتأطرُنّه على الحق أطراً ولتقصرُنه على الحق قصرا أو ليضربَنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم رواه أبوداود والترمذي, لُعِنوا في كتاب الله لَعناً يُتلى على مَرّ الأيام والسنين والى أن يقوم الناس لرب العالمين، فاحذروا عباد الله سبيلهم الوخيم وفعلهم الذميم، فإنه لا صلة بين العباد ورب العباد إلا صلة العبادة والطاعة فمن استقام على شريعة الله استحق من الله الكرامة والرضوان، ومن حاد عن سبيل الحق والهدى باء باللعن والخيبة والخسران. يا من رضيتم بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا: أصيخوا سمعكم، وأصغوا قلوبكم لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان رواه مسلم, وانظروا وتساءلوا أين أثر تطبيق هذا الحديث في نفوسنا ومجتمعاتنا؟ أين ايماننا الصادق؟ وخضوعنا التام لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم! من رأى منكم منكرا فليغيره بيده السلطان في سلطانه، والأمير في امارته، والقائد في جيشه، والرجل في أهل بيته، وكل مسؤول فيما تحت ولايته ومسؤوليته، يقول عثمان رضي الله عنه: إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ويقول بعض السلف:ما قيمة حق لا نفاذ له! . طهروا بيوتكم من جميع المنكرات، وليكن بيت النبوة على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام لكم في ذلك قدوة وأسوة، تنتهجون نهجه وتحذون حذوه، تقول عائشة رضي الله عنها:قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسسه وتلوّن وجهه وقال: يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله تعالى متفق عليه, تقول عائشة رضي الله عنها: فقطعناه فجلعنا منه وسادة أو وسادتين . من عجز منكم عن الانكار باليد والسلطان فلينكر باللسان والبيان، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم متفق عليه, وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته:ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه رواه الترمذي وأحمد وزاد فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقال بحق أو يذكّر بعظيم وقال عليه الصلاة والسلام:لا يحقر أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال يرى أمرا لله عليه فيه مقال,, ثم لا يقول فيه فيقول الله عزوجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا فيقول خشية الناس، فيقول الله جل وعلا: فإياي كنت أحق أن تخشى رواه ابن ماجه. توالي الفتن إن الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى أن تتوالى الفتن على القلوب ويزول خطر المعاصي في النفوس فيواقع الناس حدود الله وينتهكون أوامر الله، ويصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم:تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّاً كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه رواه مسلم, وسُئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مَن ميت الأحياء؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه:الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل . لم يفتأ أعداء الدين من اليهود والنصارى والملحدين ومن سار في ركابهم من فسّاق الملة المستغربين يشنون على أمة الاسلام حملات متلاحقة عبر وسائل ورسائل لا يخفى مستواها ولا يجهل فحواها ومحتواها غرضها زعزمة عقيدة الأمة وتدمير أخلاقياتها وطمس هويتها وتغييبها عن رسالتها، فبماذا واجه المسلمون تلك الحملات؟ هل أوصدوا دونها الأبواب؟ هل جاهدوها حق الجهاد؟ هل قاموا بالضمانات الكافية من عدم انتشار الشر والفساد؟ لفد فتح كثير من المسلمين بسبب الغفلة عن دين الله وقلة التحفظ والتيقظ، فتحوا بلادهم ومتاجرهم وبيوتهم وقلوبهم لتلك التيارات الوافدة وأسلموا مجتمعاتهم للأمة الكافرة المعاندة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراكا حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى! فقال صلى الله عليه وسلم فمن؟!,, رواه البخاري, يقول بعض أهل العلم: إذا أردت أن تعلم محل الاسلام من أهل الزمان فلا تنظر الى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر الى مواطأتهم أعداء الشريعة. إنكم أغلى وأعلى وأعز وأكرم من أن تهبطوا من سماء عليائكم الى التشبه بأمم كافرة فاجرة تعيسة بئيسة حائرة شاردة تلهث وراء شهوتها وتستميت في سبيل متعتها، فلقد شرفكم الله بأعظم دين، وأكرمكم بأشرف رسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليكم خير كتاب فاشكروا الله على ما حباكم وأعطاكم، وجابهوا جهود أعدائكم بجهود أقوى وأمضى قبل أن تشتد شوكتهم وتحتد شكتهم، جهود تحفظ أمانة الدين الذي ائتمنكم الله عليه، صونوه طاقتكم واحفظوه جهدكم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم . ألقى يوم الجمعة الماضية بالحرم المدني فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة خطبتي صلاة الجمعة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره سفينة النجاة لهذه الأمة ونظرا لأهمية الخطبتين ومضمونهما والمناسبة التي قيلتا فيها,, ومطالبة عدد من قراء الرسالة بنشرها حرصا منهم على ما حوته من فوائد عظيمة اليكم نصها: الأمانة الكبرى إن المحافظة على حرمة الاسلام، وصون المجتمع المسلم من أن تخلخله وتقوضه البدع والخرافات، والمعاصي والمخالفات، وحمايته من أمواج الشر الهائجة وآثار الفتن المائجة، وتحذيره مزالق الشقوق، ودركات الهبوط، أصل عظيم من أصول الشريعة وركن مشيد من أركانها المنيعة، يتمثل في ولاية الحسبة وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك المهمة العظمى والأمانة الكبرى التي هي حفاظ المجتمعات وسياج الآداب والكمالات، بها صلاح أمرها واستتباب أمنها وقوة مساكها وملاكها ما فقدت في قوم إلا زاغت عقائدهم وفسدت أوضاعهم وتغيرت طباعهم وما ضعفت في مجتمع إلا بدت فيه مظاهر الانحلال وفشت فيه بوادر الاختلال، والأمة حين تكون سائرة في جادة الطريق محكّمة شريعة الله بالتحقيق والتطبيق يكون من أول مهامها اقامة ولاية الحسبة ورفع لوائها واعلاء بنائها وإعزاز أهلها لأن جميع الولايات تعود اليها، يقول تبارك وتعالى:(الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور , ويقول تبارك وتعالى:(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). أُمةٌ قائدةٌ رائدةٌ تحقق في المجتمع المسلم شرع الله وتصدع بالحق في وجوه النفوس المريضة الباغية إشباع شهواتها، العابثة بأمن الأمة ومقدراتها، يقول جل وعلا في وصف الأمة المحمدية وذكر أسباب الخيرية:كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . إن المعاصي والمنكرات هي الداء العضال والوباء القتّال الذي به خراب المجتمعات وهلاكها وان التفريط في تغيير المنكرات ومكافحتها والقضاء عليها من أعظم أسباب حلول العقاب ونزول العذاب، فعن أم المؤمنين أم الحسن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا وهو يقول:لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلّق بإصبعه الإبهام والتي تليها فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلىالله عليه وسلم:نعم إذا كثر الخبث متفق عليه, والخبث هو الفسوق والفجور ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة رواه أحمد, ويقول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب رواه أبو داود وغيره, وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى الى بعض عماله أما بعد:فإنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح بينهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قُمع أهل الباطل واستخفي فيهم المحارم . لقد استحكمت غربة الدين وعظمت المصيبة على كثير من المسلمين في كثير من البلاد بسبب افشاء الفساد وإشهاره ومداهنة بعض الناس في إنكاره، وإنَّ أطمَّ المصائب وأوضع المراتب أخذ المال السحت على الاقرار عليه وحماية فاعله من أن يتوصل للانكار عليه، فأين القائمون لله؟ الذابون عن دينه، الذائدون عن محارمه، بمجاهدة عدوه وأهل معصيته؟ إن مما يبعث على الحرقة والأسى,, أن يرى المسلم في مجتمعه وأمام عينيه صورا ممرضة وأحوالا غريبة من المنكرات والمحرمات فلا يجد لذلك في نفسه نسا ولا حسا ولا توجعا ولا التياعا، فأي ركن قد وهى؟ وأي نور للأمة قد ذهب واختفى؟ نعوذ بالله من اندراس معالم هذه الشعيرة واستيلاء المداهنة على القلوب وذهاب الغيرة الدينية. يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم يا خير أمة أخرجت للناس: أين الحمية التي تتأجج في صدوركم لدين الله؟ أين الغضب؟ أين تمعُّر الوجوه؟ في انتهاك حدود الله، تقول عائشة رضي الله عنها:ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عزوجل رواه مسلم. صبراً صبراً يا أهل الحسبة تعاقدوا وتعاهدوا أن تنصروا شريعة الرحمن وقوموا قومةً تُعلي راية الايمان وخذوا على أيدي سفهائكم قبل استفحال الداء وإعواز الدواء واعلموا أن التواكل والتلاوم والتحسر والتضجر دون عمل وجد واجتهاد وأمر ونهي ودعوة وإرشاد لا يغير من الواقع شيئا، بل هو داعية غم وهمّ وفتور واحباط. إننا لا نريد غيرةً لا تعدو أن تكون مجرد معان نتمناها بأذهاننا أو نحسها مجردة في مشاعرنا، إننا نريدها باعثا قويا وواقعا عمليا وعملا ايجابيا لخدمة دين الله والانتصار لشرع الله وفق القيود الشرعية والضوابط المرعية. إن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة جسيمة ذات أعباء لا يقدر عليها إلا الكمَّل من الرجال، هي مهمة الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، مهمة تصطدم بشهوات الناس ونزواتهم وغرورهم وكبريائهم وهبوط السفلة منهم، ولابد أن ينال القائمين بها شيءٌ من الاعتداء والأذى. فصبرا صبرا يا أهل الحسبة، فقد أوذي إمامكم وقائدكم خاتم الأنبياء وإمام الحنفاء محمد صلى الله عليه وسلم فصبر وصابر حتى نصره الله ولا مبدّل لكلمات الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . إن إيذاء المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو الاعتداء عليهم أو الطعن فيهم أو تضخيم أخطائهم وبث الاشاعات الكاذبة عنهم جرم عظيم وذنب كبير تصيب المرء مغبته ومعرّته ولو بعد حين، يقول جل وعلا :(إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم), وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب رواه البخاري, فاحذروا من الانخداع بمقالات الجاهلين أو الانسياق وراء أكاذيب الحاقدين وما يدور على ألسنة المغرضين، يقول جل وعلا:(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما . من أمن العقوبة أساء الأدب اعلموا أنه لا يجوز أبدا إجارة مركوب أو دار أو دكان لمن ينتفع بها في معصية الله، أو يستخدمها لبيع ما حرم الله، لما ينشأ عن تأجير هؤلاء من الأضرار المتعدية ونشر المنكر بين المسلمين فاحذروا أن تساعدوهم أو تساندوهم أو تعاقدوهم أو تقاعدوهم واستجيبوا لقول المولى جل وعلا:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). ارحموا أهل المعاصي والمنكرات، ارحموهم وأرشدوهم ووجهوهم فالراحمون يرحمهم الرحمن، أنقذوهم من الضلالة والعمى وبصروهم طريق الرشاد والهدى، واهجروا من أصرّ منهم على معاصيه وجاهر بفسوقه ومخازيه. يقول بعض أهل العلم: وهجران من أبدى المعاصي سنة,, وقد قيل إن يردعه أوجد وآكد وقيل على الاطلاق ما دام معلنا,, ولاقه بوجه مكفهر مربد. إن المعلوم بمقتضى النصوص والمشاهد بالواقع المحسوس أن هجران المجاهرين بالمعاصي والمنكرات المصرّين على باطلهم وفسقهم وإقامة الحدود والتعزيرات عليهم له الأثر الأكبر والنصيب الأوفر في إضعاف المعاصي واضمحلالها. يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: تحدُث للناس أقضية على قدر ما أحدثوا من الفجور, وقد قيل: من استرخى نبضه ساء أدبه ومن أمن العقوبة أساء الأدب, فلا بد من القوة والحزم مع ضرورة تجفيف منابع الشر وسبل الفساد وإلا انطبق علينا قول القائل: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له,. إياك إياك أن تبتل بالماء أيها القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: اعلم أن العلم إمام العمل، فلتكن عاملا بما تأمر، عالما بما تنهى، رفيقا فيما تأمر، رفيقا فيما تنهى، حليما فيما تأمر، حليما فيما تنهى، وليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر بلا منكر.