أثار كتاب ستيفن كينغ الجديد، "عن الكتابة" On Writing، اهتماماً واسعاً لدى القراء الذين أملوا أنه سيكشف عن بعض أسرار تقنيات كينغ الروائية. أما المؤلف نفسه، وهو الكاتب الشعبي الأشهر لقصص الرعب والتشويق، فهو يصف الكتاب الذي أعاد النقاش عن امكان تعلم كتابة الرواية من الكتب، بأنه مذكرات عن "صنعة" الكتابة. ألف كينغ أكثر من ثلاثين رواية احتلت دوماً صدر قوائم الكتب الأكثر رواجاً. وترجمت رواياته الى 33 لغة وتجاوز مجموع المبيعات 300 مليون نسخة. وتم تحويل عدد من رواياته الى أفلام ناجحة، مثل "اللمعان" The Shining و"كاري" Carrie و"التعاسة" Misery و"المنطقة الميتة" The Dead Zone. وبلغ مدخول كينغ في 1999 وحدها، بحسب مجلة "فوربز"، 66 مليون دولار. يصف كينغ، المولود في 1947، رعاية أمه له ولأخيه بعدما هجر أبوه العائلة. وبدأ بكتابة القصص بتشجيع من الأم التي اشترت له آلة كاتبة ولم يكن يتجاوز الحادية عشرة. لكن النجاح لم يأت بسرعة. وفي 1960 أرسل قصته الأولى الى مجلة مختصة بالخيال العلمي، ورفضتها المجلة. وتتابع الرفض من المجلات ودور النشر خلال السنين التالية. ولم يتغير الوضع الا في 1973 عندما وافقت دار "دبلداي" على نشر روايته "كاري" وباعت حق نشر الطبعة الشعبية الى دار "سيغنيت بوكس" بمبلغ 400 ألف دولار. لا يعتمد كينغ على رسم "حبكة" متكاملة لرواياته قبل الشروع في الكتابة، بل يفضل وضع الشخصيات في مأزق ما، ومن ثم تصور وسرد ما يمكن أن يجري. النتيجة في أحوال كثيرة تأتي مفاجئة له. طريقة "ماذا لو...؟" هي المفضلة لديه. مثلاً، ماذا لو أصيب شرطي في مدينة نائية في نيفادا بالجنون وبدأ بقتل كل من يراه في طريقه؟ رواية "جنون اليأس" Desperation. وماذا لو وجدت سيدة وطفلها نفسيهما في سيارة يحاصرها كلب مسعور؟ كما في رواية "كوجو" Cujo. فكرة رواية "التعاسة" جاءت الى كينغ خلال نومه في طائرة أثناء العودة الى لندن. فقد رأى في الحلم كاتباً ذا شعبية واسعة تسجنه امرأة تسكن مزرعة نائية، وبدأ بالكتابة في فندقه في لندن. الطريف انه كان يكتب على طاولة فخمة قيل له انها كانت تعود الى روديارد كيبلنغ - لكن مسؤول الفندق لم يقل له ان "كيبلنغ مات على هذه الطاولة بالسكتة القلبية" الا عند مغادرته الفندق. يقول كينغ ان على كل من يريد الكتابة ان يحرص على أمرين: أن يقرأ كثيراً ويكتب كثيراً. ويعتبر ان القراءة تشكل الجوهر الخلاق لحياة الكاتب. "كل كتاب يقدم درسه الخاص، وفي أحيان كثيرة تتعلم من الكتب السيئة أكثر بكثير مما من الجيدة". يفضل كينغ الكتابة يومياً من دون استثناء على أنغام موسيقى الروك!، محاولاً كتابة 2000 كلمة في اليوم. وينصح المبتدئين بمحاولة الوصول الى ألف كلمة. وعلى مسودة أولى من كتاب حتى إذا كان كبيراً أن لا تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر. كتب رواية "الرجل الراكض" Running Man في أسبوع. ويقول انه يكتب أبطأ الآن بعدما توقف عن التدخين. يقدم كينغ نصائح كثيرة حول الأدوات الأساسية للكتابة. ويشير الى ان بعض الكتّاب يستعمل عدداً هائلاً من المفردات، فيما يقتصر آخرون، من بينهم ارنست همنغواي وجون شتاينبك، على القليل ويركزون على البسيط منها. من الأخطاء التي يرتكبها الكاتب "تصيد كلمات معقدة ربما لأنك تشعر ببعض الخجل من كلماتك البسيطة". وهو مقتنع ان "غالبية الكتابات السيئة سببها الخوف". وينصح المؤلفين بتجنب صفة الفعل والبناء للمجهول، وهي من علامات تخوف الكاتب. ويعتبر ان الوحدة الأساسية للنص هي المقطع وليس الجملة. "المقطع أداة رائعة مرنة، ويمكن أن يتكون من كلمة واحدة أو يستمر عبر أربع صفحات، وعليك تعلّم استخدامه جيداً إذا كنت ستكتب جيداً". يركز كينغ أيضاً على الوصف، ويقول ان "بدايته الرؤية الواضحة، والنهاية الكتابة الواضحة". ويقول عن الحوار ان أفضل كتابه هم الذين يحبون الكلام والاستماع. كما يقدم النصائح عن كيفية تطوير شخصيات الرواية وأسلوب البحث واختيار الوكيل الأدبي الملائم. "عن الكتابة" واحد من عدد من الكتب المتداولة عن كيفية كتابة القصص والروايات. وتتطلب الكتب المختلفة تقنيات وتمارين كتابية مختلفة. من بين أكثر هذه الكتب تداولاً "كيف تصبح مؤلفاً" Becoming a Writer لدوروثيا براند نشر للمرة الأولى في الولاياتالمتحدة في 1934 وأعيد نشره في بريطانيا في 1983، وهو يشجع على استغلال المادة الغنية التي يقدمها اللاوعي. بعض هذه الكتب يعد القراء بالثراء من طريق الكتابة. من بينها كتاب "الأفضل مبيعاً" للروائية الشعبية سيليا بريفيلد، وكتابان بعنوان "كيف تكتب مليوناً" How to Write a Million يضمان مقالات من عدد من المؤلفين. هناك أيضاً مجلات عن الكتابة، كما تتوافر على الانترنت مجموعات للنقاش ومواقع للدعم مختصة بالموضوع. اضافة الى ذلك هناك العديد من الدورات الدراسية حيث يقدم الطلاب كتاباتهم ويناقشها الزملاء والأساتذة. لكن ستيفن كينغ لا يرى ان لهذه قيمة تذكر، ويؤكد ان على المؤلف انجاز المسودات الأولية لرواياته من دون مساعدة أو تدخل، وان لا يطرح عمله على النقاش إلاّ بعد اكماله. ويشير الى ان غالبية كبار المؤلفين لم تتعلم الصنعة من المدارس أو بطون الكتب. مع ذلك، من الواضح ان الدورات الدراسية مفيدة لبعض الكتّاب. فهناك كثير من الكتّاب الأميركيين الذين درسوا في "محترف الكتابة" الشهير في جامعة أيوا وانطلقوا بعد ذلك لنيل الشهرة والجوائز الأدبية. وهناك في جامعة إيست آنغليا البريطانية دورة لشهادة "الأستاذ في الآداب" مختصة بالكتابة الإبداعية تخرج منها بعض أشهر روائيي بريطانيا. من بين الأسماء التي كانت على القائمة القصيرة لجائزة بوكر هذه السنة الجائزة الأدبية الأهم في بريطانيا خريجان من دورة جامعة إيست انغليا: كازو ايشيغورو مؤلف "عندما كنا أيتاماً" When We Were Orphans، وكان ايشيغورو فاز بجائزة "بوكر" لسنة 1989 عن روايته "بقايا اليوم" Remains of the Day، وتريزا أزوباردي التي تدور روايتها الأولى "مكان الاختباء" The Hiding Place على حياة الجالية المالطية في كارديف، الميناء الكبير وعاصمة مقاطعة ويلز. لم يدرس في دورة إيست انغليا من العرب سوى الأكاديمية الأردنية فادية فقير، التي تعلّم الآن في جامعة درهام. وكانت فقير حصلت على شهادة الدكتوراه في الكتابة الإبداعية من إيست انغليا، بعدما نالت شهادة "أستاذة في الآداب" من جامعة لانكستر، حيث كانت روايتها الأولى "نيسانيت" Nisanit جزءاً من أطروحتها لنيل تلك الشهادة. تدور الرواية على الصراع في الشرق الأوسط، ونالت تقدير النقاد والقراء عند نشرها في 1987. صدرت رواية فقير الثانية "أعمدة الملح" Pillars of Salt في 1996 ونالت أيضاً اعجاب النقاد. تقع أحداث الرواية في الأردن، وهي ذات بنية معقدة تمزج أسلوب القصّ العربي التقليدي بالسرديات الحديثة وتعالج عدداً من المواضيع النسوية. توضح فقير ان من بين أسباب تسجيلها للدكتوراه في الكتابة الإبداعية رغبتها في الحصول على دعم مالي يمكنها من الجمع ما بين الكتابة والاهتمام الأكاديمي. وتقول انها أرادت "غرفة خاصة بي" ملمحة الى كتاب بهذا العنوان من فرجينيا وولف تستكشف فيه حاجة الروائيات الى فضائهن الخاص للكتابة. ما هو سر نجاح دورة الكتابة الإبداعية لجامعة إيست انغليا؟ ترى فقير ان هناك أسباباً عدة. فالجامعة "توفر للكتَّاب جواً ودياً حيث لا يشعر الطلاب بالاحراج عندما يصفون أنفسهم بأنهم كتّاب". وتضيف: "الدورة تمثل بيئة صعبة ومثيرة فكرياً حيث يلتقي الطلاب بكتّاب مرموقين وحيث يناقشون قضايا تتعلق بالكتابة والأدب والسياسة مع الزملاء والأساتذة". العنصر المهم الآخر هو ان الدورة تقوم بتعريف الطلاب على الوكلاء الأدبيين والناشرين الذين يواصلون بعد ذلك الاهتمام بسير تقدمهم. وخلال الدورة ناقش زملاء فقير عملها. وعلى رغم ان معرفتهم بالشرق الأوسط والثقافة العربية كانت محدودة جداً فإنها تعلمت الكثير من خلال وجودها معهم واستماعها لهم. وتتذكر فقير ان أفضل جزء في الدورة كان التعلم على الراحلة انجيلا كارتر "التي أعطتني كتاباً عن الاستشراق ما أزال استخدمه الى يومنا هذا". وتضيف ان كارتر "أعطتني بطاقتها وطلبت مني أن أتصل بها إذا احتجت الى أي شيء. ويمكنك أن تتخيل ما كان هذا يعنيه بالنسبة لطالبة شابة تدرس الكتابة والتأليف". وأحست فقير، التي كانت في مرحلة تحتاج فيها الى الدعم، بتشجيع كبير عندما أبلغتها كارتر وهي روائية وناقدة بارزة أن أسلوبها الأدبي قوي. فهل تعتقد فقير ان الكاتب يولد أو يُصنع؟ انها تعقد مقارنة مع نشاط ابداعي آخر هو الموسيقى. "السؤال هل ان الكاتب يولد أو يُصنع يشبه السؤال: هل يولد الموسيقي العظيم أو يُصنع؟ فالموسيقي يمكن بالتأكيد أن يُعلم براعات فنية. يمكن تعليم أي شخص كيف يؤلف سمفونية، لكن لا يمكن لأي شخص أن يصبح موتسارت. هناك شيء ما اضافي قد نطلق عليه "الموهبة والظروف" يمكن أن يحوّل طالباً يدرس الكتابة الإبداعية الى كاتب عظيم". وترى فقير ان معظم الكتب عن الكتابة الإبداعية عديمة الجدوى، ولو ان "بعضها جيد تماماً ويوفر طرقاً مختصرة الى تقنيات معينة في الكتابة". هل تعتقد فقير ان الدورات الدراسية الجامعية في مجال الكتابة، مثل الدورة في جامعة إيست انغليا، ستكون ذات فائدة في العالم العربي؟ تقول: "لست متأكدة تماماً". وهي ترى ان العالم العربي لم يصل بعد الى مرحلة بلوغ النقد الأدبي مستوى جيداً من التطور. فالنقد الأدبي، فضلاً عن الكتابة الإبداعية، ضروري في مثل هذه الدورة الدراسية حيث يجرى تقويم العمل وتمنح الشهادات. "تحتاج الى مجموعة من الكتّاب والأكاديميين المرموقين الذين يستطيعون أن يقدروا ما يعد عملاً أدبياً، والأهم من ذلك تقدير ما يمثل عملاً أدبياً جيداً. فإذا لم تكن هناك مقاييس مشتركة في ما يتعلق بالأدب في مجتمع معين لن يمكن انشاء دورات دراسية للكتابة الإبداعية". ونعود الى الدورات الدراسية لتعليم كتابة الرواية، فهناك دوام كامل مثلما في جامعة إيست أنغليا. وقد أسس الدورة عام 1970 في الجامعة اثنان، هما: مالكولم برادبري أكاديمي وكاتب روائي، رواياته عن الحياة في الجامعات، وآنغوس ويلسون وهو روائي وكاتب قصة قصيرة مشهور، توفي عام 1995 ويحل مكانه أندرو موشن شاعر البلاط أو "أمير الشعراء" في بريطانيا وسبق له أن نشر روايتين. وهناك الصفوف المسائية دوام جزئي حيث الأقساط التي يدفعها الطلاب زهيدة في بريطانيا نظام صفوف مسائية في مختلف أنواع المعرفة. ونورد مثلاً الصفوف المسائية لتعليم الرواية في إحدى مدارس همرسميث الابتدائية. وتتولى أمر هذه الصفوف معلمة لها من العمر 28 سنة نالت جائزة للقصة القصيرة ونشرت مجموعتين للقصص، ليست مشهورة جيداً، لكن شبابها يسمح بتفاعل جيد مع الطلاب. وطريقتها ان تتم الكتابة في الصف فتطلب من الطلاب، أن يصفوا وجهاً في 200 كلمة، ويقرأ كل طالب أمام زملائه ما كتب ويعلقون على ذلك. في مثل هذه الدورات المسائية لا يهدف الطلاب الى أن يكونوا كتّاباً مشهورين بل مجرد أن يلبوا رغبتهم بالكتابة الروائية. وهناك معلم آخر في همرسميث اسمه شارلز باليسر في الأربعينات من عمره، أصدر سبع روايات وهو مشهور. وتظهر قدرته التعليمية في العقدة الروائية. يريد من الطلاب أن يكتبوا مخطط رواية كاملة، وبعضهم يجد هذا الأمر صعباً فيترك الصف ولا يعود. من طلاب الدورات المسائية تلك ليلى أبو العلا، وهي من أم مصرية وأب سوداني، فهي لم تبدأ كتابة الرواية حتى ذهبت في مطلع التسعينات لتعيش في مدينة ابردين في اسكوتلندا حيث حصل زوجها على وظيفة في صناعة النفط. وفي ابردين بدأت أبو العلا بحضور دورة دراسية في الكتابة الإبداعية. ولم تكن كتبت نصاً روائياً من قبل. وهي تقول ان "خلفيتي" الأكاديمية كانت في علم الإحصاء، وكانت عائلتي أكثر ميلاً الى العلوم والأعمال من كونها ذات اهتمامات فنية. لم تكن الكتابة خياراً بالنسبة إليّ خلال نشأتي، ولهذا السبب حسبما أعتقد كانت دروس الكتابة الإبداعية ذات فائدة كبيرة". لكن، اتضح بعد وقت قصير ان أبو العلا تملك موهبة في الكتابة، وشجعها كاتب ومدرس أميركي هو تود ماكيوان على أن تبعث بكتاباتها الى الناشرين. ولم يمض وقت طويل حتى جرى التسليم بأن أبو العلا صوت جديد مهم في الأدب الروائي البريطاني. وفي تموز يوليو الماضي فازت بجائزة "كاين" الجديدة للأدب الروائي الأفريقي وتبلغ قيمتها 15 ألف دولار، عن روايتها القصيرة "المتحف" The Museum. وقد نشرت رواياتها القصيرة في مختارات أدبية وعلى شبكة انترنت وبثتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وستنشر مجموعة من رواياتها القصيرة خلال بضعة أشهر. اختيرت روايتها الأولى "المترجمة" The Translator في مطلع السنة الجارية لتكون ضمن "اللائحة الطويلة" للكتب المرشحة لنيل جائزة "أورانج" المخصصة للأدب الروائي النسائي. وفي تموز يوليو الماضي بث "راديو 4" التابع ل"بي بي سي" تمثيليتها الإذاعية "الهيل" Cardamom، التي ألّفتها بالتعاون مع كاتبة بريطانية. تقول أبو العلا ان الدرس الأول الذي تعلمته في الدورة هو ان الكتابة امتداد للقراءة. "وهكذا تعلمت ان أقرأ بشكل نقدي، وكيف أتعرف على الكتابة الجيدة وأقدّرها حق قدرها". وفي الدروس التي تلقتها كان هناك تركيز كثير على القراءة ومناقشة الكتابة المعاصرة. "وكان هذا مفيداً جداً على صعيد فهم ما تعنيه القصة القصيرة، وما هي الرواية، بالإضافة الى التقاط أفكار مفيدة، وهلم جراً". وترى أبو العلا ان هناك جانباً ينطوي على براعة في الكتابة، بالإضافة الى "الموهبة"،. ويمكن تعلم هذا الجانب. "فالبنية التي تقوم على ثلاثة أدوار على سبيل المثال، التي تستخدم في أفلام هوليوود وكتابة نصوصها، هي بشكل عام مفيدة جداً. يمكن أن تكون مفيدة جداً في تحقيق توازن في حجم القصة والحفاظ على ثبات في الوتيرة". كما تشير الى ان الخطأ الشائع الذي يرتكبه المبتدئون في كتابة القصص القصيرة هو ان بداية القصة تكون بطيئة جداً، وذروتها متعجلة جداً والنهاية اما فاترة أو مفرطة في الإثارة". وتقول ان نهاية القصة هي دائماً الجزء الأكثر صعوبة. لكن أبو العلا تحذر من أن تدريس تقنيات للكتابة تمتاز بصرامة مشددة والتزام قواعد محددة ينطوي على جوانب سلبية. "فهو في أسوأ الأحوال يمكن أن يُنتج كتابة تمتاز ببراعة مفرطة وتلميع مفرط وتعوزها الحيوية. يمكن أن تحصل في النهاية على كتابة خالية من العيوب وميكانيكية تفتقر الى الإلحاح والعاطفة". هل كشفت الدروس عن شيء لدى أبو العلا كان موجوداً بالفعل؟ "نعم، لكن هذا شيئاً لا يستطيع القيام به سوى مدرس جيد". وهي تعتبر ان التشجيع وتقديم الملاحظات أمر بالغ الأهمية. كانت أبو العلا تذهب الى المحاضرات مرة في الأسبوع، وشاركت بعدئذ في مجموعة للكتابة تتألف من نساء طيلة سنوات عدة. وتقول "كانت هذه مجرد مجموعة من الصديقات اللاتي يتبادلن أعمالهن وتعطي احداهن الأخرى ملاحظات وتشجيعاً، ولم يتضمن ذلك أي تدريس. وكان هذا أيضاً مفيداً للغاية". كانت الدروس التي تلقتها أبو العلا ضمن برنامج تعليم للبالغين وتقدم في المساء، وهي مفتوحة للجمهور. وعلى رغم انها كانت ترغب في الدراسة للحصول على شهادة في الكتابة الإبداعية، لم يكن هذا الإمكان متوافراً في ابردين ولم تكن قادرة على السفر بسبب الأطفال وبسبب الكلفة الضخمة لمثل هذه الدورة. "وهو ما يقودني الى احدى الحجج الرئيسية التي يطرحها البعض ضد برامج الدراسة الجامعية للكتابة الإبداعية، وهي انها نخبوية". وتضيف أبو العلا: "لا أعتقد انه كان بإمكاني أن اصمد مع حجابي في منزل مالكولم برادبوري في ايست انغليا - كنت سأفتقر الى الثقة بالنفس وسط هؤلاء الأشخاص "الرفيعي الثقافة" - ويحتاج المرء بالطبع الى الثقة كي يكتب". * كاتبة بريطانية.