يقول جويدة والحزن صديق نبيل انه يختار دائما تلك القلوب التي تعرف الرحمة وتؤمن بالمشاعر ان الحزن لا يزور القلوب الجامدة ولا يعرف المشاعر الخاوية، انه عادة يتجه نحو هؤلاء الذين يدركون قيمة المشاعر واذا كان الفرح يدق ابواب الناس جميعا فان الحزن يختار دائما من يدق بابه ,, ان الناس الآن معظم الناس يبحثون عن لحظة سعادة طارئة مثل كل الاشياء الطارئة التي تأتي بلا موعد وربما لا تعود,, ولكن الانسان حينما يشعر بالحزن لشيء ما فإن هذا يعني انه ما زال انسانا لأن القلوب التي ماتت لا تعرف الأحزان . ** للدنيا,, عندما ينسى حاتمها ,, زمن صهيل أحصنته,. بعض الكلمات يا سيدي,, تحول الأمل,, الى رميم,, تغلق عليه منافذ الاحساس,, تضربه بسيف لبسه الصدأ,, فما عادت لديه القدرة على ازهاق الأرواح سريعا. لا ادري,. اول مرة اسمع هذه الكلمة,, بهذا العمق ,, اول مرة أتأملها واشتهي افتراسها وتشويه ملامحها الشريرة,, اول مرة اشعر انها تستحق ان تجرد من حروفها,, وتتحول الى نكرة,, لا معنى لها,, ولا هدف,. لا ادري,. كم تجعلني هذه,, الكلمة,, غريبة ,, بعيدة,, وحزينة,, كم اشعر هذه الكلمة يا سيدي,, قاسية,, تنكر كل الازمان التي كانت,, كما اشعرها تجبر اللحظات على ان تجر اذيال الخيبة,, فمن يفكر فيمن؟! لا ادري,. كيف نتفوه بهذه الكلمة,, هكذا؟ أليست المشاعر الصادقة,, هي المشاعر الجازمة,, تلك التي رحيلها وعد بعودة,, وعودتها شوق جارف بعد رحيل؟ تقول لا ادري؟ ومن يا سيدي,, يدري؟ من يستطيع قراءة ملامحك هذا,, الصباح ويقول لي ان ذلك الوجه ,, يستطيع عن جدارة قاسية,, ان يلفظ من رحم ذاكرته,, كل الذي كان. يأخذني ,, يا سيدي,, قارب البوح,, وابحر في امواج عاتية,, لهذه اللاادري ,, يتكسر مجدافي,, وشواطىء بعيدة,, والشمس حارقة ,, والليل بعدها,, قارص لا يحرم,, احاول ان اجمع بعضي على بعضي لكن,, وجهك ينكرني,, وينأى قاصدا,, مدناً اخرى,, وربما ,, ملامح اخرى,, يا سيدي,, أما علمتك الحياة,, كيف تنقذ غريقا,, اما علمتك الحياة,, ان هنالك نوعاً من الحسنات,, نفعلها ثم نلقي بها في البحر,, ترى متى كانت حسنتك الأخيرة؟ ** العزيزة,, تهاني المنقور,. حروفك جميلة,, هي تماما من تلك الحروف التي نبحث عنها بين ثنايا الصفحات راغبين نبضاً قوياً,, يدق قلوبنا,, تعودت عليها منذ ان كنت تضعينها على مكتبي صباحا عندما كنت على مقاعد الدراسة مختومة بالكتكوت الصغير لكن هذا كان في الماضي,, حروفك الآن كالنسور,, تتخذ من القمم مسكنا,, ومن التحليق مبدأ. عزيزتي,, اعلم اني اكرر دوما ان لا شيء ينتهي ,, كل الأشياء تعود,, ولا زلت عند قناعتي هذه,, لكن للقناعة بعداً آخر ,, أشد وقعا على الروح,, كيف تعود الاشياء؟ ماهي ملامح هذه العودة؟ ولهذا تجديني اشد حرصا,, على ان نصنع للنهايات بصمة عبقة بالياسمين,, ما أجمل الذاكرة ,, عندما تحمل في جنباتها صورة مشرفة لخواتيم أيام كانت ما اجمل الذاكرة عندما لا تحمل الا الملامح,, الصادقة,, حتى وان غابت والقلوب الطيبة ,, حتى وان علمها الزمان معنى القسوة. ** العزيزة,, فوزية,. اعتذر لك حتى ترضي,, انني مثلك تماما,, اؤمن ان الطين الذي تقذف به الآخرين هو ارض تفقدها ولذلك لم اعد أفكر في سوء كثير من الملامح,, بل انني في ذلك اصبحت استمتع برؤية الآخرين يمارسون السوء وهم يظنون ان الغلبة لهم. ** الى لا شيء هكذا اردت ان يكون اسمك,, وهكذا اضطررت الى ان اكتبه، كل ما اريد قوله لك,, جمعته في سؤال بسيط ,, اتمناه ان لا يرهقك,, كيف يا سيدتي نخذل ملامح,, لا نعرفها؟ ومتى؟ ولماذا؟ اتمتع دوما بهرولة هادئة,, في مساحات المظلومين. ** الى,. يقولها ايضا,, جويدة,. يقولون عني كثيرا,, كثيرا,. وانت الحقيقة لو يعلمون,. لأنك عندي زمان قديم,. وأفراح عمر,, وذكرى جنون,. وسافرت ابحث في كل وجه,. فألقاك ضوءاً بكل العيون,. يهون مع البعد جرح الأماني,. ولكن حبك,, لا,, لا يهون.