رغم مرور أكثر من ربع قرن على رحيلها إلا انها مازالت المطربة الاولى التي تحتل ألبوماتها المركز الاول دائما,, إنها كوكب الشرق أم كلثوم التي تمر الذكرى ال26 على رحيلها هذه الايام 3 فبراير الحالي ومازالت رغم كل هذه السنوات تعتبر مدرسة متفردة بذاتها في عالم الغناء العربي اعترفت بها جميع الاوساط الغنائية في الشرق والغرب معا وعاشت اغنياتها حتى الآن بنفس القوة والنجاح واتخذ المطربون والمطربات مشوار حياتها للتخطيط لمستقبلهم الفني، فقد كانت الصوت الوحيد القادر على جمع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج في وقت واحد وفي ليلة واحدة هي الخميس الاول من كل شهر. ولدت سيدة الغناء العربي بقرية طماي الزهايرة مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وفي هذه القرية تعلمت القراءة والكتابة وحفظت أجزاء من القرآن الكريم مع أخيها خالد صاحب الصوت الشجي والتحقت أم كلثوم بمدرسة الشيخ جمعة بالسنبلاوين وكانت تصاحب والدها في الانشاد الديني وهي ما زالت طفلة صغيرة كما غنت اول مرة بمنزل شيخ بلد القرية حيث كانت تنشد القصائد والموشحات الدينية التي تحيى بها حفلات القرية ومن منزل شيخ البلد إلى منزل العمدة وكبار أهل القرية حيث تحيي حفلاتهم وشهدت بلدة تدعى أبو الشقوق أولى حفلاتها العامة ومنها كانت انطلاقتها الاولى للغناء في القرى وعواصم المديريات في ذلك الوقت وكان الغناء قاصرا على القصائد والموشحات الدينية وخلال تجوالها في القرى بدأت شهرة المطربة الجديدة أم كلثوم في الذيوع وفي مدينة المحلة وأثناء ذهابها لاحياء احدى الحفلات التقت بالشيخ أبو العلا محمد الذي كان يمثل لها حلما من أحلامها الكبرى ودعاها الشيخ أبو العلا للذهاب إلى القاهرة وقد غنت لاول مرة بالقاهرة عام 1920م ثم عادت لقريتها وكلها امل في العودة مرة أخرى للقاهرة وأضوائها وبعد ذلك بعام واحد كانت عودتها للقاهرة فقد أعجب بصوتها الشيخ علي محمود والشيخ علي القصبجي والد محمد القصبجي ومن هنا بدأ نجمها في السطوع فأحيت حفلا لحساب الشيخ أبو زيد وأحمد صديق بحي السيدة زينب وأصحبت تنافس جميع معاصريها من المطربات الشهيرات في هذا الوقت امثال منيرة المهدية ونعيمة المصرية، فتحية احمد، فاطمة سرى وغيرهن,وبظهور الملحن أحمد صبري في حياتها كانت اول خطواتها في غناء الكلمات الملحنة فلحن لها اول اغنياتها مالي فتنت بلحظك الفتاك وترسخت قدم ام كلثوم في القاهرة ولكن كان لظهور أحمد رامي في حياتها أثر كبير فقد طوع من اجل صوتها الشعر للاغنية وقدم لها افضل الاغاني، وتوالى ظهور الشخصيات والعباقرة في حياتها فكان لرياض السنباطي أثر كبير في تلحين القصائد وقدم مع أم كلثوم أروع الالحان في رباعيات الخيام، الاطلال، ولد الهدى، عودت عيني، لسه فاكر، هجرتك، يا ظالمني، وغيرها من الاغنيات. وكان لظهور محمد القصبجي أثر كبير في تطويرها وصقل شخصيتها وموهبتها كما قدم لها زكريا أحمد أروع الالحان ما يقرب من 16 أغنية سواء في الافلام التي قدمها أو الاغاني العاطفية والوطنية ومنها أهل الهوى، والآهات، أنا في انتظارك، هو صحيح الهوى غلاب. عصر ذهبي وبهذه الكوكبة اللامعة وعباقرة التلحين في هذا الوقت عاشت أم كلثوم عصرا ذهبيا فقد استطاعوا بصوتها واستطاعت بهم تقديم اعظم الالحان والكلمات,وسايرت أم كلثوم التطور ووسائله فقد سجلت اغانيها على اسطوانات وغيرت تختها إلى المطربين والعازفين المهرة امثال محمد القصبجي وسامي الشوّا ومحمد العقاد وفي عام 1934م قصت أم كلثوم الستار الفضي بفيلمها الأول وداد ثم دنانير وعايدة وسلّامة وفاطمة وفي نفس العام غنت أم كلثوم بالاذاعة المصرية في اول يوم لافتتاحها، وقد عملت ام كلثوم خلال حياتها الفنية على تشجيع المواهب الجديدة والملحنين الجدد أمثال بليغ حمدي وعبدالوهاب محمد ومحمد الموجي وغيرهم كما كان لها اسهاماتها العظيمة في مساعدة الدولة بجمع تبرعات لصالح المجهود الحربي ولذا حصلت على العديد من الانواط والاوسمة والجوائز منها قلادة النيل عام 1946م، ووسام الاستحقاق من الدرجة الاولى من الرئيس جمال عبدالناصر وتوفيت أم كلثوم في 3/2/1975م وبقي صوتها وأغانيها تعيش في الوجدان تعبر عن سمو الروح وارتقاء النفس.