المجالس الادبية، او ما يعرف بالصالونات الادبية ظاهرة اجتماعية محمودة، برزت في مجتمعنا السعودي الناهض منذ عهد غير بعيد، ويتمثل ذلك في الاندية الادبية المنتشرة في ارجاء مملكتنا الحبيبة وما يعقد فيها من محاضرات وندوات وامسيات شعرية وقصصية، ثم شاع كذلك عدد من المجالس الادبية في منازل عدد من الادباء واساتذة الجامعات ورجال الاعمال والوجهاء، حيث تدار في تلك المجالس شتى الاحاديث الادبية والثقافية، وكل ذلك يتم في ظل حكومتنا الرشيدة وفقها الله التي تشجع العلماء والادباء، وتتيح لهم الفرص الثمينة لنشر نتاجهم الفكري، وعرضه امام الملأ مقروءاً او مسموعاً او مرئيا. ولقد برزت من خلال تلك المجالس الادبية كثير من المواهب الادبية وكرم فيها اعداد من الادباء والمفكرين، واذكر من تلك المجالس التي تحضرني في هذه العجالة ما يلي: 1 اثنينية رجل الاعمال الاديب عبدالمقصود خوجه بجدة والتي عمل على اخراجها في كتب مطبوعة طباعة انيقة بلغت حتى الآن ما يقرب من اربعة عشر مجلداً. 2 ندوة الاديب الراحل الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي الخميسية بالرياض والتي مازالت تعقد بعد رحيله رحمه الله في منزل الاستاذ احمد باجنيد. 3 ندوة المربي الفاضل والشيخ الاديب عثمان الصالح والتي تعقد مساء كل اثنين في منزله بمدينة الرياض. 4 ندوة الثلاثية التي يعقدها استاذنا الاديب الاستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين في منزله مساء كل يوم ثلاثاء من آخر كل شهر هجري بحي النخيل في مدينة الرياض. 5 هناك ضحوية الخميس التي يعقدها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله حيث كان يزروه عدد من المؤرخين والادباء في منزله بحي الورود ضحى كل يوم خميس. 6 وهناك احديتان احداهما يعقدها الدكتور راشد المبارك في منزله بمدينة الرياض والثانية يعقدها الاديب الشيخ احمد المبارك في منزله بمدينة الاحساء. 7 وأما في منطقة عسير فانها تحظى برعاية اميرها الاديب الملهم والشاعر المبدع صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل حفظه الله حيث دأب سموه الكريم على استقبال ابنائه المواطنين في قصره العامر بحي الخالدية في مدينة ابها طوال ايام الاسبوع، وتخصيص مساء يومي السبت والاحد لاستقبال العلماء والادباء واساتذة الجامعات وطلبة العلم حيث يدور الحديث حول قضايا شرعية ولغوية وادبية وتاريخية ذات فائدة كبيرة وتزداد فائدتها اكثر برعاية سموه الكريم واثرائه لها بثقافته الواسعة وادبه الرفيع وتواضعه الجم، واتاحته الفرصة لكل من اراد ان يدلي بدلوه في تلك الموضوعات او يعلق او يعقب. 8 وهناك مسامرة الثلاثاء التي تعقد في نادي ابها الادبي مساء كل يوم ثلاثاء باشراف ومتابعة من سعادة رئيس النادي سيدي الوالد الاستاذ الاديب محمد بن عبدالله الحميّد حيث يستضيف في هذه المسامرة احد الرواد في مجال التأليف او العمل الوظيفي الذي يعرض تجربته في احد هذين المجالين، ثم يتلقى بعد ذلك الاسئلة من الحضور حول الموضوع الذي طرحه ويجيب عليها. 9 وهناك اثنينية اللواء المتقاعد سعيد بن محمد ابو ملحة بمنزله في ابها، والرجل جزاه الله خيراً يغمر مرتادي اثنينيته بلطفه وطيبة نفسه، وكرمه الحاتمي، ورقة عاطفته، ومع انه لم يمض على بدء فعاليات هذه الاثنينية سوى بضعة اشهر، الا انها ذات نشاط ملموس، ويؤمها جمع غفير من المثقفين. وهذه دعوة مفتوحة باسم صاحب الإثنينية لكل مثقف من أبناء المنطقة لحضور تلك الأمسية والإسهام فيها بالمشاركة, وبالله التوفيق. د,عبدالله بن محمد الحميّد