مهداة إلى الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين وفقه الله لفعل الخير لما ابتدأت القول ممتدحا شهما به المعروف يفتخر فرح اليراع وقام من طرب يهتز فوق الطرس ينهمر تتسابق الكلمات في وله زمر تدفق إثرها زمر فكأنها خيل مضمرة للسبق في الميدان تبتدر فتناسقت وتماسكت وأتت وتألقت فإذا هي الدرر وقف اليراع أمام روعتها ذهلا أعاق مسيرة الحذر ورنا إليها وهو مرتبك فكأنه من سحرها سكر فاحتار فيها كيف ينظمها ما ينتقي منها وما يذر والحسن يكسوها برونقه فتشابهت في حسنها الصور فهززته إذ طال موقفه وسألته في الحال: ما الخبر؟ فأجابني: يا صاح معذرة أعياني الإيراد والصدد الفكر حار فكل مفردة من حسنها الأنظار تنبهر فنظرت أستجلي حقيقتها فرأيت ما يسبي ويأتسر سربا من الكلمات راقصة برشاقة الغزلان تنتشر بدلالها تغري وبسمتها وعيونها قد زانها الحور فدهشت مما كان أدهشه وعذرته إذ جاء يعتذر أمسكته بأنا ملي فبكى جزعا، وقال: أليس لي وزر؟ فنهرته قلت اصطبر فلقد يأتيك بالأفكار مصطبر العقل لم يخلق لنا عبثا فبه نفكر ثم نبتكر فاقدح زناد الفكر ياقلمي فعسى علينا تهطل الفكر وهنا رأينا منظر عجبا جملاً بحسن السبك تأتزر ينشدن في ترنيمة عذبت الصبر عيل ونحن ننتظر شوق إلى الممدوح يدفعنا هيا بنا فالشوق يستعر لا نبتغي قلما ليكتبنا لا نرتضي في الطرس ننحصر بل نحن نبغي أن نعانقه بعناقه نزهوونزدهر سألتهن هل اهتدين له فأجبنني أفلا يرى القمر؟! ممدوحنا والكل يعرفه بالفعل للمعروف يشتهر كم من يد يسدي ويسترها والله يربيها ويدخر لا يرغب الإطراء، يرفضه عن باهر الأضواء يستتر ما أجمل المعروف تفعله لله، لا يُرجى به البشر فتغيث ملهوفا وتسعد من بعد الصفاء أصابه الكدر وتعين مرضى بانتشالهم من حالة للسوء تنحدر ألغى طبيبهم مروءته والقلب صار كأنه حجر لم يرع تقديرا لمهنته ولحرمة الإنسان يحتقر فمريضه لا يستريح له وإذا رآه أصابه الخور إن لم يكن في الطب مرحمة لن تنفع الأقراص والإبر وإذا الطبيب على المريض حنا أخذت ذيول الداء تنحسر إن تسترح نفس المريض فذا نصف العلاج، وهذه عبر أعط المريض ببرئه أملا يظهر على أحواله الأثر كم من مريض حاله صعبت من وضعه الأكباد تنفطر مل السرير مكوثه وشكت منه الوسادة واشتكى السهر مسته كف الطب حانية فشفاه ربي وهو مقتدر هذي حقائق حد صادقة لو أن بعض الناس يعتبر