قرأت في عدد الجزيرة رقم (13956) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 8-1-1432ه مقالاً للكاتبة رقية سليمان الهويريني وذلك في زاويتها التي تصدرها تحت مسمى (المنشود) وكان عنوان المقال ذلك اليوم هو: (متعودين يا سيدتي الإماراتية متعودين!!) والموضوع تعليق من الكاتبة على قصة السيدة الإماراتية التي رفعت قضية في إحدى محاكم دبي على زوجها (السعودي) لأنه قام بتزوير توقيعها في عقد تأجير فيلا يمتلكانها. والحقيقة أنني كنتُ أتمنى أن تركز الكاتبة في مقالها على الحادثة بحيث ينحو الكلام منحاه صوب الرجل (المزوِّر) دون أن تتطاير الكلمات بطريقة مؤسفة تقدح وتجرح في جميع الرِّجال (السعوديين) وكأن الكاتبة الكريمة نزلت إلى الأرض من السماء وليست من سلالة رَجُل (سعودي). لم يكن ثمة مسوغ لكل ذلك التحامل الذي فاض من إناء الكاتبة على (الرَّجُل السعودي) لأن العاقل يعلم علماً يقيناً أن النموذجين الإيجابي والسلبي موجودان في كل المجتمعات وهما كذلك موجودان بين الرِّجال والنساء دون تمييز بين جنس وآخر، بل إن الإنسان تتنازعه نوازع الخير والشر فيصدر عنه المعروف تارة ويقع في المنكر تارة أخرى فماذا دهاكِ يا كاتبتنا العزيزة؟!. تقول الكاتبة مخاطبة السيدة الإماراتية في شأن زوجها (ولا تتوقعي أن كل الرجال مثله فمنهم الشهم الكريم النبيل وصاحب القلب الجميل الذي تنبض فيه دماء الفضيلة والسؤدد ولكنهم (قليلون قليلون!). ولا أدري كيف حكمت الكاتبة بأقلية هذا النموذج الطيب بين الرجال السعوديين أم أنها أحكام جزافية؟! ثم تقول في موضع آخر في شأن الزوجة السعودية (والأدهى حين تهرب من استبداد زوجها نحو طغيان أخيها فيكون أشد لؤماً وأكثر خسة وأعظم ظلماً وأقل رحمة وأفرط عنفاً)، وحين نربط هاتين العبارتين ببعضهما وبما أن الكاتبة ترى أن النموذج الطيب بين الرجال السعوديين قليل، فمعنى ذلك أن الرجل السعودي سواء كان زوجاً أو أخاً فهو (من وجهة نظر أختنا في الله) مستبد وطاغية ولئيم وظالم وعنيف. سؤال بريء أريد أن أطرحه على كاتبتنا (لماذا تزوج هذا الرَّجُل السعودي سيدة إماراتية ولم يتزوج سعودية)؟.. الإجابة (ربما تكون) أنه هو الذي هرب من استبداد الزوجة السعودية وطغيانها ولؤمها وظلمها وكثرة (هذرتها)، فذهب ليفجِّر هذا القهر خارج حدود الوطن. لاحظوا أنني أقول: (ربّما تكون الإجابة هكذا) وإلا فإن الحقيقة هي أن في نسائنا خيراً كثيراً، ولكنني أردت أن أنبه الكاتبة إلى سهمها الذي حاد عن الهدف. أتمنى ألا يصل مقص الرقيب إلى كلمة واحدة من مقالي هذا ولا سيما العبارة الأخيرة التي أختم بها مقالي: (على المرأة التي لا ترى في الرجال إلا شَرّاً محضاً أن تبحث لنفسها عن كوكب آخر لا رجال فيه، فلربما وجدَتْ فردوسها المستحيل).