الحياة الزوجية متقلبة، وهذا نمط له طابع خاص حتى انهم قالوا إنّ حلاوة هذه الحياة مشاكلها، ولكن المزح الثقيل بين الزوجين يستثنى من هذه الحالة، وفي عدد الجزيرة 13949 وبالصفحة الأخيرة (مواطنة تجبر زوجها على الخطوبة بسبب مزحة ثقيلة) وتتسبب على نفسها بالثانية، وهي فعلاً مزحة ثقيلة لا تتناسب مع العلاقة الزوجية، ولست هنا بصدد هذه المزحة، لكن لنبحر في العلاقة الزوجية وأثرها على استقرار الحياة الزوجية. من الطبيعي جداً أن تبدأ العلاقة الزوجية عنيفة ترابطاً وتقارباً، في بداية الزواج هناك آمال وطموحات، وكان كلٌ منهما يتمنى تحقيقها للآخر، وهذا أمر طبيعي، لكن بعد هذه المرحلة وهي الأهم كيف تسير الحياة الزوجية؟، تطالعنا وسائل الإعلام بنسب مخيفة من حالات الطلاق، هذا غير الحالات المعلّقة، إنّ العلاقة الزوجية للأسف يغلب عليها الروتين الممل، وضعف العلاقة بين الزوجين، أي أنهما لم يعطيا هذه العلاقة حقها من الترابط، حتى بعد وجود الأبناء، نجد الزوج له رفاقه ليقضي معظم وقته في الاستراحات، وكذا الزوجة إما عند أهلها أو أقاربها، وعلى حسب الظروف هو شعار هذه الحياة الزوجية، كل العلاقات بين الرجل وزوجته يحكمها نظام (على حسب الظروف)، أي ليس هناك تفاهم حول مستقبل هذه العلاقة في إطار الأسرة، ويؤثر هذا على الأبناء تربية وسلوكاً وتعلماً وترابطاً، وفي ظل هذا النمط يطغى الخجل على الزوجة لمطالب يحق لها أن تطلبها من هذا الزوج المزاجي، فتهيمن الحياة الروتينية على الأسرة، وقد تنشأ مشاكل بسبب هذا النمط من الحياة، وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق، هنا تبدأ فترة الندم لكليهما، والسبب عدم تصحيح مسار هذه الحياة الزوجية إلى بر الأمان. والنمط المهيمن الآن على حياتنا الزوجية، هو الضبابية في التعامل بين الزوجين، والمجاملة الناشئة عن روتين هذه الحياة، لأنّ الجيل الآن - وخاصة الرجال - للأسف ينقصه مبدأ وقيمة هذه العلاقة الزوجية، والهدف من هذه العلاقة في تكوين واستقرار الأسرة، فنجد اللامبالاة وضعف الاهتمام من الرجل، وقضاء أغلب الأوقات خارج المنزل، بل يكون سعيداً إذا طلبت زوجته زيارة أهلها. والخلاصة ان هذا الخجل من الزوجة، في تصحيح وتحقيق مطالبها، ومزاجية هذا الزوج، سببان رئيسيان لضعف هذه العلاقة الزوجية، فأصبحت العلاقة بين (زوجة خجولة وزوج مزاجي) علاقة هشّة مهدّدة بالفشل، أو حياة زوجية مملّة. حسن ظافر حسن الظافر - الأحمر -