الحمد لله وحده وبعد فقد كنت أقول لجمع من الأحبة: إن نبأ فقد العبد الصالح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لن يكون بالأمر الهين وأسأل الله ان يعيننا على تحمله وأن يلهمنا الصبر والسلوان عند فقده، وعند سماعي لنبأ وفاته رحمه الله لم أملك نفسي حيث تعثرت خطاي، وانسكبت دموعي وانبح صوتي وزاد نشيجي وعلا نحيبي وانفتحت نافذة التذاكر على قلبي فلم يعد الحزن يفارقني حتى ظننت أنه فالق كبدي، ولولا وقوف المعزين بجانبي مما كان سبباً في سلواني وإلا لكان الحزن أقعدني والهم اثقلني هذه يا اخوتي حالتي وحالة الكثيرين معي ولا أظن عاقلاً سيلومني أو يلوم غيري في هذا العالم الرباني، الذي هو كنز ثمين من كنوز بلادي، فبه يهتدي القاصي والداني وعلى يديه يتوب المنحرف الغاوي، وفي فتاواه كل نفيس وغال، وبنور حكمته يستبصر المتغالي، وهو في علومه كأحمد الحراني، وبجانب زهده تضيع أخبار بشر الحافي، وعند ذكر كرمه تطيش أخبار حاتم الطائي، وفي سمته وتواضعه نبراس لكل متعال، وفي أسلوب دعوته منهج لكل آمر وناه، فهو في الحقيقة نجمنا الساري، الذي نهتدي به عند احتدام ظلام الليالي، وسيظل ذكره أبداً بيننا فالذكر للإنسان عمر ثاني . (نور على الدرب) استطار فؤاده قد كان صوتك فيه كالخفقان فتوى كنور الشمس تعصف بالدجى لتقود مركبنا لشط أمان ستظل تبكيك المنابر والندى ما ناح قمريٌّ على أغصان ويظل شوقك في الحنايا دافئاً ما اشتاق إنسان الى انسان وتظل تلهج بالدعاء خواطر ما خر قوام الى الأذقان يا شيخ طافتنا السنون كأنها أحلام طيف أو سباق ثواني من ذا يعيش وفي الفؤاد توقد أمن ينام على الجوى اليقظان يا أمة الإسلام صبراً إنما ساعات نصر المؤمنين دواني فامضي على سنن النبوة واحفظي عهد الوفاء لكل ذي إحسان إني لارجو من إلهي قربة حبي لذاك العالم الرباني أسال الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرحم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وأن يلهم أمتنا المكلومة الصبر والسلوان على فقده، إنا لله وإنا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. رئيس المحكمة المستعجلة بتبوك المساعد
