يظل الوفاء هاجس الأنقياء ويبقى المعروف لا يضيع في أهله فعندما أطلق الظاهرة الشعرية بندر بن سرور- رحمه الله قبل أكثر من أربعين عاماً قصيدته الخالدة في الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم دولة الإمارات -رحمه الله- والتي جاءت أبياتها رنانة تردد حتى الآن وكأنها للتو نزلت الساحة الشعبية ومنها: حلحيل حلو مر زراع حصاد كبدٍ يداويها وكبدٍ لهدها ولي عجوز من ورى شط بغداد سمت على الشيب الفلاحي ولدها تبغاه يطلع مثل زايد ولا فاد وما كل من هاز الطويلة صعدها وغيرها من القصائد في الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليأتي الرد من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -كما هو حال الكبار- ببناء مسجد يكون وقفا للشاعر الكبير بعد وفاته؛ وتعود أحداث القصة كما يرويها سطام بن ضيف الله بن سرور بحضور والده فيقول: كان والدي في أحد المستشفيات المتخصصة بمدينة الرياض لإجراء عملية في عينيه ليزوره محمد بن خلف المزروعي ويرتب معه لقاء آخر تم في برج المملكة وقال لوالدي (أنا مرسل من الشيخ محمد بن زايد كان تبي من الدنيا شيء أو على بندر دين أو عليك دين) فرد والدي بأن لا دين عليّ ولا على بندر ولكنها أمنية أتمنى تحقيقها وهي بناء مسجد كوقف لبندر بن سرور يعود ثوابه إليه فقال (يكون خيرا) وبعد مدة جاء عبدالله المصعبي لينهي الأمر واتفق مع إحدى الشركات المتخصصة من الرياض وتم أخذ موافقة أوقاف البدائع واستخراج الرخص اللازمة ليتم البدء ببناء مسجد بندر بن سرور في حي الروضة وتم مراعاة أن يكون المسجد في حي جديد لا توجد فيه مساجد كثيرة حسب رغبة والدي ويتكون المسجد من طابقين ويتسع لأكثر من ستمائة مصل وبني على طراز حديث؛ وكان الشاعر الكبير قد قال قصيدة من روائعه عندما تأخر في دولة الامارات مع أخيه ضيف الله قرابة الشهر وتدور القصيدة حول أهمية المسجد والمداومة على الصلاة فيه جاء فيها: ما أطول يابوفيحان صبر صبرناه وانت الشهر عديت باقي اسبوعه لا تغبط اللي صار زوده بدنياه يتبع هوى نفسه وغير طبوعه مخطي طريق الحق غاد بعمياه يجمع وصخ مال زوال نفوعه اغبط تقي صار زوده بتقواه عبد لصوت الحق يرخي سموعه يفرح بصوت منادي الحق ناداه عجل على المسجد بطيْ ركوعه والا ترى الدنيا حدود مسماه لا بد مايقفي وتقفي زروعه وأكد (أبو فيحان) ضيف الله بن سرور ان غالبية ماينشر عبر المنتديات وعلى الشبكة العنكبوتية عن بندر بن سرور فيه تحريف سواء من حيث حياته أو شعره ووعد قراء (الجزيرة) قريباً بحوار مطول يدور حول الشاعر الكبير ونشر بعض مقتنياته وقصائده التي لم تر النور حتى الآن.