تعهدت حكومات دول العالم بإحراز تقدم في تحريك المحادثات المعلقة منذ فترة طويلة حول التغير المناخي، وذلك لدى افتتاحهم قمة للأمم المتحدة في المكسيك الاثنين، تستمر لمدة أسبوعين، محذرة من أن مخاطر الاحتباس الحراري تتحول إلى واقع بالفعل. بعد قمة الأممالمتحدة التي عقدت بمدينة كوبنهاجن الدنماركية في كانون أول- ديسمبر الماضي، حيث انهارت المباحثات حول التوصل لمعاهدة جديدة للتغلب على ارتفاع درجة حرارة الأرض، قال مفاوضون إنهم يأملون أن يكون منتجع كانكون المكسيكي هو المكان الذي يشهد اتخاذ بعض الخطوات الملموسة التي قد تعيد الثقة في العملية الدولية. وكان المفاوضون أوضحوا أنه لن تكون هناك معاهدة دولية جديدة متفق عليها في كانكون، ولكنهم يتوقعون اتفاقات حول بعض الموضوعات الجانبية، مثل الحد من عمليات إزالة الغابات وتبادل التقنيات وإنشاء صندوق لمساعدة الدول النامية على مواجهة تأثير تغير المناخ. غير أن هناك بوادر توتر بالفعل، في الوقت الذي شددت فيه بعض الجزر الصغرى، والتي سعت إلى عرقلة معاهدات سابقة، على أن بقاءها يعتمد على الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 5.1 درجة مئوية. وكانت الحكومات اتفقت في كوبنهاجن على عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين. وحذرت تلك الجزر أمس من أنها تواجه زوالاً مؤكداً ما لم يكن هناك تحرك بشأن التغير المناخي، مشددة على أنها لن تقبل بأي اتفاقية دولية لا تهدف إلى منع ارتفاع درجات الحرارة عالمياً لأكثر من 5.1 درجة مئوية. وخلال تصريحات لهم في افتتاح المؤتمر، حذر أعضاء تكتل يضم أكثر من 40 دولة عبارة عن جزر صغيرة من أنها لن تقبل بأي اتفاقية دولية من شأنها أن تعرضهم لمخاطر الغرق بسبب ارتفاع مناسيب مياه البحار. وذكرت منظمة «أوكسفام» للإغاثة الدولية في تقرير لها أمس أن 21 ألف شخص لقوا حتفهم العام الجاري بسبب أحداث الطقس الخطيرة، وهو ما يتجاوز ضعف عدد الضحايا في عام 2009.