تعجز الكلمات أن تعبر عن الشعور بالأسى والحزن الذي انتاب الجميع والخسارة الفادحة التي مني بها المسلمون نتيجة لرحيل شيخنا الجليل محمد بن صالح بن عثيمين ولا يسعنا إلا ان ندعو الله سبحانه وتعالى ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء لقاء ما بذله طوال حياته في سبيل العلم والتعليم والدعوة والإرشاد وخدمة كتاب الله وسنة نبيه وأمة الإسلام. لقد كان رحمه الله تعالى ملء السمع والبصر جند لسانه وعقله وفكره وجاهه وماله لخدمة دينه وأمته، كان حاضراً في كل ثغر من ثغور الإسلام في الكليات والمعاهد والمساجد والمنابر ومؤسسات الدعوة والإرشاد والثقافة لا يكل ولا يمل ولا يشغله عن كل ذلك أي شاغل, فكان بحق مثال العالم الرباني الذي بارك الله في عمره وعلمه وعمله وعم نفعه كافة المسلمين في كل مكان. ومن حقه علينا مداومة الدعاء له وحفظ آثاره العلمية، واقتفاء آثاره، فهو نموذج رائع للقدوة الحسنة التي ينبغي لطلبة العلم ان يقتدوا بها. ومن حقه علينا ان نحافظ على ذكراه بما يكمل رسالته التي نذر حياته لها وهي النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم وان نحافظ على بقاء جهوده التي بذلها في وجود كيان أسسه ورعاه ومن حقه ان يحمل اسمه ذلكم هو جمعية تحفيظ القرآن بعنيزة التي أسسها ورعاها وسعى إلى إيجاد المصادر التمويلية الدائمة التي تكفل استمرارها في أداء رسالتها كما كانت له جهود أخرى في إيجاد الأربطة لطلبة العلم وسعى جاهدا لدى أهل الخير من أصحاب السمو الأمراء والمواطنين من ذوي اليسار ومحبي عمل الخير للحصول على المساعدات لكل ذي حاجة. ولذلك فإنني أقترح ان تتحول جمعية تحفيظ القرآن بعنيزة إلى مؤسسة خيرية تحمل اسمه لتؤدي الأدوار التي كان يرعاها للعناية بكتاب الله ورعاية طلبة العلم وتقديم العون والمساعدة لذوي الحاجات وان يستمر الدعم الذي يتلقاه من أصحاب السمو الأمراء ومحبي الخير لتتولاه هذه المؤسسة وتغطي الجوانب الدعوية والإرشادية والثقافية التي كان يقوم بها. وإنني أتوجه إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وهو المعروف برعايته لكل عمل خير بناء وهو الوفي للشيخ وأمثاله والحفي بأبناء المنطقة أن يدعم هذه الفكرة ويسعى لدى وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتحقيقها واتخاذ الإجراءات النظامية الكفيلة بذلك,. رحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة وجزاه الله خير الجزاء على ما قدم وعوضنا الله بأولاده وطلابه خيراً,.