سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلمان بن عبدالعزيز ينقل (المعجزة السعودية) للعالم ويعرض الصورة الحقيقية للمملكة معارض المملكة بين الأمس واليوم انتقلت بين الدول الأوروبية والعربية وحققت أهدافها
ستة وعشرون عاماً مضت على أول معرض افتتح برعاية سلمان التنوير والمعرفة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تمكن من خلاله نقل الصورة الحقيقية للمملكة في شتّى أنحاء العالم المترامي الأطراف. كان العالم في تلك الفترة يجهل ما هي المملكة وكان يملك تصوراً بدائياً عنها، وقد تمكنت هذه المعارض من تغيير الصورة من صورة السعودي البدوي والجمل وبئر البترول إلى السعودي طالب العلم والمعرفة ورائد الفضاء، وقد ساهمت تلك المعارض في ترسيخ الصورة الحقيقية بوقوف الطلبة المبتعثين في تلك البلدان كنموذج حقيقي على ذلك. المعارض كانت تشمل عدة أقسام تتحدث عن تاريخ المملكة وإنجازاتها ومراحل تحولها والخدمات التي تقدمها المملكة للإسلام والمسلمين ومناطق التجارة والصناعة والتعليم والصحة. البداية سجلت هذه المعارض في ألمانيا قبل أكثر من ربع قرن في عام 1985م ثم انطلقت لأهميتها لتجول الدول الأوروبية والعربية، وقد كانت البداية من خلال فكرة، تقدم المسؤولون في إذاعة صوت كولونيا في عام 1985م باقتراح إقامة معرض عن مدينة الرياض في ألمانيا.. وقد وجدت ترحيباً من سفير المملكة لدى ألمانيا الذي رفعه بدوره إلى سمو وزير الخارجية الذي أيد الفكرة ورفع الموضوع إلى المقام السامي، حيث صدرت الموافقة السامية بإقامة المعرض، وقد تولى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض بعد صدور الموافقة السامية وأمر بتشكيل لجنة متخصصة لهذا المعرض، وقد استمرت هذه المعارض منذ انطلاقها في ألمانيا عام 1985م وحتى اختتمت في عام 1992م. وسنسعى في هذا التقرير إلى عرض مبسط عن هذه المعارض واحتوائها للأجنحة المميزة والأصداء التي تركتها. المحطة الأولى معرض المملكة بين الأمس واليوم في ألمانيا افتتح في مدينة كولون الألمانية التي تبعد عن بون العاصمة بنحو (40) كيلومتراً، واستقبل حينها الجاليات الإسلامية والألمان والسياح، وقد كان كل ما رأوه مذهلاً لهم كما دفع المعرض الإعلام الألماني إلى الاهتمام بالمعرض، حيث ذكرت إحدى الصحف عنوانا لتغطيتها (عشرون سنة من الصحراء إلى الفضاء الخارجي). وذكر المسؤولون الألمان أن المعرض والنجاح الذي حققه لقد تفوق على معرض توت عنخ أمون، وذلك منذ مرور الساعات الثلاث الأولى للافتتاح فقط، حيث لم يزر معرض توت عنخ أمون سوى (17) ألف زائر. بعد ذلك انتقل المعرض إلى مدينة شتوتجارت ثم أقيم المعرض في مدينة هامبورغ وكانت تلك المدينة قد شهدت آخر محطات المعرض في ألمانيا وقد حقق نجاحاً باهراً ومذهلاً للغاية. وأقيمت على هامشه ثلاث محاضرات وندوات ثقافية شارك فيها عدد من المسؤولين وأساتذة الجامعات. المحطة الثانية معرض المملكة بين الأمس واليوم في لندن شهدت قاعة أولمبيا افتتاح المعرض، وكان يهدف المعرض إلى أن يكون رسالة محبة وسلام وإخاء وتعارف من المملكة إلى الشعب الإنجليزي والجاليات العربية والمسلمة المقيمة هناك. وقد حاز على تغطية إعلامية ممتازة، حيث قالت صحيفة الغارديان: إن المعرض المفاجأة التي حطمت كل الأرقام القياسية في عدد الزوار، فيما ذكرت صحيفة ديلي تليغراف: ان الحملة الإعلامية أدخلت المعرض كل البيوت، بينما قالت صحيفة العرب الصادرة من لندن: (إن الرياض هي سفيرة المدن العربية.. هي عروس الصحراء الساحرة). وحول انطباعات الزوار فقد ذكر مواطن هولندي: (عظيم ومدهش ما شاهدته لقد فتح المعرض عيوننا المغلقة، فكم كنت أتمنى أن يكون عدد الزوار أقل لأشاهد الكثير، فيما قال مهندس بريطاني: كنت أتوقع الرياض بحجم ملعب ويمبلي بلندن، بينما ذكر شاب إنجليزي أنه كان يتوقع أن المملكة مجرد صحراء، مضيفاً أن المعرض حقق معجزة لم تكن سابقاً، فلم يسبق لمدينة أن زارتهم ولكن هم من كانوا يزورونها، وبهذا المعرض تحقق العكس. المحطة الثالثة جناح المملكة في فرنسا أقيم المعرض على مساحة تبلغ (12) ألف متر مربع، وقد توزعت هذه المساحة ما بين أجزاء اختصت ببعض الصور المتنوعة في الحياة الصحراوية وشملت البيوت العربية والجمال والصقور، كما وجدت أجزاء تضمنت آثار المملكة القديمة مثل مدائن صالح، بالإضافة إلى السوق الشعبي الذي تضمن الصناعات الحرفية. كما تضمن المعرض عدداً من الأجنحة منها جناح منطقة صحراوية والرياض القديمة، وجناح خاص بمقتنيات الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأيضاً ضم جناح المنطقة الإسلامية ووضع فيه مجسماً للمسجد الحرام بمكة المكرمة إلى جانب ذلك ضم المعرض صوراً عن رحلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء، كأول رائد فضاء عربي مسلم مع عرض ملبوسات رائد الفضاء الأمير سلطان والمصحف الشريف الذي اصطحبه معه خلال رحلته. وقد حظي المعرض بتغطية إعلامية واسعة، حيث خصصت اللجنة الإعلامية للمعرض (860) ثانية في برامج التلفزيون والإذاعة الفرنسية للتعريف بالمعرض، كما بلغ ما خصص له (500) ثانية للقناة الأولى و(215) ثانية بواقع (20) ثانية لمدة أربع مرات و(15) ثانية تسع مرات، والقناة الثالثة بلغ إجمالي ما خصص لها من وقت (115) ثانية تبث مرتين لمدة عشرين ثانية وخمس مرات لمدة خمس عشرة ثانية، كما تخصص (170) ثانية للقناة الثالثة لتبث أربع مرات مدة عشرين ثانية وست مرات لمدة خمس عشرة ثانية. أما بالنسبة للإذاعة فقد بلغ إجمالي عدد الثواني المخصصة للمعرض (360) ثانية حيث تم تخصيص (15) ثانية للإذاعة الأوروبية لاثنتي عشرة مرة وإذاعة تلي لوكسمبورج لمدة (15 ثانية) لاثنتي عشرة مرة. كما تم تخصص (60) ألفا و(180) ثانية لأربع وعشرين دار عرض سينمائية في شارعي الشانزليزيه والأوبرا بواقع (2520) ثانية لكل واحد، منها ولمدة أسبوعين بواقع أربع مرت في اليوم لمدة (45) ثانية. أما الصحف والمجلات فقد بلغ عدد الصفحات المخصصة للمعرض 47 صفحة وثلاثة أرباع الصفحة منها (36) صفحة لتسع مجلات و3-4 منها 11 صفحة لتسع صحف تنشر على مدد مختلفة وبمقاسات مختلفة أيضاً قبيل وبعد افتتاح المعرض. ومن خلال التغطية الإعلامية للمعرض ذكر أحد الزوار أنه يستطيع أن يلقي محاضرة عن الرياض بعد زيارته للمعرض لما وجده من تفاصيل دقيقة للحياة في السعودية وعن بيئة المملكة وطبيعتها. وقد شهد معرض المملكة في باريس حضوراً مميزاً، حيث أقبل عليه أكثر من (700) ألف متفرج، وقد شهد الإقبال طوابير طويلة طيلة أيام المعرض تحت الأحوال الجوية التي تميزت بالبرد والأمطار، حيث وصلت الطوابير إلى أكثر من (300) متر. المحطة الرابعة جناح المملكة في القاهرة هذه المرة هي الأولى من نوعها التي يقام فيها المعرض في موقع عربي، وقد شهد زيارة أكثر من (4) ملايين زائر. استمر هذا الجناح (24) يوماً بمدينة نصر بحي المعارض وقد اطلع الزوار على جناح المملكة والخدمات المقدمة من حكومة خادم الحرمين لزوارها خصوصا فيما يتعلق بالزوار للحج أو العمرة. وعلى صعيد التغطية الإعلامية فقد ذكر عدد من الإعلاميين أن المعرض ترك أصداء طيبة وساهم في تنوير المصريين على أمور كثيرة كانت تخفى عليهم، وذكرت صحيفة الأهرام أن التجربة السعودية فريدة وأثبتت أن الإنسان العربي مؤمن قادر على تخطي الصعاب. المحطة الخامسة معرض المملكة في الجزائر افتتح بمقر الثقافة بمدينة الجزائر وزاره عدد كبير من المسؤولين الجزائريين والمواطنين، وكان بمثابة الرابط القوي مع دينهم الإسلامي وأعادهم أكثر إلى قوة الإيمان. وقد بلغ عدد زواره أكثر من (مليون وسبعمئة ألف زائر)، وقد ذكر وزير الشؤون الدينية الجزائري (آنذاك) السيد بوعلام باني أن المعرض هو أكبر دعوة لقضيتنا الإسلامية وهو أكبر خدمة تقدمها المملكة للإسلام. وكان المعرض يحتوي على أجنحة تصور الجانب التنموي الذي تعيشه المملكة في المجالات العمرانية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية. المحطة السادسة معرض المملكة في تونس افتتح هذا المعرض برعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، واستمر (20) يوماً وزاره نحو (870) ألف زائر وتم افتتاحه في قصر المؤتمرات في تونس. المحطة السابعة معرض المملكة في المغرب أقيم المعرض في الدار البيضاء وشهد إقبالاً أكثر من (ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف زائر) وشهد توزيع (100) ألف نسخة من المصحف الشريف و(100) ألف عبوة من ماء زمزم و(100) ألف كتاب إسلامي و(50) ألف كتاب إعلامي و(360) ألف صورة من الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة. المحطة الثامنة جناح المملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية استمر هذا الجناح لمدة عام تقريباً وتنقل خلالها من أهم المدن مما سيسهم في نشر الروابط الثقافية والعلمية بين الشعبين السعودي والأمريكي. فقد شهد المعرض خلال تجواله في مدن أمريكا إقبالاً كبيراً، ففي واشنطن زار المعرض ما يقارب 70 % من سكانها، إلى جانب الاهتمام الذي وجده المعرض من المسؤولين الأمريكيين والدبلوماسيين الموجودين في أمريكا، بالإضافة إلى توافد الجاليات العربية والإسلامية والأجنبية. وعن انطباعات الشعب الأمريكي عن المعرض وإمكاناته فقد انبهر أحد الزوار منه قائلاً يوضح لي المعرض: انكم استطعتم تسخير مواردكم لتطوير وتنمية الشعب وتحقيق إنجازات لا مثيل لها، ما ذكرته زائرة بأنها من خلال أجنحة المعرض عرفت الكثير عن الدين الإسلامي فيما أعلنت زائرة أخرى رغبتها في اعتناق الإسلام أمام الركن الإسلامي في المعرض. وقد شهد المعرض خلال جولاته ما بين اتلاتنا وبوسطن ونيويورك ولوس أنجلوس ودالاس وواشنطن وغيرها إقبالاً لفت الأنظار، فقد شهد زيارة أكثر من ثلاثة ملايين زائر على مدار الفترة التي أقامها وقد حقق أهدافاً عدة ومنها تصحيح الصورة التي كانت تنشر عن المملكة العربية السعودية كما حصل على إشادة دولية وشخصيات عالمية لما بذل خلال هذا المعرض. المحطة التاسعة جناح المملكة في إسبانيا أقيم المعرض عام 1992 عكس جناح المملكة في معرض إشبيلية منجزات المملكة الحضارية ما بين التاريخ والثقافة والصناعة، وقد ذكرت الصحف الإسبانية خلال عرضها في المعرض المقام في ذلك الوقت معرض (اكسبو 92) الإبهار الذي ينتظره الزائر للجناح السعودي والمتعة التي تنتظره، مشيرة في الوقت ذاته إلى السرعة التي تم إنجاز الجناح خلالها، وإتقانه، حيث ذكرت أن الجناح أنجز بنسبة 100 % من حيث السلامة والإنجاز. وقد حازت المملكة في ذلك المعرض أكبر مساحة تحتلها دولة عربية تشارك في معرض (اكسبو 92) حيث احتل الجناح السعودي على (3000م2)، وقد صمم الجناح على هيئة منزل تراثي قديم. وعن الضوء الإعلامي الدولي الذي سلط في تلك الفترة فقد ذكرت (اف اس دي) الفرنسية في صفحات خاصة أفردتها للجناح السعودي جمالية البناء الذي صمم فيها الجناح وطريقة وأسلوب إعداد الجناح وما يحتويه، حيث ركزت المجلة من ضمن الإنجازات المعروضة على ما أنجز للحجيج والمعتمرين. وقد شهد الجناح السعودي في معرض (اكسبو 92) تزايداً مستمراً في عدد الزوار وتسجيل إعجاب متزايد بمحتوياته حيث بلغ زوار الجناح لليوم الثاني لافتتاحه أكثر من (21) ألف زائر. ومن خلال هذا العرض السابق للمعارض التي أقيمت طوال فترة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لها فقد حقق الأهداف المرجوة منه ويمكن قياس ذلك من الأصداء التي كانت تلاحق كل معرض يتم افتتاحه طوال تلك الفترة، فكل مكان يحل به ويحط رحاله تسبقه أصداء كبرى ينقلها الإعلام من آخر مكان كان به، مما يدفع الناس أن يصطفوا طوابير طويلة من أجل الاطلاع عليه وعلى محتوياته وطريقة بنائه وعرضه. تمكنت المعارض من إيضاح الصورة الحقيقية للمواطن السعودي وإلى المستوى النهضوي الذي تعيشه المملكة، حيث استطاعت تلك المعارض من تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية وتطويرها بين شعب المملكة وشعوب العالم أجمع. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد أكد أن الهدف من إقامة تلك المعارض والمشاركة فيها يأتي من أجل إبراز المكتسبات الحضارية للمملكة، وقد تحقق هذا الهدف قياساً باستطلاعات الرأي التي كانت تنفذها وسائل إعلام الدول المستضيفة للمعرض إلى جانب الاهتمام الإعلامي الكبير الممنوح في المساحات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية لفعاليات المعارض طوال فترة إقامتها.