مسيرة الخير والنماء والبناء في وطننا الغالي أعطت الرياض «لؤلؤة الجزيرة العربية» اهتماماً كبيراً في مختلف المجالات.. وبمناسبة عودة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض سليماً معافى ولله الحمد، حيث يفرح الوطن ويسعد بعودة رائد المبادرات التنموية، حيث تقف شواهد النهضة ومعاني التطور ومفاهيم الازدهار.. ومفردات التنمية، مؤكدة ريادة الأمير سلمان -حفظه الله- كرجل تنموي من الطراز الأول بجهود متميزة واستثنائية خلال (55 عاماً) أميراً لمنطقة الرياض وقائداً لمراحل التنمية المتعاقبة بنجاح ظاهر حيث يوثق التاريخ أنه لم يحدث من ذي قبل أن تم تنفيذ أكثر من (2699) مشروعاً تنموياً بتكلفة تزيد على (247) مليار ريال في وقت واحد على مستوى العالم إلا في مدينة الرياض. وهذا بلا شك جهد استثنائي لم يكن ليتحقق بدون سلمان بن عبدالعزيز الذي حاز أغلى الأوسمة وأعلاها محلياً ودولياً كمعلم تنموي أسس لمدرسة سلمان بن عبدالعزيز بمعانيها المتجددة ومفاهيمها الرائدة التي ما زلت طالباً فيها منذ (30) عاماً. سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رجل نذر نفسه لخدمة وطننا الغالي وعاصمتنا الحبيبة، سخَّر كل شيء وبذل الغالي والنفيس لتزيينها وإلباسها أجمل الثياب وأغلاها لتبدو أجمل المدن وأنظفها وأروعها، أمضى زهرة شبابه في خدمة هذه المنطقة ودرتها الرياض منذ أكثر من خمسين عاماً بجهده الدؤوب والعمل المخلص لتنمية هذه المنطقة وتطويرها، ليس هذا فحسب.. بل إن نشاط سموه لم يقتصر على العمل الرسمي.. بل كان له باع طويل في العمل الإنساني، حيث كانت الرياض مركز نشاط خيري داخلياً وخارجياً يشرف عليها الأمير سلمان. إن ما تحقق لمدينة الرياض كان بفضل الله ثم بجهود مخلصة وصادقة وحثيثة من ابنها البار سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بخاصة، الذي واكب اهتمام سموه بمدينة الرياض تطور هذه المدينة على مرّ السنين، فعندما تم انتقال وزارات الدولة إلى العاصمة الرياض في عهد الملك سعود يرحمه الله، كان الأمير سلمان يدرك ما تعنيه هذه النقلة الكبيرة لمكانة الرياض.. ولذلك هيأ السبل لتشييد المباني اللازمة لهذه الصروح الإدارية، وعندما تم انتقال السفارات إلى مدينة الرياض كان الأمير سلمان سبّاقاً للتفاعل مع هذه النقلة النوعية لمدينة الرياض منذ أن فكرت الدولة في هذا الانتقال، حيث خطط لها حياً نموذجياً جديداً يحمل نمط البناء المعماري الأصيل النابع من بيئة هذه البلاد حتى أصبح هذا الحي معلماً بارزاً من معالم مدينة الرياض، وعندما ضاقت جامعة الملك سعود بسبب كثرة الطلبة الملتحقين بها، والإقبال عليها جاءت فكرة إنشاء مدينة أكاديمية كبيرة في منطقة مهمة من مدينة الرياض، وكان الأمير سلمان هو الذي حمل همّ هذا المشروع العملاق حتى رأى النور خلال بضع سنوات. إن عودة سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هي مناسبة سعيدة على قلوبنا جميعاً. عودة سلمان الخير.. سلمان الوفاء إلى أرض الوطن بعد غيبة قضاها سموه بعيداً عن أرض الوطن الغالي للاستشفاء -حفظ الله- سموه وعافاه دائماً.. وأطال عمره بكل الصحة والسعادة. حمداً لله على سلامة سموه.. وأنعم عليه بوافر الصحة ومحبة خلق الله وتلك قيمة عظيمة.. ومحبة سموه في القلوب كبيرة وهو رجل من رجال الدولة الكبار وحاكم يندر أن يجود الزمان بمثله، ومسؤول يرعى شؤون المواطنين بمنطقة الرياض ويتابع أحوال الوطن في كل مكان ومن أي مكان وفي أي زمان، أحب الناس في الرخاء فأحبوه في الرخاء والشدة.. وما حدث لسموه -حفظه الله- لنا.. شدة وزالت بفضل الله تعالى. لقد أصبحت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية. وأصبحت الرياض اليوم واحدة من أسرع مدن العالم في النمو والازدهار وتحقيق مستوى عال من التطور في شتى المجالات حيث تشهد مدينة الرياض حالياً طفرة كبيرة في البناء والتعمير ووضع أسساً للبنية التحتية بما يضمن مستقبلاً مشرقاً، فالتخطيط لبناء المدينة اليوم ذو أبعاد مستقبلية لتحقيق أقصى فائدة للأجيال القادمة.. هذا بفضل الله أولاً ثم رجالها المخلصين الذين يبذلون أقصى جهودهم لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه. ومن هؤلاء الرجال المخلصين الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أفنى عمره في خدمة مدينة الرياض منذ أن تولى إمارة منطقة الرياض استطاع عبر تاريخه الطويل من العمل أن ينال تقدير واحترام الجميع داخل وخارج المملكة، حيث ترأس الكثير من الجمعيات والهيئات السعودية والدولية والتي تعمل على مناصرة المواطن السعودي والعربي في كل زمان ومكان، مما جعل العديد من الدول والمؤسسات الدولية تمنحه الأوسمة وشهادات التقدير على مجهوداته. ويستند مفهوم الأمن المائي كمفهوم مطلق على أساس جوهري هو الكفاية والضمان عبر الزمان والمكان، إذ يعني تلبية الاحتياجات المائية المختلفة كماً ونوعاً مع ضمان استمرار هذه الكفاية دون تأثيرات سلبية من خلال حماية وحسن استخدام المتاح من المياه، وتطوير أدوات وأساليب هذا الاستخدام، علاوة على تنمية موارد المياه الحالية، ثم يأتي بعد ذلك البحث عن موارد جديدة سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية، وهذا المفهوم يربط بين الأمن المائي وبين ندرة المياه، وقد أولى الأمير سلمان بن عبدالعزيز اهتماماً شديداً بالأمن المائي من خلال هذا المفهوم، فعمل على تطوير المصادر القديمة للمياه مع استحداث مصادر جديدة، بالإضافة إلى إقامة الكثير من المشروعات المرتبطة بالمياه مثل مشاريع الصرف الصحي، وإنشاء وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي، مع الاستعانة بشركات عالمية وبيوت خبرة كبيرة متخصصة في هذا المجال. إن اهتمام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالموارد المائية وشبكات الصرف الصحي والمشاريع العملاقة في هذا المجال هو اهتمام بالحياة في هذه المدينة، واهتمام بمكون أساس لكل المقومات الحضارية والزراعية والصناعية، لجعل الرياض عاصمة لمعجزة صحراوية تقف شامخة متحدية لكل العوامل والظروف البيئية. فقد سعى بإخلاص وتصميم لإنجاز مهامه الكثيرة ومسؤولياته المتعددة على الوجه الأكمل، وفي كل مواقع المسؤولية كان الأمير سلمان نموذجاً متميزاً للقائد والمسؤول وقدوة ونبراساً يغرس في مواطنيه حب الوطن والتفاني في العمل من أجل المحافظة على ثوابته الوطنية وأمنه واستقراره وازدهاره. فالرياض أصبحت الآن أحد أهم المراكز الحضارية بالعالم العربي.. وذلك بفضل الله ثم بفضل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وأينما نظر المواطن السعودي فإنه يرى بصمات الأمير سلمان واضحة على كل منجزات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت في بلاده، فكان دائماً حاضراً في إعداد خطط التنمية الاقتصادية الخمسية ومتابعاً لتنفيذ مشروعاتها، وليس من قبيل المبالغة القول بأن كل مكسب تحقق للمواطن السعودي خلال نصف القرن الماضي فإن للأمير «سلمان» فيه نصيباً وإسهاماً. حفظ الله سموه من كل مكروه، وحفظ الله قيادتنا ووطننا الغالي وكل المخلصين للقيادة والوطن. (*) مدير عام المياه بمنطقة الرياض عضو مجلس منطقة الرياض