حافظت اللغة العربية عبر عمرها الطويل على هيئتها ومكانتها بين اللغات العالمية، فاستمرت خطواتها في ثبات لا يخلو من التطور ومواكبة كل جديد يحدث في عصورها المتلاحقة، على الرغم من كل ما ينعقه الناعقون الذين لا يدعون فرصة إلا ونالوا منها، وطعنوا فيها! واللغة العربية لم تحظ بهذا التميز وهذا الثبات إلا بفضل الله سبحانه وتعالى الذي جعلها لغة كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . ورغم هذا التفرد للغة العربية، إلا أن مهندسي الاعلان بمختلف أساليبه ما زالوا عاجزين عن الغوص في أسرار هذه اللغة، وسبر أغوارها بما يخدم مصالحهم ويحقق أهدافهم، بل ان البعض وللأسف أدار ظهره لها وجعل من اللهجات العامية عاملاً اقتصادياً مهماً للترويج لمنتجاته والتسويق لها. وهو بهذا لا يعلم انه يرمي اللغة العربية الفصحى بالنقص والتخلف، وحاشاها ان تكون كذلك، ولكنه التقليد الأعمى الذي جعل اعتماد المستثمر بشكل كبير في تسويق منتجاته على خبراء ذوي ثقافات مفككة ومهلهلة لا يستقيم معها فكر، ولا تثمر عن نتيجة، بل إن الاعلان معها يصبح ممجوجاً وغير قابل للتداول على الألسن، خاصة اذا كانت اللهجة المستخدمة لا تمت للواقع المحلي بصلة. وأذكر في هذا الصدد انني اطلعت على بيان صادر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وكان موضوعه الضوابط الشرعية للإعلانات ومما جاء في البيان، الفقرة التاسعة التي تنص على: ان يكون الإعلان باللغة العربية الفصيحة حفظاً لها واعتزازاً بها، لأنها لغة أهل الإسلام، والطريق لفهم القرآن والسنة، وبناء على ذلك فلا تستعمل العبارات العامية فضلاً عن غيرها من اللغات الأجنبية أ ه. إنها دعوة صادقة للتجار والمستثمرين بأن يبتعدوا عن استخدام اللهجات العامية في موضوع الاعلان لما في ذلك من مساوئ ثقافية، قد لا تظهر على السطح في الوقت الراهن. والدعوة موصولة للجهات المختصة القائمة على اعطاء التصاريح واجازة الاعلان بأن يراعوا الضوابط الشرعية واللغوية في شكل ومضمون الاعلان المطروح على الجمهور عبر وسائط الاعلان المختلفة. * أقام فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية صباح السبت الماضي حفل معايدة على شرف فضيلة مدير عام الفرع بالمنطقة الشرقية الشيخ محمد بن مرشود الرشود حضره فضيلة رئيس هيئة الدمام وكافة مديري ومنسوبي الفرع لتبادل التهنئة بعيد الفطر المبارك.