أتاح لي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد فرصة العمل في نادي الهلال والاقتراب أكثر مما يجري داخل النادي على صعيد العملي الإداري والتنظيم الداخلي.. حيث تواجدت في النادي خلال الفترة القصيرة الماضية بعد تكليفي بإدارة المركز الإعلامي للهلال.. وهو تواجد يختلف كلياً عن قربي السابق لكل الأمور الهلالية بحكم طبيعة العمل الصحفي.. ولأن من يرى ليس كمن سمع فسأضع الانطباع الأول لي عن النادي من الداخل أمام الجماهير الهلالية كما عايشته عن قرب.. فقد وجدت نادياً آخر غير الهلال الذي أعرفه سابقاً فالمنشآت الحديثة والإمكانيات المتوفر تذهل كل من يدلف أروقة النادي سواء ما يتعلق منها بمبنى الإدارة أو معسكر الفريق الأول أو غرف الحديد والتجهيز البدني للاعبين أو حتى المركز الإعلامي الذي اقترب تشغيله رسمياً ليضاف لمنجزات نادي الهلال الإنشائية التي يفخر بها كل من يدخل النادي بعد غياب طويل.. وعلى صعيد العمل الإداري فإن ما وجدته من تنظيم إداري محترف يشرح ببساطة لماذا يتصدر الهلال الأندية السعودية سنوياً في عدد البطولات والإنجازات في مختلف الألعاب.. فالنخبة الموجودة في إدارة النادي تعمل كفريق عمل متكامل ومحترف يؤدي كل منهم دوره بكل دقة واتفاق فضلاً عن الكفاءة العالية للإدارة الدنيا والتنفيذية داخل النادي ما جعل المرء يشعر بالراحة والفخر بوصول النادي لمستوى متقدم جداً على صعيد العمل الإداري والتنظيمي وبشكل لا يتوقعه البعيدون عنه وأنا كنت أحدهم.. أما القيادة الإدارية كما عايشتها فهي مختلفة تماماً عما يوجد في الأندية الأخرى.. فالإدارة في وضع انعقاد دائم وعلى مدار ال24 ساعة، حيث يتواجد رئيس النادي ونائبه والأمين العام وأمين الصندوق والأمين المساعد ومدير عام إدارة كرة القدم بشكل يومي ويعمل الجميع كفريق واحد يناقش ويقرر ويخطط وينفذ ويتابع العمل يومياً، هذا ما عشته بنفسي وشاركت فيه أو بجزء منه خلال الفترة السابقة.. فالجميع يعمل للهلال ومن أجل الهلال وسط روح أسرية أخوية تجمع كل العاملين في النادي وانعكست على كل من يقترب من النادي أكثر ويشاهد ما يجري أمامه.. هذا هو الواقع الذي وقفت عليه بنفسي ما جعلني أفخر بأن أكون جزءاً من هذا العمل ومشاركاً مع نخبة من الهلاليين الذين يديرون النادي ويبذلون الغالي والنفيس ويضحون بوقتهم ومالهم وجهدهم برئاسة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه سمو الأمير نواف بن سعد.. كثيرون لا يعرفون من هو سامي أبو خضير مثلاً.. وللأمانة أقول إنك أمام رجل محترف بمثابة مدير تنفيذي لإحدى الشركات الكبرى من حيث حجم العمل ووقته الذي يمتد لساعات طويلة ونوعية العمل أيضاً والذي يعرفه القريبون منه جيداً.. في حين يقوم بأدوار عديدة لا يعرفها سوى الملمون ببواطن الأمور.. والحقيقة أن سامي أبو خضير في تصوري أحد أهم المفاجآت السعيدة التي وجدتها في الهلال بعد أن كنت أحمل صورة مختلفة عنه ومغلوطة ربما سببها أنه بعيد عن الأضواء والإعلام.. لكنه مكسب كبير لإدارة الهلال استثمارياً وإدارياً وتواجداً وتنفيذاً تحت قيادة الأمير عبدالرحمن رئيس النادي أيضاً لا يمكن أن نتجاهل حقيقة هلالية وهي أن الهلال الوحيد ربما من بين الأندية الذي لديه شخصان على كفاءة عالية للقيام بأعباء أمانة النادي وهما الأستاذ أحمد الخميس والأستاذ فهد الحميدي.. فكلاهما يقوم بعمله دون تعارض أو تداخل من خلال منصب الأمين العام والأمين العام المساعد وتتركز معظم أعمال الأمين المساعد في التعامل مع الألعاب المختلفة وإداراتها وتسيير أمورها في حين يتولى الأمين العام الأمور الإدارية المتعلقة بالنادي ومخاطباته وعلاقاته مع الاتحادات والأندية واللوائح والأنظمة وما إلى ذلك وهذا يفسر نجاح الهلال إدارياً وعدم وقوعه في العديد من الإشكالات التي تقع بها الأندية الأخرى.. فرجل بحجم عضو اتحاد الكرة أحمد الخميس أصبح أحد القيادات الهلالية التي يفخر الهلاليون بتقديمها لرياضة الوطن.. أما على صعيد كرة القدم فيكفي أن يكون النجم الكبير سامي الجابر وأقول نجم رغم توديعه للملاعب ليصبح نجماً إدارياً بارزاً في الهلال من خلال إدارته لكرة الهلال بطريقة متميزة ستكون أساساً لما سيكون عليه العمل الإداري في الهلال (إدارة الكرة) خلال السنوات القادمة.. فسامي وضع نظاماً للعمل ينفذه أعضاء إدارته الذين هم من خيرة العاملين بصمت في الهلال وأعني الزميلين هشام اللحيدان وخالد المغيربي بحيث تجد تنظيماً لكل ما يتعلق بالفريق الأول وبرنامجه في متناول الجميع وبطريقة حديثة تعتمد على الحاسب الآلي والمخاطبات وتحويل كل ما يتعلق بالفريق إلى ورق وسط آلية عمل منظمة ودقيقة بعيدة عن العشوائية والعمل (الشفوي) الموجود سابقاً.. وشخصياً أعتقد أن سامي نجح في تقديم فريق منضبط وملتزم بعيداً عن الإيقافات والمصادمات ولعب دور البطولة أمام اللاعبين.. ولذلك ليس غريباً أن يجد سامي هذا الثناء من الآخرين خارج النادي قبل داخله.. ببساطة ما وجدته في الهلال من الداخل أسعدني بكل صراحة وأحببت أن يصل إلى كل من يثقون بما أقول ويعرفونني جيداً وبالتأكيد هم أيضاً سيسعدون لأن الأمر يتعلق بالهلال الذي يضعه الهلاليون في صدارة أولوياتهم.. ولذلك فالحمل سيكون كبيراً على كاتب هذه السطور ليقدم عملاً يليق بالزعيم ويتواكب مع مستوى العمل الموجود حالياً في النادي ولا شك أن الطموح كبير لتقديم شيء للهلال يكون عند مستوى الثقة التي منحني إياها سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتطلعات الجماهير الهلالية التي غمرتني بمشاعرها الفياضة منذ أعلن الخبر.. مؤكداً في الوقت نفسه أن دوري سيكون فقط في مجال خبرتي ودراستي وعملي وهو العمل الإعلامي بالنادي فقط ليكون هذا العمل مكملاً لكل الأدوار الجميلة التي يقوم بها الآخرون في النادي والتي نتمنى أن يوفق الفريق الكروي حتى يظهر الوجه الجميل لكل هذا العمل الجبار.