يبحث هواة النزهات البرية والمُولعون بالخروج إلى الأماكن الخلوية عن وديان تجري فيها المياه، أو عيون ماء طبيعية تحلو حولها الجلسات او ريضانٍ خضراء يجتمع فيها الأصدقاء أو كثبان رملية توشحت بشيء من الخضرة والندى أو مزارع غنّاء يستظلون بأشجارها ويشربون من مائها, وفي محافظة الغاط يجد هؤلاء الأشخاص كل هذه العناصر مجتمعة في مكان واحد، فهناك وادي (مرخ) أحد أشهر الوديان حيث قبر الشاعر المعروف (الحطيئة) ويتميز هذا الوادي بكثرة فروعه وجمال ريضاته ومن أشهرها (الحسيكي) و(الدبداب) المشهورتان بكثرة نبات الكمأة وجودتها، واكتسائها بغطاء كثيف من النباتات الربيعية من (حمض) و(ذعاليق) و(بسباس) و(حُميّض)، وهناك نفوذ الغاط الذي يبعد حوالي 15 كيلو متراً الى غرب المدينة والذي ازداد جمالاً هذه الأيام بالبحيرات التي تحيط به نتيجة الأمطار المتواصلة، وهناك عيون المياه الطبيعية التي لا ينقطع ماؤها أبدا طوال العام ومن أشهرها عينا ماء (القلتا) و(حليفة) واللتان يقصدهما الكثير من داخل محافظة الغاط او من المناطق المجاورة, وهناك كذلك الآلاف من المزارع التي تغطي أرض الحمادة ولا يمكن اكتشاف جمالها ما لم ينزل الشخص بسيارته عبر طريق (الرياض سدير القصيم) السريع عندما يقترب من محافظة الغاط، واخيرا هناك الكثير من الوديان التي تحتضن المئات من أشجار (الطلح) و(السدر) والتي تمثل اماكن مثالية للتخييم والسمر مع الأصدقاء والأقارب. كل هذه العناصر الطبيعية اكتست هذه الأيام أجمل حللها الربيعية بعد موسم مطير متواصل، غير ان ما يُنغّص على هذا الجمال بعض من التصرفات الفردية التي تضر بالبيئة ومنها الاحتطاب الجائر أو حرق الأشجار كما حدث في حالة حرق أشجار نخيل تصل أعمارها الى ما يقارب المائة عام بالقرب من عين (القلتا)، كما أن (الكسارات) شوّهت الجمال الطبيعي لوادي (مرخ) بشكل يدعو للقلق فعلاً. عموماً يبقى رغم ذلك مجال ومتسع للتمتع بالربيع الحقيقي على أرض الغاط، وكل موسم ربيعي وهواة البرّ على موعد مع الخزامى والنفل.