كعادتها؛ تأسر بحيرة الزلفي أنظار وقلوب زائريها، لروعة المكان الذي تغطيه مياه الأمطار، وتلتف حوله رمال ذهبية، تعطي المكان سحراً خلاباً، جعلت منه مزاراً ربيعياً هو الأشهر لعشاق الرحلات البرية. وتعد البحيرة التي تعرف أيضاً ب«بحيرة الكسر»، والتي تقع على أطراف روضة السبلة من جهة الشمال شرقي المحافظة، الوجهة الأولى للمتنزهين الذين عمد الكثير منهم لنصب المخيمات على أطرافها الممتدة على مسافة تزيد على 8 كيلومترات وسط الرمال الذهبية التي زادتها جمالاً وأعطتها منظراً أخاذاً شكلت معه لوحة متميزة ومتنفساً لعشاق الربيع. وروضة السبلة المحيطة في هذه البحيرة تعتبر واحدة من أشهر متنزهات الرياض في السعودية، والتي تكتسي بياض الخيام على بوادر ربيعها الأخضر لتأسر القلوب بحياتها الفريدة وتمتع النفوس ببهجتها النادرة والتي يتحول ليلها في هذه الأيام الربيعية إلى أشبه ما تكون لمدينة تناثرت الإضاءة في أرضها الواسعة وطابت لعشاق السمر والبراري الحياة على بساطها الممتد. وعند هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية تمتلئ الرياض والفياض بمياه الأمطار وبذلك تمتلئ بحيرة الزلفي «الكسر» بمياه الأمطار وتشكل منظرا رائعا، إذ يمكنك التمتع بأجوائها الربيعة الرائعة والخلابة. على ضفاف النفود أماكن رائعة لا يمكن وصفها تثير حماسة الشباب وتمتع أعين العوائل والأطفال. في جو مليء بالجمال والسعادة. تمتد البحيرة بطول حوالى 10 كيلومترات، ولكن يجب العلم بأنها موسمية، أي لا يكون الماء موجوداًَ طوال السنة، فقط في الشتاء في السنوات التي تكون فيها الأمطار غزيرة. ويغذي شعيب مرخ هذه البحيرة، ويعد مرخ من الشعبان الشهيرة والتي تمتد آلاف السنين، وهي المنطقة التي أشار إليها الشاعر الحطيئة عندما حبسه الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه. إذ أرسل قصيدته التي جاء فيها: «ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ.. حمر الحواصل لا ماء ولا شجر، ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة.. فاغفر عليك سلام الله يا عمر» قبل أن يرق قلب عمر، ويطلق سراحه، لتكون المنطقة شاهدة على هذه الحادثة، ولتشكل البحيرة منظراً بديعاً، يرق له قلب كل زائر.