من الأعمال الفنية التي عرضت على الشاشة في رمضان في الفترة المسماة بالذهبية، مسلسل الديرة نت من إعداد ليلى الهلالي واخراج عامر الحمود. وقد حرص طاقم العمل على تسجيل الحضور الثالث بعد عائلة أبي رويشد والعوعولمة ، في منافسة مستمرة مع طاش ،لكن التنافس القوي لم يثمر عن أعمال قوية مؤخرا. النص فكرته جيدة، لكن الحوار كان ضعيفا، والمشاهد لم تكتب كما ينبغي، فجاء السيناريو مهلهلا بحوار ركيك وأداء دون المستوى لم تنقذه حرفنة الحمود الاخراجية,ولا أدري سر تكرار اسم الكاتبة الهلالي في اشارة العمل لمرتين فقد ظهر اسمها في البداية: الكاتبة السعودية,, الى جانب اسم المخرج ولم يكتب المخرج السعودي عامر الحمود!! وكأن العمل من انتاج بلد آخر، ثم جاء اسمها مرة أخرى بعد اسم العمل الديرة نت . الأداء والممثلون للأسف ظهر الممثلون وكأنهم يقدمون عملا لأول مرة، جميعهم بدون استثناء، فمنهم المرتبك وفيهم المتكلف، وفيهم الماصل اللي أبرد من الثلج, ولست أدري لماذا حرص المخرج على اضافة حركات ساخرة كاريكاتورية الى أغلب الشخصيات، بدءاً من أبي حمد خالد سامي وانتهاءً بمشعل فايز المالكي ، في حين كانت مناسبة لو قرنت بشخصية واحدة، لا أن يظهروا جميعا بتلك الحركات وكأنهم يقدمون عملا للأطفال من أجل التهريج والترويح فقط, ولنأخذ بعض الأسماء التي شاركت في التمثيل: * خالد سامي: ظهر قبل عامين في مسلسل العائلة مع عامر الحمود في شخصية أبي رويشد بمشاركة ابراهيم الصلال ولطيفة المقرن ومحمد العيسى وصاحب الفم المفتوح فايز المالكي، وغاب عن العوعولمة وظهر في الديرة نت وليته ما ظهر، أراد أن يخرج من ثوب أبي رويشد فوقع في الشنب الخنفسانة وترقيص الحواجب, كان بمقدوره أن يبدو أفضل لا أن يبرز في شخصية الشايب مورّد الخدين. * عبدالمحسن النمر: بدأ متكلفا في أدائه، وربما هذا تناسب مع دور ولد النعمة ، كثير الانفعال، يخلط بين الأداء عبر الشاشة والتمثيل فوق خشبة المسرح, السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا عاد عبدالمحسن النمر الى خالد سامي بعد عشرين عاما؟ وهل كان بديلا لمحمد العيسى؟ في ظني ان الاثنين لم يجتمعا في عمل مشترك منذ مدة طويلة. * عبدالناصر درويش: أول عمل له في مجال التمثيل كان في مسلسل عائلة فوق تنور ساخن لمطرب فواز وخالد النفيسي وغانم الصالح ومريم الغضبان وعلى المفيدي وبكر الشدي، وكان ظهوره الأول في دور الشاب الهزلي الذي تقدم لخطبة ابنة المفيدي، وكان أصلا فني مساعد مخرج في العمل نفسه ولعل المخرج استعان به في ذلك الدور القصير، ليسجل حضورا مميزا في مجال الفكاهة الخليجية, واختياره للديرة نت كان موفقا لأنه كان أفضل المجموعة. * فايز المالكي: أحيا المجموعة، فهو طاقة فكاهية كوميدية لكنه كان مقيد النص وتوجيهات المخرج، يحتاج الى مجموعة يتناغم معها ونص معه بحوار جيد. * لطيفة المقرن: لقبها المقرن وليس المجرن، لأن القاف تنطق جيما عند الخليجيين، وهي ذات حضور جيد وتعد أفضل الأسماء النسائية في الديرة نت . * فاطمة الحوسني: حاست الدعوى، وهي تمثل بمظهرها لا بموهبتها، فهي تركز على المساحيق والتسريحة والملابس، أداؤها ضعيف، والجمال لم يخدمها، كان أفضل أدوارها في مسلسل دارت الأيام فقط. * سمية الخنة: بالرغم من أنها في حوار نشر في الجزيرة الفنية أشارت الى ان أمها سعودية، إلا أنها كانت أقل الممثلات اجادة للهجتنا. * في الشرقاوي: ظهرت في العمل بأداء باهت، هل اللهجة هي السبب؟ لا أدري, ولكن لو تابعتم مسلسل الاختيار لوجدتم أن أداءها أفضل. * ميساء: لو كان لديَّ سلطة على العمل لأقصيتها، ظهورها لم يكن لائقا، لا في ملابسها ولا طريقة حديثها، بالغت كثيرا في الرومانسية ففشلت. نقاط صغيرة * كان من الأفضل أن يتحدث كل واحد بلهجته بعيدا عن التصنع والتكلف في مخارج الحروف، فالأسرة الخليجية واحدة. * البدوي الخالدي بدوي متطور يقول في أحد المشاهد: أنت ما أنت جايبها لبر، تأكيدا لضعف الحوار. * عامر الحمود: لم يكسب الرهان هذا العام، فتفوقه في عائلة أبي رويشد ونجاح العوعولمة لم يشفعا لعمل مسلوق كالديرة نت. وبعد:يحرص عامر الحمود على تقديم أعمال من وحي الواقع، ويجتهد في أن يكون ما يقدمه للمشاهد في مستوى القناعة محققا بعض التطلعات، وأعتقد بأن الاستعانة بمن يترجم الأفكار ليس عيباً، ولعل الأخت الهلالي تطرح أفكارها الى كاتب حوار متمرس ليجيء العمل أكثر نضوجاً.