على مائدة الذكريات وكثير من الإنجازات والأدب، تجتمع أطياف متعددة في ليلة لندنية لتكرم وتحيي ذكرى الراحل الكبير غازي القصيبي. الحشود التي ستملأ إحدى أهم القاعات إستراتيجيا وسياسياً في عاصمة الضباب، ستتصدرهم (أم سهيل) زوجة الفقيد وابنها فارس وأخوها الذي يحضر من ألمانيا، وستكون القاعة عامرة أيضاً بعدسات التلفزيون وفلاشات الصحافة، كل ذلك لأن الراحل كبير وضيوف الذكرى يملؤون جراب الأيام الخوالي. أم سهيل موعودة في تلك الليلة بكثير من القصص وحكايات الأدب والسياسة مما تعلمه وما لا تعلمه، عبر سلسلة طويلة تتنوع حلقاتها بين سياسيين وإعلاميين ومثقفين زاملوا طويلاً أو قليلاً فقيدها وفقيد الجميع. وسيلقي رئيس مجلس إدارة مجموعة (MBC) وقناة العربية الشيخ وليد البراهيم كلمة وستتبعها أخرى لمدير عام قناة العربية عبدالرحمن الراشد، في حين أن سلسلة السياسيين الذين ستغص بهم القاعة ويحضرون من قديم الحكومات وجديدها سواء في بريطانيا نفسها أو الدول العربية سيكون لهم حديث مختلف في ليلة التكريم. أما السفراء العرب والغرب في تلكم الليلة، فإنهم صيد ثمين لكل مدون وباحث عن سيرة، إذ سيبدون وكأنهم وثائق جاهزة للرصد من عاصمة البحرينالمنامة، إلى عاصمة الضباب لندن. ويقول أحد أهم من سيحضرون الأمسية ذاتها «إن الجميع سيكونون أصدقاء مقربين جداً لغازي، فإن كان طبيعياً حضور ناشر ورئيس تحرير «إيلاف» عثمان العمير أو السفير الكويتي لدى بريطانيا خالد الدويسان وغيرهم من النخب التي تناولت عيش الأدب وملح العمل مع القصيبي، فإنه أيضاً من الطبيعي أن يكون بعض الحضور وإن لم يعاشروه طويلاً أصدقاء مقربين أيضاً، ذلك لأن دقائق بصحبة القصيبي تعادل عقداً من السنين يودعها في نفس من قابلوه أو تعاملوا معه». القصيبي الذي رحل في عاصمة بلاده الرياض عن عمر يناهز السبعين في الخامس عشر من أغسطس الماضي كان ملهماً في حياته، وبعد رحيله ظل إلهامه في نفس كل من رافقه أو تتلمذ على أدبه وعمله، ومبادرات أصدقائه وآخرها ليلة لندن شاهد على مدى ما يمكن أن تفعله مسيرة رجل الوطن العظيم كما وصفه صاحبه العمير ذات لقاء. ستأتي الحشود وبين يديهم قبسات من سيرته يريدونها أن تشتعل ما بقي الهواء في جنبات الأرض، ويريدونها أن تضيء الطريق لأجيال قال لهم غازي ذات مرة في كتابه (حياة في الإدارة) «أما أبناء الأجيال القادمة الذين لن يتاح لي شرف رؤيتهم أو خدمتهم فلا أستطيع أن أقدم لهم شيئًا سوى قصة هذه الخدمة مصحوبة بكثير من المحبة وكثير كثير من الدعاء». وغير بعيد عن ذلك كله سيكون الصناعيين والتجار وكثير ممن لهم علاقة بمسيرة الأديب الراحل، سواء في المؤسسة العامة لسكك الحديد أو في وزارة الصحة أو الصناعة والكهرباء ووزارة العمل، التي شغلها القصيبي وكان خير نموذج لمصطلح رجل «المرحلة»، والشواهد كثيرة وكبيرة بحجم سابك والوحدات الصحية وغيرها الكثير.