قبل مباراتي الإياب في نصف نهائي دوري أبطال أسيا قدمت قناتنا الرياضية لقاءات مع سعوديين في الخارج تحدثوا عن نتيجة نهائي يتوقعونه بين الهلال والشباب وهو نفس توقع الغالبية من أنصار الفريقين وهذا جانب من ثقافتنا الرياضية التي حرمتنا من الفوز في العديد من المناسبات فنحن كثيرًا ما نكتفي بالثقة وننام على هذه الثقة بأننا أفضل من الآخر وأن النتائج محسومة لصالحنا وأن المسألة هي فقط مسألة وقت! الشيء الآخر الذي نملكه لكننا نفتقده عندما نحتاج إليه هو الخبرة في التعامل مع المباريات ولا يزال الكثيرون منا يرون أن خبرة اللاعب تتجلى عندما يخرج الكرة إلى الضربة الركنية أو يعيدها لحارس المرمى لذلك مع الأسف كثير من لاعبينا لا يستفيدون من خبراتهم في الملاعب ولا يسخرونها لخدمة الفريق عندما يحتاج إلى تعامل خبير يحل أزمته في المباراة وخبرة كثير من لاعبينا لا تسعفهم ولا حتى في عدم ارتكاب أخطاء بدائية على نحو خطأ أسامة هوساوي الذي أنار الطريق للفريق الإيراني! والخبرة بمفهومها الحقيقي وجدناها فقط بين لاعبي الفريق الإيراني في تعاملهم مع المباراة وفي تركهم مهمة إضاعة الوقت للهلاليين الذين اكتفوا بتبادل كرات عرضية ميتة في منتصف ملعبهم لا تشكل خطرًا ولا تصنع أملًا مع محاولات يائسة وبائسة للاختراق من العمق المغلق تماماً! الحلم الشبابي أضاعه فوساتي أما لاعبو الشباب فقد كانوا رجالًا قاتلوا على الكرة وكانوا يستحقون التأهل لولا أخطاء مدربهم الذي خذلهم وفي الهلال لا جديد فقد سبق وأن قلنا بأن حال الهلال ليس على ما يرام ولم يعترف جريتس بهذه الحقيقة إلا بعد خروجه من الآسيوية عندما صرح بأن الهلال ليس هو هلال الموسم الماضي رغم أن الإعداد نفس الإعداد واللاعبين هم اللاعبين لكن حتى هلال الموسم الماضي الذي أعجب جريتيس لم يكن في مستوى الهلال المعهود بل غاب تماماً في المباريات التنافسية ولو ظروف الشباب والإصابات الموسم الماضي لربما تغيرت موازين القوى في الدوري وكثير من المواجهات الصعبة التي أخفق جريتيس في قراءتها أكدت أنه مدرب إعداد أكثر من أي شيء آخر! خذلان مدرب في الشباب وخذلان مدرب ولاعبين في الهلال أبعدا الكرة السعودية عن نهائي آسيا برغم الدعم الرسمي المادي والفني من اتحاد كرة القدم وبرغم المساندة الإعلامية والجماهيرية التاريخية! فريق لا يستحق هذا الرئيس ولا هذه الجماهير! الذي شاهد وجوه لاعبي الهلال قبل انطلاقة المباراة مع الفريق الإيراني وهي شاحبة من القلق ثم تابع غيابهم الفني في (أم المباريات) التي ينتظرها الهلاليون يدرك أن حضور هلال المناسبات الكبيرة لم يعد بمستوى حضوره السابق والفريق الذي يختفي في المباريات التاريخية لا يستحق رئيسًا مثل عبد الرحمن بن مساعد وفر له وللاعبيه كل ما يحلم به اللاعبون في كل الأندية ولا يستحق مثل هذا الجمهور الكبير الذي أغرق الملعب معبرًا عن ثقته بفريق مع الأسف لم يكن في مستوى هذه الثقة! رادوي فقط والبقية أشباح نجوم وهذه ليست من طبع ولا من عادات اللاعب الهلالي الذي قليلًا ما يخسر التحدي وإن خسر فبشرف وبعد أداء قوي يرضي عشاقه؛ فالخسارة ليست مشكلة بل هي والفوز شعار المنافسات الرياضية لكن أن تخسر لأنك لم تقدم أي شيء فهذه ليست خسارة بل خذلان! الهلال هذا الموسم لم يقدم ما يذكر .. مدرب جسمه بالرياض وعقله بالمغرب ودفاع مكشوف يقدم الهدايا للمنافسين ويقود أي مهاجم بأي مستوى نحو مرماه والثغرة ما بين الزوري والمرشدي ظلت دون علاج فني رغم كم الأهداف التي سجلت من خلالها والهوساوي كثرت أخطاؤه وياسر صار يختفي كثيراً ونيفيز وولهامسون يفكران في الرحيل أكثر من تفكيرهما في مباريات الهلال رغم كل الدلع وكل الدلال وكل الملايين والكوري لا يهش ولا ينش ويبقى رادوي وحيدًا يقدم لمحات من ماضي الهلال وزمنه الجميل في روحه وفي أدائه! الخسارة رغم مرارتها فقد تجرعها الهلاليون لكن الأمر منها هو الظهور الفني المخجل للفريق الهلالي في حدث كبير ووسط كل هذا الحشد الجماهيري القياسي لذلك من حق الأمير أن يستقيل ومن حق تلك الجماهير أن تغيب إلى أن يعود الهلال كما كان فريقًا للمناسبات الكبيرة! وسع صدرك! المجموعة الهلالية الحالية بأمس الحاجة لمشاهدة مباريات الهلال أيام النعيمة وسامي والثنيان والتيماوي وأبو اثنين ونواف التمياط.. أولًا لاكتساب المزيد من المهارة والحيوية التي تحفز على الإبداع، وثانيًا لتفعيل الروح العالية والقتالية في الأداء وبالتالي تكرار إنجازات الزمن الجميل! رادوي فقط وعلى الهلاليين البحث عن ثلاثة أجانب أقل قيمة مالية وأكبر قيمة فنية من الحاليين! المبالغة في مبالغ صفقات الأجانب لابد وأن ترهق إدارة النادي ماديًا وللمعلومية ففرقنا لا تحتاج أجانب عالميين بل يكفي أجانب يصنعون فارقًا بسيطًا في مستوى الفريق وفي نتائجه على نحو ما شاهدناه - مثلًا - من كماتشو والحسن كيتا وبوشروان وزياييه وغيرهم! كل هذه الفرحة بخسارة الهلال! لماذا إذاً أنتم دائمًا تشمتون وتشتمون الفريق الذي يوسع صدوركم أكثر من فريقكم ؟! هناك فعلًا إشكالية في كثير من الفرق هل تترك الشؤون الفنية للمدرب أم أنه لا بأس من التدخل في عمله عندما تظهر تخبيصاته ؟! في وضع فوساتي أمام الفريق الكوري لو رفع الأستاذ خالد البلطان لوحة التبديل لما لامه أحد بل سيشكرونه كثيرًا! في منتديات العالمي يتواصون فيما بينهم بترديد (العالمية صعبة وقوية) في مباراة اليوم وأظن أن الأهم من هذا هو أن يكون العالمي صعبًا وقويًا وأن يستثمر أوضاع الهلال الحالية! إذا كانت العالمية ستقود الهلال إلى مثل ما قادت إليه النصر من تواضع في المستوى وغياب تام عن المنافسة على البطولات على مدى أكثر من عشر سنوات فليفرح الهلاليون بعدم مشاركتهم في العالمية! أيضًا في منتديات العالمي وعلى طريقة (ولم العصابة قبل الفلقة) يبدو أنهم مثل الكثيرين يتوقعون وصول الهلال لبطولة العالم للأندية ولذلك كتبوا (النصر أول عالمي من آسيا) لكن خروج الهلال ربما يعيدهم إلى الاكتفاء العالمي! صديقي النصراوي يرى أن الفرصة متاحة للنصر (ليكمل الناقص) على الهلاليين! فعلًا الفريق الإيراني قدم الهلال على طبق من ذهب للنصر! لا أتوقع حضورًا كبيرًا لجماهير الهلال في لقاء اليوم فالجمهور الهلالي يتأثر كثيرًا ويغيب طويلًا عندما يخذله فريقه! في الحزم اختفى أعضاء الشرف الذين كانوا يطالبون بابتعاد خالد البلطان عن النادي والحقيقة أن الحزم تدهور بعد أن تركه البلطان لبياعين الكلام! رئيس الحزم أعطى أعضاء الشرف مهلة أسبوع لدعمه أو أنه سيسلم النادي لرعاية الشباب والواقع أنه حتى لو امتدت مهلة الرئيس مدة قرن فلن يتقدم أحد لأن أعضاء شرف الحزم الذين يظهرون في الصورة- باستثناء بسام الزايد - هم نوعان نوع مهمته الشوشرة على الداعم الرئيسي والنوع الآخر فاهم العضوية الشرفية على أنها تعني فقط المشاركة في حفلات الشاي والابتسامة عند التقاط الصور التذكارية!