السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: قرأت مقالاً للأخ الدكتور عبدالله بن ثاني في عدد الجزيرة 13900 يوم الثلاثاء 11-11-1431ه عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب المفتَرَى عليه، حيث ذكر الأخ د. عبدالله عن الشيخ عبدالعزيز بن باز: «وقد قام بالدعوة إلى الله في النصف الثاني من القرن الثالث عشر في نجد في الدرعية وما حولها، دعا إلى توحيد الله، وأنكر على الناس التعلق بالقبور والأصوات والأصنام وتصديق الكهان والمنجمين وعبادة الأشجار والأحجار على طريقة السلف الصالح، على الطريقة التي بعث الله بها نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم، وعلى الطريقة التي درج عليها أصحابه، فدعا إلى الله ودعا معه العلماء الذين وفقهم الله لمعرفة الحق من أقاربه وأولاده وغيرهم، وأظهر الله به الدين وأزال به الشر من نجد وما حولها، ثم انتشرت دعوته في اليمن والشام والعراق ومصر والهند وغير ذلك، وعرف المحققون صحة دعوته واستقامتها وأنه على الهدى والطريق القويم وأنه في الحقيقة مجدد لما اندرس من معالم الإسلام وليس مبتدعاً وليس له دين جديد ولا مذهب جديد، إنما دعا إلى توحيد الله واتباع شريعته والسير على منهج السلف الصالح من الصحابة ومن سلك سبيلهم». من هذا المقطع السابق نجد بداية النهضة العربية الحديثة في المجال الديني والسياسي والعلمي عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب حيث انطلقت من نجد في منتصف القرن الثامن عشر حتى المغرب العربي، وهي تدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، فبذلك انتشر العدل واستقر في نفوس الناس وعرفوا الواجبات والحقوق في جميع مجالات الحياة، ويدعو أيضاً للحرية في حدود الشريعة الإسلامية، ويدعو أيضاً للمساواة. فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تدعو إلى العلم الشرعي والعلم النافع الذي يكشف أسرار الطبيعة. ومن هنا نجد أن العلماء اختلفوا في تحديد بداية النهضة العربية، فمنهم من ذهب إلى الثورة الفرنسية في مصر 1798 وحملة نابليون لأن الثورة الفرنسية تحمل مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والإخاء. ومنهم من يرى أن بداية النهضة عند روسيا وحربها مع الدولة العثمانية، لذلك إنشاء الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط. ومنهم من يذهب إلى بدايتها في عهد سليم الثالث في الدولة العثمانية 1789 متأثراً بمبادئ الثورة الفرنسية، وشكل النظام الجديد، وبعث بعثات علمية إلى فرنسا. والحق أنها بدأت في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. إن هاجسنا الوحيد هو النهضة العربية في كل أرجاء البلدان العربية التي انبثقت عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. صالح محمد العنزي - جامعة الملك سعود