طالعتنا صحيفة الجزيرة في عددها رقم 13881، الإنجاز الأمني الكبير والذي تم من خلاله القبض على 210 أشخاص من 12 جنسية بحوزتهم مخدرات ب330 مليون ريال، وكما أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن تلك الضبطيات التي تمت خلال ثلاثة أشهر (رجب، شعبان، رمضان) أسفرت عن: ضبط 9 ملايين وتسعمائة وعشرين ألف قرص كبتاجون، ضبط 6 أطنان و363 و925 جراما من الحشيش، ضبط 10 كيلوات و 142 جراما من الهيروين الخام. وإننا وإذ نشيد برجال أمننا البواسل وقدرتهم -بعد توفيق الله جل وعلا- في ضبط تلك الكميات الهائلة من المخدرات، والتي استهدفت شبابنا وشل نشاطهم وحيويتهم، والتأثير عليهم نفسيا وعقليا وبدنيا وزعزعة استقرارهم الأسري والاجتماعي، وجعل هؤلا الشباب أدوات هدم لأوطانهم ومجتمعاتهم، كما قرأت رأي الجزيرة في عددها (13883): (المخدرات الحصانة الاستباقية)، وفي ثناياه: «هذه الصورة المقيتة والمتشابكة في تفاعلات العرض والطلب داخل عوالم المخدرات تتطلب جهودا حثيثة من الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد وكل مؤسسات المجتمع المدني، كل في مجاله ودورها لمحاصرة هذه الظاهرة وتوعية المجتمع بأخطارها، كما تتطلب نشر الوعي الاستباقي بين أفراد المجتمع، للتعرف على مظاهر الإدمان وسلوكيات المدمنين؛ للمبادرة في إنقاذ المخدوعين والمتورطين في هذه الدوامة قبل استفحال الأمر وخروجه عن السيطرة) اه. إن بلادنا - حفظها الله - مستهدفة لما تنعم به من استقرار ومتانة اقتصادية، وتكافل اجتماعي، إن لبلادنا أعداء يتربصون لشق صف الوحدة والتلاحم بكل الوسائل والسبل. وكما ظهر وبان اندحار خطط هؤلاء الأعداء في محاولاتهم اليائسة في نشر الفكر الإرهابي المنحرف بين صفوف الشباب طرقوا أبوابا أخرى من أجل تعطيل عقولهم وإفسادها وجرهم لبراثن الجريمة والانحلال، فليحذر شبابنا من مكر أعدائهم وتزيينهم لتلك السموم القاتلة حتى ولو أحسوا بالنشوة الوقتية الزائفة. فكم سمعنا عن بيوت عامرة وأسر مترابطة، وشباب ينعمون بالحيوية والنشاط تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. إذا الجميع على عاتقهم مسؤولية نشر ثقافة الوعي بأضرار المخدرات نفسياً وبدنياً واقتصادياً، وكل على حسب موقعه بداية من أولياء الأمور الذين يلزمهم استشعار قوله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وكذلك المربون على عاتقهم حمل عظيم في تربية النشء وتحصينهم واليقظة من انتشار تلك الآفات بين طلابهم، كما يلزم خطباء الجمع تبيين أضرار تلك المخدرات دينيا وبدنياً وذكر القصص الوعظية بهذا الشأن كما نشدد على أهمية مشاركة رجال الأعمال والقطاع الخاص وأن يدركوا أن لوطنهم عليهم حقوقا منها احتواء الشباب وتوظيفهم وشغل أوقات فراغهم بالمفيد، فلديهم طاقات هائلة تحتاج إلى تسخيرها لبناء الوطن الغالي ولكي لا يبتعدوا عن أعين الرقيب ويقعوا في حبائل أصدقاء السوء. وأخيراً تحية صادقة لرجال أمننا البواسل شهداء وأحياء في كل منطقة وكل محافظة وكل ثغر من ثغور الوطن فيكفيكم فخراً أنكم حماة للوطن، نلتم هذا الشرف العظيم من ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية حفظهم الله.