لا حديث في الشارع الرياضي التونسي هذه الأيام سوى عن لقاء الإياب الذي يجمع الأحد فريق الترجي الرياضي التونسي بالأهلي المصري بإستاد رادس بالعاصمة التونسية في إطار الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بعد أن كان لقاء الذهاب الذي احتضنه إستاد القاهرة، قد أسال الكثير الكثير من الحبر خاصة جراء ما شابه من أعمال عنف وملاسنات بين بعض الإعلاميين. ويمكن القول إن الزوبعة الإعلامية والفرقة المغلوطة انقشعت اليوم ولم يعد هناك مجال للحديث عن « الحرب الكلامية « بين مناصري الفريقين، خاصة وقد أثبتت صور الفيديو أن أعمال الشغب التي أتاها «الأولاد» من مشجعي الترجي لم تكن سوى ردة فعل على اعتداءات قام بها عدد من أحباء الأهلي، إلا أن المخرج التلفزيوني للمباراة لم يبث سوى المشاهد التي تدين جمهور الترجي .... وقد أثبتت هذه الأزمة المفتعلة بين الفريقين ما يتمتع به الشارع الرياضي التونسي من سعة أفق ورحابة صدر جعلته يقدم اعتذاراته للمجتمع الرياضي المصري لتجاوز ما فات... والآن وقد هدأت حمى الذهاب يستعد الجهتان لخوض مباراة الإياب في إطار علاقة تسودها الروح الرياضية والود الذي يجمع كلا من الفريقين والشعبين المصري والتونسي. وكان لاعبو الأهلي وطاقمه الفني وصلوا تونس مساء الخميس حيث كانت في استقباله جماهير الترجي محملة بالورود والهدايا التذكارية في حركة لطيفة لإضفاء صبغة حميمية على اللقاء المرتقب وللقطع نهائيا مع الذين كانوا يصطادون في الماء العكر خاصة إثر حدوث أعمال عنف أتتها قلة قليلة من جمهور الترجي بإستاد القاهرة بمصر عقب لقاء الذهاب الذي كان انتهى بتفوق الأهلي على ضيفه الترجي بهدفين لصفر. وقد تميز حفل استقبال التشكيلة المصرية بإشراف كل من سعادة سفير مصر بتونس وحمدي المدب رئيس الترجي الذي كان ملازماً لرئيس بعثة الأهلي إلى تونس محمود الخطيب باعتباره من المشاهير في المنطقة العربية. وكان الأهلي خاض أول تدريباته بتونس الخميس إثر وصول طائرته وحصول اللاعبين على قسط من الراحة بنزل إقامتهم. وجاء في الصحف التونسية أن حمدي المدب قرر أن يكون دخول الجماهير الأهلوية مجاناً إلى ملعب رادس الذي يحتضن لقاء الإياب.