اطلعت على مقال الكاتبة الأخت سمر المقرن بعنوان (اللي فيهم مكفيهم)، وذلك من خلال زاويتها في هذه الجريدة (مطر الكلمات) في العدد (13880). وهذا المقال كانت فحواه حيال ما استقته الكاتبة من خبر نُشر في إحدى الصحف المحلية حول قيام بعض المحتسبين بالمرور على المصابين بأمراض خطيرة في أحد المستشفيات والقيام بتذكير هؤلاء المرضى بدنو الأجل وقرب الموت مما سبب للمرضى الفزع والكآبة، وقد أشارت الكاتبة بأن هذه العملية أتت تحت غطاء الزيارة المفتوحة للمرضى.. إلخ. وأنا هنا لا أصادر حق الكاتبة في ذلك، فليس ثمة معصوم من الخطأ، ولكن التثبت مما يُنشر أو يُقال أو يتم السماع به، فينبغي التحقق منه قبل التعليق عليه. ومن خلال هذا الرد فأنا لست في مجال الدفاع عن المحتسبين بقدر ما أستغربت من حكم الكاتبة عليهم بهذا الأسلوب، وكذلك تطبيق مجال التعميم عليهم بمجرد خبر قرأته في إحدى الصحف (وليس من قرأ أو سمع كمن رأى)، فالذي أعرفه أن مثل هؤلاء المحتسبين وفي معظم مستشفيات المملكة يقومون بشكل يومي بزيارات للمرضى المنومين- لا سيما المرضى أصحاب الأمراض الخطيرة- بالمستشفيات والسلام عليهم وتفقد أحوالهم وقراءة القرآن عليهم التماساً لطلب شفائهم من المرض بإذن الله تعالى. ورغم رؤيتي لمثل هؤلاء المحتسبين كثيراً لم أر قط أن فيهم من تعمد الإساءة للمرضى بمثل ما أشارت إليه الكاتبة، بل إن هناك مرضى سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين قد لا يزورهم أحد سوى هؤلاء المحتسبين - جزاهم الله خيراً- فهؤلاء المحتسبون يتبعون في ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض والدعاء له، فبدلاً من أن نشكرهم على هذه البادرة نجد من يوجه لهم سهام النقد. حسب ما رأيت بأم عيني أن زيارات المحتسبين للمستشفيات كانت فيها فوائد عظيمة للمرضى الذين هم بحاجة لقراءة القرآن عليهم والدعاء لهم ورفع معنوياتهم من قبل المحتسبين في بادرة هذه الزيارات والذين قد يؤجلون الكثير من أعمالهم إحياء لسنة عيادة المريض وتفعيل مبدأ احتساب الثواب والأجر والتكافل، وهم إذا يفعلون ذلك فهدفهم ليس مغرماً دنيوياً بقدر ما هو الاحتساب في طلب الثواب، ومن يروم مثل هذه الأعمال لن يأتي بأمر مخل أو شر ينال من المرضى الضعفاء الذين هم بأشد الحاجة الماسة للدعاء والمؤازرة، وهذا ما يجعلنا نستيقن سمو عملهم هذا وابتعاده عن الضرر بهؤلاء المرضى الضعفاء، شفاهم الله تعالى.