أنزَل الله تعالى هذا الدِّين القويم, و هو منْهج ٌ إِلهيٌّ ٌمُعْجِزٌ بحِكَمِه و أحكامه, و أسراره و كافة الوُجوه, و التي يُدرِك القليل منها أولُو النّهَى و الأبصار , وهو دِين الخير و من سِماته العظِيمة التكافل الاجتماعي, حيث اهتمَّ بجميع أفراده, و حثَّ بعضهم على تفَقُّد بعض, و مساعدتهِم ماديًّا أو معنويًّا, كالوالدين و اليتيم و الفقير و الجار و القرِيب. و من هؤُلاء المرِيض, فقد حث َّالإسلام على عِيادة المريض ,و جعَل فيها الأجْر العظيم , و جعلَها حقًّا من حقوقه للتخفيف عن آلامه , و التنفيس عن همُومه , و الاطمِئنان على حاله , كي يشعُر بالراحة النفسية , قَالَ صلى الله عليه و سلَّم : ( حَقُّ المسلَمِ على المسلِمِ خَمسٌ: ردُّ السلامِ، وعِيادةُ المريضِ، و اتِّباعُ الجنائِزِ، وإجابَةُ الدَّعْوةِ، وَتَشْميتُ العاطِسِ). متّفق عليه , و جعَل فيها الثَّواب الجزيل , قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قَالَ جَنَاهَا) رواه مسلم. و لقد خلق الله تعالى المرَض, و ابتلى فيه عباده لحكَم عظيمة , و فوائد جليلة مثل : تكفير الخطايا و الذنوب , و تدريب النفس على الصبر , و عدم الجزع , و الفوز بالحسنات و أعلى الدرجات , و أن المسلم فقيرٌ إلى الله تعالى دائمًا, و الرجوع إلى الله , و الإنابة إليه , فقد يكون الإنسان غافلًا عن الله في الدنيا ,و تقع منه الأخطاء , فتصِيبه الأمراض اختبارًا و تمحيصًا للسيئات . فينبغي على المسلم أن يعالجها بالعِلاجات الطبية المشرُوعة, و الأدعيَة الصحيحة. و لِعيادة المريض أخلاق ٌ و آداب ٌينبغي الاتِّصَاف بها مثل: إِخلاص النِّيَّة لله, و ابتغاء مَرضاة الله في الزِّيارة, و الدُّعاء بالخير, فإن الدعاء مستجاب عند المريض. فادْعُ لنفسك وللمريض, قال صلى الله عليه وسلم: (إذا حضَرْتم المريض فقولوا خيرًا.فان الملائكة يؤَمِّنُون على ما تقولون ) رواه مسلم. و مُراعاة الوقت المناسب للزيارة في المنزل. و ألا يُطِيل الزائر الزيارة ,فقد يشقُّ عليه أو على أهله, و أن يهوِّن عنه من همومه و آلامه , و لا يقول إلا خيرًا, و يُبَيِّن له فضْل الصبر و الاحتساب , و الرِّضا بقضاء الله و قَدَره , و أن يُراعِي شعُور المريض و مُعاناتِه , فيحدِّثه بالأخبار السَّارَّة و الطيِّبة التي تُدْخِل على قلبه السُّرُور و البهْجة والطمَأْنينة و الحُبُور , و يبتعِد عن الأخبار السيئة التي تزِيد أحزانه . أ/ عبد العزيز السلامة/أوثال