تبعاً لما طرحناه في الحلقة الأولى بما تضمّنه المقال من وقفات حول الشرارة الأولى ومنبعها وكيفية إيقادها ومن أوقدها، والانسحابات غير المعلنة، وختاماً بحلم .. وحكمة الهيئة الإدارية، نكمل القول إن من الأعمال الجادة والتي نفذت باحترافية إدارية هو عملية التوثيق .. وهي ثقافة مغيبة عن مجتمعنا في كثير من الأمور.. حيث يعد شاهد حال على تنظيم إداري مشرف .. لحفظ الحقوق .. وفق مستندات رسمية .. هذا الفعل الإداري الاحترافي قد سد الثقوب التي أحدثها الحراك الغوغائي ضد مجلس الإدارة.. كشاهد حال على هشاشة الوعي الإدراي عند أشباه الإدرايين .. ليس هذا فحسب.. بل هو شاهد حال.. على ضرورة إعادة النظر في بنود اللوائح.. والاهتمام في عملية التعديل.. والتعزيز.. بما يكفل سير الأمور وفق لوائح واضحة وصريحة.. دون التباس، إذا ما أردنا.. الحد من الغوغائية المقيتة.. التي كادت أن تعصف بجهود من استحق شرف عضوية مجلس الإدارة.. الفكر الإداري إنّ السرية مبدأ وقيمة.. علمية وفنية إدارية وسلوكية.. وقد وجد هذا الفقد لهذا المبدأ وهذه القيمة.. وهذا السلوك.. حيث غيبت تلك السرية الإدارية.. من خلال تسريبها من قِبل بعض أعضاء المجلس.. مما كشف لنا حقائق مغيبة ساهمت في إيقاد الشرارة.. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد.. بل عاود المنهزمون الكرة بعد إعلان انسحابهم.. فاعتلوا المنابر الإعلامية.. ليفشوا بتلك السرية التي كانت موجودة ضمن لقاءات مجلس الإدارة.. وهذا التصرف دلالة واضحة ومؤكدة على أنه سلوك غير حضاري للكشف عن حقيقة العمل ضمن منظومة تصفية الحسابات.. التي لا تخدم بأي حال من الأحوال مجلس الإدارة.. فجهلهم.. بفن وعلم الإدارة.. ليس مبرراً لاجترارهم الأخطاء وإعطائهم الحق بالكشف عن تلك السرية.. حيث رموا عرين مخالفيهم بالحجارة.. ونسوا أنّ عرينهم من زجاج.. حين ظنوا أنهم في مأمن من سلوكياتهم.. فانطبق القول عليهم : وعلى نفسها جنت براقش.. وهذا شاهد آخر.. على وجود خلل ما.. في العملية الانتخابية التي تستوجب إعادة النظر بها.. من خلال وضع معايير للأعضاء المنتخبين لمجلس الإدارة .. طي الأشرعة. مما لا شك فيه أنّ بعضاً من أعضاء الجمعية.. قد عمد على طي الزمان.. والمكان.. وعجز عن طي الأشرعة.. لترسو السفينة بأمان.. هذا العجز قد رمى بنا.. إلى دهاليز العتمة.. مما جعل الأمواج تتقاذفها.. دون هوادة ، لتقذف بنا في دوامة الانسحاب نحو الحضيض، وهو أمر قد غفل عنه المدعون بفن وعلم الإدارة.. من قبل بعض الأعضاء.. وحتى تسير الأمور وفق طبيعها يجب أن نتعلم طي الأشرعة في الوقت المناسب كي لا تغرق السفينة.. ولعل هذه الخبرة متوفرة لدى المسئولين بوزارة الثقافة والإعلام الذين أعطوا الضوء الأخضر لمجلس الإدارة الحالي بالاستمرارية الى حين تشكيل المجلس الجديد.. وهنا يستوجب الأمر الإشادة بهذه القيادة التي تمتعت بنظرة ثاقبة.. ونفس مراعية.. ووزن للأمور. أمر قد غدا في طي النسيان من الأمور التي غدت في طي النسيان عدم تفعيل إنشاء فروع للجمعية في كبريات المدن كجدة والدمام وأبها والرياض، لم يتطرق إلى هذا الأمر.. سوى مطالبة صورية.. من قِبل بعض الأعضاء.. ولا أدري عن المسببات.. التي أسهمت من فقدها من الذاكرة.. فتعدد الفروع يخلق جواً مناسباً للتنافس الشريف.. ومن المخجل أن لا يفعل هذا الأمر.. ليتفاعل المسئولون في الوزارة بهذا الصرح الفني.. مما يؤدي بضرورة الدعم المادي.. فقضية إنشاء الفروع قد وضعت بمنظومة بنود اللوائح.. ضمن معايير وشروط واضحة وجلية.. إنّ اختفاء المبادرات.. لطلب إنشاء الفروع يضع العديد من علامات من الاستفهام والتعجب.. وأقول المطالبة أولاً.. تقتضي غض النظر عن موعد التنفيذ.. فكما يعلم الجميع أنه في هذا الوضع المالي المتدني يكون التنفيذ من الأمور الصعبة التي تقف كحجر عثرة.. ولكن ليست مستحيلة أمام همم الرجال وعزائمهم.. الذين يتحلّون بالصبر والحكمة.