تشرفت بمعرفة سمو اللواء الركن بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود مدير إدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة في عدد من المناسبات الثقافية التي أُقيمت بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون وقت إدارتي للمركز.. ومنها معارض أنشطة التربية الفنية لمعلمي وطلبة وطالبات مدارس الأبناء بالمملكة التي تقيمها إدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة ضمن سلسلة من الأنشطة المختلفة المتعلقة بالطلبة واكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم التي تساند ما يتلقونه من العلوم في مناهجهم الدراسية.. وقد برز في تلك الأنشطة ومنها معارض الفنون مواهب استحقت التقدير والإعجاب والزيارات المكثفة خلال إقامة إدارة الثقافة تلك المعارض، إذ إن من بين معلمي ومعلمات المدارس نخبة من التشكيليين على مستوى الساحة المحلية لهم حضورهم المتميز. هذه اللقاءات مع سمو الأمير بندر لم تنقطع بقدر ما وجدت منه التقدير لشخصي وللفنانين التشكيليين بدعوته لنا لتحكيم تلك المسابقات التشكيلية التي يحرص سموه على إبرازها ودعم المبدعين فيها فأصبح لإدارة الثقافة بوزارة الدفاع حضور ومساهمات في الارتقاء بذائقة المجتمع المدرسي أو الأسري للطلبة.. أو بما تحقق من اكتشاف للمواهب والمبدعين التشكيليين الذين قدموا إبداعاتهم لذائقة المجتمع العام. تلك العلاقة الثقافية والإبداعية التي سعدت أن تكون وسيطاً بيني وبين سموه كشفت لي الكثير مما يسعى سموه إلى تحقيقه في مجال الثقافة والتعليم بالوزارة.. وتحدثنا كثيراً عن الساحة التشكيلية المحلية التي تجد من سموه المتابعة والثناء عليها وعلى ما يُقدم لها من دعم من مختلف المؤسسات ومنها وزارة الثقافة والإعلام ومن جهد من مركز الأمير فيصل ملمحاً إلى جوانب تخص المركز بأن يُضاف له فعاليات أو لمسات تبيّن للمارين به أو الزائرين له ما يختص به الموقع من برامج ومعارض وأنشطة تشكيلية من مختلف القطاعات الخاصة والرسمية، أتمنى أن لا تغيب عمن وُلي أمر المركز حالياً، ملاحظات قلَّ أن أسمعها.. لا من ممتهن للعمل الفني.. مما جعلني أشك أن سموه يمارس الإبداع التشكيلي لولا أن ما يقوم به من جهد في عمله الإداري قد يغيّر هذا الشك، كما اكتشفت وأنا أتابع استماعه لشرح معلمي التربية الفنية التشكيليين منسوبي مدارس الأبناء ثقافته العالية في مجال الأعمال الفنية وطرحه للتعليقات والإشادات التي تضفي سعادة معنوية لدى المبدع كونها تلتقي مع ما اكتسبوه من مهارات وخبرات خلال دراستهم الأكاديمية مما رفع من ثقتهم في منتجهم، هذه المشاعر لم أختلقها أو أتخيل حدوثها بقدر ما هي رصد لأحاديث المعلمين التشكيليين من منسوبي الإدارة الذين شاهدنا لهم العديد من الأعمال.. منها ما جاء ضمن معرضهم السنوي الذي يشرف افتتاحه سمو الأمير بندر شخصياً أو مشاركات بعضهم في المعارض التي تُقام ضمن أنشطة الساحة التشكيلية التي تُعد رافداً هاماً في نهر ثقافة الوطن.. كما هي أيضاً توثيق لشهادات فنانين ونقاد في الساحة أجمعوا على أن مثل هذا الدعم والاهتمام من سموه عاد بنتائج مثمرة. عنيت بهذا الموضوع التعريف برجل لم تشغله مهامه الكبيرة في إدارته عن الاهتمام بالمبدعين من أبنائه - طلاباً أو طالبات أو معلمين ومعلمات - ويكفي لنا أن نجعل من اهتمامه بتخصصنا التشكيلي مكسباً يُضاف للكثير من المكاسب التي يمثلها أمثاله من المسئولين ممتلكي الذائقة الراقية والنظرة البعيدة المدى نحو مستقبل العطاءات الإنسانية وأهميتها.. كما أجدها فرصة لنقل شكر وتقدير المبدعين من المعلمين والمعلمات التشكيليين من منسوبي التعليم بوزارة الدفاع الذين حمّلونا مسئولية نقلها إلى سموه في كل مناسبة نلتقي بالكثير منهم فيها أو بأحدهم. والحقيقة أننا في هذه المرحلة التي نراها عصراً ذهبياً من حيث الاهتمام بالفنون التشكيلية من قبل المجتمع العالمي وما نتوقع أن يتبعه من المجتمع العربي عامة والمحلي على وجه الخصوص من التفاتة للإبداعات التشكيلية كما سمع الجميع وتابعوا ما حققته مقتنيات الدكتور المهندس محمد سعيد فارسي التشكيلية من أسعار تجاوزت الكثير من الأعمال العالمية لفنانين عرب من مصر الشقيقة ومدى ما يجده هذا الفن من اهتمام المقتنين العارفين بأهمية الفنون في تقييم حضارات الأمم، أن نتفاءل بمثل هذه الإشادات والمواقف من رجال لرأيهم وإشادتهم الأثر والتأثير.. إضافة إلى الدعم من مختلف قطاعاتنا الثقافية والتعليمية مع ما نؤمل فيه من القطاع الخاص.