الحمد لله القائل: فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون الآية والقائل كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة الآية. الحمد لله الذي كتب الفناء على كل شيء الحمد لله الذي بيده كل شيء يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي يميت الخلائق ولا يموت، الحمد لله الذي كل شيء الى هلاك ولا يبقى سوى وجهه الكريم. ففي صبيحة يوم الاحد الموافق 4/7/1421ه خطفت يد المنون روح شخصٍ يعز علي فراقه, إنه فهد بن سليمان الجردان، رحمه الله رحمة واسعة. ولكن الله أمر المؤمن ان يتحلى بالصبر ولو لم يكن هذا الصبر لكانت العيون انهاراً جارية من الدموع, ولاحترقت الأجفان, ولتقطعت القلوب وكذلك النسيان فهو الآخر نعمة من الله عز وجل,وهبه للإنسان لكي ينسى ما يصيبه من همٍ وغمٍ وحزن. أبا خالد انه ليبكيك ابي وأعمامي الذين هم زملاء مهنتك في إمارة منطقة القصيم, ونبكيك نحن ابناؤهم, فقد كنت نعم الاخ المعين لهم, ونعم الأب الموجه لنا. واليوم ونحن نغالب دموعنا حزناً عليك، اتذكرك وانت تقول لي شخصياً من أسدى اليك نصيحة فاشكره وادعو له,, فمن يكبرك بيوم أعلم منك بعام حينها شعرت وكأنه كان يعرف ان عمره في هذه الدنيا لن يطول ,ابا خالد,, لقد كانت آخر أيامك ألماً يعتصر قلوب ابنائك ومحبيك فكانوا يتألمون لألمك. ولكننا نسأل الله العلي القدير أن يجعلك في عداد الشهداء, فالمبطون شهيد، واي شيء في البطن أشد مما اصابك. أبا خالد نحن لا نشك ابداً في قسوة المرض عليك، ولكن لله في ذلك حكمة, لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام، ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة ,أبا خالد إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك لمحزونون. أبا خالد هنيئاً لك هذه الجموع الغفيرة التي أتت من كل حدب وصوب لتؤدي الصلاة عليك والدعاء لك, وتودعك الى مثواك قبل الأخير فالناس شهداء الله في ارضه,وختاماً اقدم عزائي الى ابنائك وإخوتهم وزوجتك واخوانك وجميع عائلتك. وأسأل الله العلي القدير ان يربط على قلوبهم ويثيبهم على صبرهم, وان يجبر مصيبتهم. والعزاء موصول ايضاً الى منسوبي إمارة منطقة القصيم ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم والحمد لله على قضائه وقدره. ناصر بن عبدالله الناصر