ودع الوطن شهيده قائد اللواء الثامن عشر بجازان اللواء الركن عبدالرحمن بن سعد أبو جرفة الشهراني، وذلك في مشهد وطني مهيب تخللته دموع المودعين وبكاء المحبين والتي تحولت فيه صلاة الشهيد ومراسم دفنه ومقر العزاء إلى لوحة وطنية، حيث توافد مئات المواطنين تقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير لتقديم واجب العزاء في الشهيد -بإذن الله - وذلك عصر أمس .. حيث أدّى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير صلاة الميت على شهيد الواجب قائد اللواء الثامن عشر اللواء الركن عبدالرحمن بن سعد أبو جرفة الشهراني الذي استشهد إثر تعرضه لنيران معادية عشوائية في المنطقة الجنوبية، وذلك بجامع المجمع الخيري بمركز تندحة بمحافظة خميس مشيط بعد عصر أمس الاثنين. وقد نقل سمو أمير منطقة عسير لذوي الشهيد تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله . وقال سمو الأمير فيصل بن خالد خلال تقديمه واجب العزاء « نعزي أنفسنا ونعزيكم في استشهاد ابن الوطن المخلص الذي كان قدوة حسنة ومثالاً يحتذى به في الاستقامة والإخلاص والتفاني, ونال الشهادة في ميدان العز والشرف مدافعاً عن تراب هذا الوطن وأمنه « سائلاً سموه الله العلي القدير أن يتقبله قبولا حسنا وأن يربط على قلوب أهله وأن ينزله منزلة الشهداء والصديقين. من جهتهم عبر ذوو الشهيد الشهراني عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الرشيدة على تعزيتهم ومواساتهم, داعين الله أن يحفظ هذا البلد من كل شر ومكروه وأن يديم عليه أمنه واستقراره. حضر الصلاة ومراسم العزاء معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان وقائد المنطقة الجنوبية اللواء ركن مطلق بن سالم الإزيمع ووكيل إمارة منطقة عسير سليمان بن محمد الجريش, ومحافظ خميس مشيط سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط . كما نقل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسر اليوم تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - إلى أسرة شهيد الواجب الرائد طيار علي بن محمد القرني الذي استشهد إثر سقوط طائرة عمودية من نوع أباتشي أثناء أدائه واجب الدفاع عن حدود المملكة من المتمردين المعتدين، على الحد الجنوبي بقطاع جازان. وأكد سمو أمير منطقة عسير خلال زيارته لمنزل أسرة الشهيد بمحافظة خميس مشيط أن الفقيد استشهد في ميادين العز والشرف مدافعاً عن دينه ووطنه, سائلاً الله تعالى أن يتقبله برحمته وعفوه ويسكنه فسيح جناته. من جهتهم عبر ذوو الشهيد عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الحكيمة على مواساتهم وتعازيهم, التي كانت لها بالغ الأثر في نفوسهم, داعين الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأن يديم عليه أمنه واستقراره. وقد تواجدت «الجزيرة» في المقبرة حيث تم دفن اللواء الشهراني، التقينا خلالها بوالده وعمه وأشقائه وأبنائه، ظهر الأب ذلك التسعيني بكل هدوء وهو يودع ابنه الوداع الأخير مردداً «اللهم ارزقني الصبر «ويضيف: فراقه صعب عزائي بأنه ذهب دون الدين والوطن لا شيء يعوض فراق الابن إلا الوطن .. الوطن سيبقى - بحول الله - وسنذهب نحن فداء الوطن، ويشير الأب وهو يمسح دموعه ويودع ابنه: إلى جنات الخلد يا عبدالرحمن. وظهر أشقاء الشهيد وأعمامه مؤمنين بقضاء الله، ورغم حزنهم، لكنهم أبرزوا فخرهم باستشهاد شقيقهم، فيما وضح تأثر أبناء الشهيد الثلاثة أحدهم في سنة التخرج ضابطاً والآخران في كليات الصيدلة، لم يتمالكوا دموعهم، وتأثر الجميع بمشهد أبناء الشهيد،كان حديثهم قليلا، يردون على المعزين، يتذكرون والدهم، الحزن عظيم، ولكن الشهادة هي عزاؤهم. وقد حضر العزاء عدد من كبار الضباط وعدد كبير من المواطنين والذين زفوا الشهيد لمثواه الأخير، بعض الأحاديث بأن الشهيد كان يصوم كل اثنين وخميس، وكان خلف الإمام في صلاة الفجر - كعادته - تفقد زملاءه الضباط والأفراد، كان يحفزهم للدفاع عن الوطن ويشحذ هممهم، وكان قبل يومين من استشهاده عند أبنائه في خميس مشيط، وبالرغم بأنه كان مرخوصا من عمله، الا أنه قطع رخصته ليعود ليستشهد في أحضان وطنه بكل شجاعة وإقدام.