حرك قدوم العيد السعيد الإقبال على تناول المأكولات البحرية في عروس البحر الأحمر مدينة جدة وزيارة سوقها الشهير (البنقلة) الذي يعتقد أن تسميته تعود إلى الحجم الكبير لعمالته من الجنسية البنغالية، ويشهد الحراج اليومي الذي يقام بعد صلاة الفجر مباشرة ازدحاماً متزايداً يوماً بعد يوم على حد سواء من المواطنين والمقيمين، (الجزيرة) جالت في السوق وأعدت هذا التقرير. محتويات السوق بدأت الجولة من البوابة الرئيسة لسوق جدة المركزي (البنقلة) الذي يقع إلى الجنوب الغربي من جدة بجوار بحيرة الأربعين الشهيرة وبالقرب من مبنى أمانة محافظة جدة، حيث يمر القادم من خلاله على مخبز متخصص يبيع معجنات جدة الشهيرة التي يفضل تناولها سكان جدة مع وجبات السمك مثل عيش الحب والشريك، أما على الجهة المقابلة فهناك مطعم يبيع الأسماك الجاهزة، بعد ذلك تأتي صالة عرض الأسماك الرئيسة التي يتم فيها الحراج اليومي وفي نهاية السوق هناك الموقع المخصص لغسيل وتقشير الأسماك وتنظيفها، وعند مخرج السوق يوجد بعض المحلات لقلي السمك وبيع السنارات وما يلزم من أدوات البحر وصيد الأسماك. الأنواع المشهورة سوق البنقلة الذي يعد من أقدم الأسواق في الشرق الأوسط، أجمع ل(الجزيرة) عدد من مرتاديه أن الأسماك الموجودة أسعارها مرتفعة بشكل ملحوظ هذه الأيام في العيد ولكنها مقبولة في الأيام العادية مقارنة بالمعروضة في أماكن البيع أو المحلات الأخرى خارج السوق، كما يتفقون على عدد من الأنواع التي يعتبروها الأفضل والأشهر على باقي الأسماك الأخرى وتأتي في مقدمتها أسماك الناجل والهامور والسيجان والشعور والجمبري والتي تشهد طلباً متزايداً أيام العيد للشواء في الاستراحات من قبل الأسر والشباب وبعض الفنادق والمراكز، ويقول في هذا الشأن محمد علي صاحب إحدى البسطات: «أهل جدة يواظبون على شراء أسماك كثيرة منها سمك الناجل الذي أدى هذا الطلب المتزايد إلى ارتفاع سعره بشكل كبير في السنوات الماضية إلى ما يقارب 250 ريالاً للشكة متوسطة الحجم واليوم في العيد ارتفع كثيراً إلى أكثر من 300 ريال». رحلة الصيد وعن رحلة الصيد أوضح أحد الصيادين أنها تبدأ من الصياد نفسه فلابد أن يتحلى بالهدوء والصبر في هذه المهنة، وبعد ذلك تأتي مرحلة اختيار أنواع الطعم المحببة لدى الأسماك حيث يفضل استخدام الروبيان والحبار في حين يستخدم بعض الصيادين الديدان وأمعاء الدجاج وهي غير محببة إلى السمك والبعض يستخدم العجين، والمرحلة التالية هي مرحلة اختيار أماكن الصيد حيث إن هناك أماكن محببة للأسماك يتجمع فيها وذلك يختلف بحسب نوع السمك فبعض السمك يتواجد في المناطق القريبة والبعض يفضل الاختباء بين الصخور والتغذي على العوالق والحيوانات الصغيرة وبعض الأسماك يفضل البقاء في الأماكن العميقة ولا يقترب إلى الشاطئ، أما الوقت المفضل للصيد فهو وقت المد وما قبل المد بقليل. وعن طريقة صيد سمك الناجل خوصاً، أوضح أحد الصيادين أن طبعه خجول ويحب الاختباء في الحفر وبين المرجان وتختلف ألوانه بحسب مرعاه ويكثر هذا السمك على ساحل المملكة والبحر الأحمر، مضيفاً أن سمك الناجل لا يمكن اصطياده في أغلب الأحيان إلا بواسطة طعم يحتوي على لحم السمك الطازج. حراج السمك العم أحمد صالح من مرتادي السوق القدماء أشار بيده إلى الجزء الشمالي الغربي الذي يوجد به دكات وصبات خاصة، مفيداً أن هناك يعقد الحراج اليومي ويعمل فقط في الصباح، أما في الجهة الجنوبية من البنقلة فلا يوجد حراج وإنما أكشاك ومحلات عادية، وأضاف أن الأسماك الموجودة في الحراج إما أن تكون محلية أو خارجية فالخارجية تكون مستوردة من عمان واليمن والمحلية تشمل سمك شمال جدة مثل أملح وثول مثلا وجنوب جدة. الدكات والمحلات يحتوي السوق على حوالي 34 دكة مخصصة لبيع السمك بالجملة و104 وحدات للبيع بالتجزئة لنوع مستورد أو محلي ولكن هناك بعض الأسماء لديها محلان أحدهما لبيع المستورد والآخر لبيع المحلي، والأسعار متقاربة ولكن الجودة تتباين من محل لآخر، حيث يقول أحد أصحاب الدكات إن الأسعار في سوق السمك يحكمها العرض والطلب، أما الجودة فإن أهالي جدة يعرفون الأنواع الطازجة بشكل دقيق، كما أن السوق يحظى بمراقبة واهتمام من أمانة محافظة جدة. جودة السمك أبو محمد تاجر سمك يقول: «السوق مع بداية هذه الأيام يشهد إقبالاً جيداً ومتزايداً كل يوم من المواطنين والمترددين من العمالة الوافدة كشرق آسيويين في الأغلب وهؤلاء يختارون في العادة الأرخص». وعن كيفية التعرف على مستوى جودة السمك من قبل المشترين، قال: «هناك عدة طرق يمكن معرفة جودة السمك من خلالها منها لون السمكة فإذا لاحظت أنه يميل إلى اللمعان فهذا يدل على أنه حديث الصيد في الغالب، والطريقة الثانية بواسطة الخياشيم إن كانت داكنة اللون فذلك يدل على أنها قديمة وغير طازجة أما إن كان لونها أحمر صافيا ونظيفة فهذا يدل على أنها حديثة الصيد، وأيضاً بواسطة عيون السمكة لا بد أن تكون صافية وفاتحة اللون الأحمر، بالإضافة إلى رائحة السمك يجب أن تكون الرائحة غير نتنة.