استمر أسقف فلوريدا الغامض، الذي أثار تهديده بحرق نسخ من القرآن الكريم إدانة دولية، في إثارة التوتر والزوبعة الإعلامية لغاية في نفسه ودعاية لكنيسته لكسب الشهرة العالمية بخططه المشينة، فبعد العديد من التصريحات المتضاربة للأسقف تيري جونز، أعلن أمس السبت في مقابلة مع شبكة ان بي سي التلفزيونية أن كنيسته لن تحرق المصحف، وذلك بعد أن كان توعد بإحراق مئات المصاحف أمام كنيسته في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول- سبتمبر. وقال القس الإنجيلي «قطعا لن نحرق القرآن، كلا. لا اليوم ولا أبدا»، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت كنيسته الصغيرة في مدينة غرينسفيل بولاية فلوريدا ارجأت إلى وقت لاحق مخططها القاضي بإحراق مئات المصاحف رداً على مشروع بناء مركز إسلامي قرب غراوند زيرو، موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في الاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة قبل تسعة أعوام. وكان جونز توجه إلى نيويورك على أمل أن يلتقي السبت بالإمام فيصل عبد الرؤوف المسؤول عن بناء مسجد غرواند زيرو. ولكنه قال لبرنامج «توداي» على قناة «ان بي سي» إن اللقاء لم يحصل بينه وبين الإمام. أمريكا ما زالت تحت الصدمة بعد تسعة أعوام من اعتداءات 11 سبتمبر وأحيت الولاياتالمتحدة أمس السبت ذكرى مرور تسعة أعوام على اعتداءات 11 أيلول- سبتمبر 2001 في جو من التشنج بعد تهديد قس أمريكي بإحراق مصاحف ومطالبته بنقل موقع تشييد مسجد بعيدا عن محيط موقع الهجمات في نيويورك. وشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إحياء ذكرى نحو ثلاثة آلاف قتيل ضحايا الاعتداءات التي نفذها متطرفون قاموا بخطف أربع طائرات مدنية. وصدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بينما تحطمت ثالثة في البنتاغون في واشنطن وسقطت طائرة رابعة في طريقها في بنسلفانيا (شرق).وما زالت الولاياتالمتحدة تحت صدمة هذه الاعتداءات. وأحيا هذه الصدمة أخيرا الإعلان عن مشروع لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا بالقرب من الموقع السابق للاعتداءات في نيويورك المعروف ب»غراوند زيرو». وأكدت شرطة نيويورك أنه سيتم الفصل بين التجمعين. كما شارك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مراسم إحياء ذكرى الضحايا حيث تليت أسماؤهم بصوت عالٍ. ووقف الحضور دقائق صمت في الساعة التي صدمت فيها الطائرتان برجي مركز التجارة ثم عند انهيارهما. وبعد تسعة أعوام على الاعتداءات، تجري عملية إعادة بناء الموقع الذي لم يعد حفرة عميقة في قلب مانهاتن. ويتم تشييد أربع ناطحات سحاب في الموقع إلى جانب محطة كبيرة للقطارات والسيارات. أوباما في ذكرى هجمات سبتمبر: نحن شعب واحد ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين اليوم السبت بالاتحاد الذي أعقب هجمات 11 أيلول- سبتمبر 2001 ، وطالبهم بالتركيز بالقواسم المشتركة بينهم بدلا من التركيز على الخلافات. وقال أوباما، في خطابه الأسبوعي الإذاعي،:» إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه في هذه الذكرى السنوية، فسيكون أننا أمة واحدة وشعب واحد لا يربطنا الحزن فحسب، لكن أيضا مجموعة من المثل المشتركة». وتأتي تلك التصريحات في ظل انقسام الولاياتالمتحدة بشأن خطط لإمام مسلم في نيويورك لبناء مسجد يبعد مسافة بنايتين من موقع الهجمات، وتهديدات قس في فلوريدا بحرق نسخ من القرآن لإحياء الذكرى. المظاهرات تتواصل احتجاجاً على مخطط حرق المصحف رشق متظاهرون بالحجارة قاعدة صغيرة يتمركز فيها جنود ألمان في بلدة فايز آباد النائية في شمال شرق أفغانستان، حسب الشرطة. وفي باكستان المجاورة تجمع المئات في مدينة مولتان وفي مدينة كراتشيالجنوبية وأحرقوا الأعلام الأمريكية ودعوا إلى شنق جونز. وفي مقديشو، تظاهر مئات الصوماليين ضد جونز ودعوته إلى إحراق مصاحف، مطلقين هتافات معادية للولايات المتحدة. وزير الخارجية الألماني يصف القس الأمريكي جونز بالمجنون وصف وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله القس الأمريكي تيري جونز بالمجنون. وقال فيسترفيله أمس السبت في بروكسل: «إنه أمر مهين للإنسانية وخطير جداً على السلام في العالم عندما يريد مجانين حرق القرآن». منظمة العفو الدولية تدين أجواء الاضطهاد ضد مسلمي أمريكا دانت منظمة العفو الدولية الجمعة جو «الاضطهاد» السائد ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة الذي يشكل تهديد القس تيري جونز بإحراق مصاحف آخر تعبير عنه. وعبر الفرع الأمريكي للمنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها «تشعر بقلق عميق بتزايد المعلومات التي تتحدث عن جرائم ارتكبت ضد مسلمين أو مشاعر معادية للمسلمين». وإلى جانب التهديد بإحراق نسخ من القرآن، ذكرت المنظمة طعن سائق سيارة أجرة مسلم في نيويورك وإحراق مسجد يجري تشييده في تينيسي (جنوب) وتخريب مركز إسلامي في كاليفورنيا (غرب). وأضاف أن «هذه الجرائم تغذي أجواء من الخوف والتمييز والاضطهاد ضد المسلمين»، مؤكدة أن «هذه (الجرائم) لا مكان لها في مجتمع قيمه هي الحرية والعدالة والمساواة». ودعت المنظمة السلطات الأمريكية إلى «اتخاذ إجراءات قوية ضد الهجمات» التي تستهدف مسلمين.