نعى عدد من المسؤولين فقيد الوطن الدكتور غازي القصيبي؛ حيث عبّر كل من وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة ومدير جامعة الملك سعود معالي الدكتور عبد الله العثمان عن عمق تعازيهما في رحيله، وأثرا « الجزيرة « ببعض الكلمات من القلب التي تُكنّ عن عظمة هذا الرجل في وجدانهما. ابتدأ الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام حديثه قائلاً: لا يوجد شك بأنه فقدنا مجموعة من الرجال في غازي القصيبي؛ فقد فقدنا الشخص الأديب والإنسان والإداري المتمكن والمخلص لدينه ووطنه؛ فغازي القصيبي رحمه الله إنسان عزيز علينا جميعاً؛ فهو أخ وصديق وزميل ورمز وطني كبير جداً؛ ففيه فقدنا أكثر من رجل له الإسهامات الكثيرة الإدارية والفكرية والثقافية التي أثرت وما زالت؛ فهو الوزير الناجح والدبلوماسي الذكي والأديب الراقي، وبرحيله خلف فراغا كبيرا وقيمة إنسانية كبيرة في قلوبنا جميعاً. ولا تسع الكلمات أن تصف حجم الفاجعة التي آلمتنا جميعاً في فقيد الوطن. نسأل الله أن يتقبله برحمته في هذا الشهر الفضيل، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وفي حديث مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان أكد ذلك الفراغ الكبير الذي خلفه الفقيد، وقال: بوفاة الدكتور القصيبي فإننا فقدنا شخصية بحجم ووزن الأديب والإنسان والأكاديمي الدكتور غازي القصيبي، وفقده خسارة كبيرة ليست للوطن فحسب بل للأمة العربية بأكملها؛ لما كان رحمه الله يتمتع به من خبرات ومهارات عظيمة، وهو بالنسبة لنا في جامعة الملك سعود يمثل خسارة مؤلمة لكونه له تجربة معنا أستاذا في العلوم السياسية وعميدا لكلية التجارة حينها، وأحد الذين أسهموا حقيقة في تأسيس الجامعة ودعمها ولاهتمامه المتواصل وارتباطاته المستمرة معنا رغم كثرة مشاغله وتقلده العديد من المناصب الحكومية. وبوصفنا أسرة أكاديمية نعبّر بألم كبير عن رحيله؛ فغازي القصيبي هو هامة من هامات الوطن، وهو الابن البار لوطنه، وله في كل خطوة لمسة ووجود؛ فمشواره رحمه الله طويل من الإبداع والتميز والعطاء، ونتذكر هنا موقفه الكبير في أزمة الخليج حيث سخر قلمه في كلماته ومؤلفاته للوقوف مع القضية ونصرتها. نسأل الله أن يغفر له ولجميع المسلمين. ومن يحب غازي القصيبي فليدع له، وأنا بوصفي مواطناً محباً لكل مخلص لا أملك إلا الدعاء له، وأنا الآن في رحاب الحرم المدني الشريف، وأسأل أن يتقبله الرحمن في جواره وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وأوعلن الدكتور عبد الله العثمان وجود اتصالات شخصية متبادلة مع الفقيد لإنشاء كرسي دارسات متخصص في كلية العلوم السياسية باسمه، وبناءً على تلك المناقشات فبإذن الله يتم ذلك تخليداً لعطاءاته.