قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة إن حراكا هائلا يدور اليوم ويقوده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتحويل المجتمع والاقتصاد السعودي إلى مجتمع واقتصاد المعرفة، وأضاف سموه لدى افتتاح أعمال المؤتمر السعودي الدولي الرابع في جامعة مانشستر في مدينة مانشستر البريطانية إن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - قد قام بإطلاق العديد من المبادرات في هذا الاتجاه، كمبادرته لإصلاح التعليم، ومبادرته لزيادة عدد الجامعات السعودية وتعزيز طاقاتها وإمكاناتها ورفع جودة التعليم العالي، وبرنامجه الخاص للابتعاث الخارجي، الذي يضم تحت مظلته قرابة 16000 مبتعث في المملكة المتحدة وإيرلندا فقط». مشيرا إلى أن كل هذه المبادرات وكثير غيرها ستعين على اكتساب المعرفة، مبيناً سموه أن المؤتمر يتيح للسعوديين الذين يدرسون لدرجة البكالوريوس أو للدرجات العليا الفرصة لتقديم أوراق عمل أو عروضٍ تغطي موضوعاتٍ واسعة التنوع تعكس الفكرة الرئيسة للمؤتمر ألا وهي عقولٌ سعوديةٌ فاعلة». وأشار إلى أنه «مما يشرح الصدر أن نعرف أنه تم قبول أكثر من 200 ورقة عمل وعرض علمي لتقديمها في المؤتمر أعدها باحثون سعوديون من جامعات من شتى أنحاء العالم بما في ذلك المملكة المتحدة وإيرلندا والولايات المتحدة وأستراليا وإسبانيا ونيوزيلندا واليابان وإيطاليا وفرنسا ومصر». وأضاف «تدور الفكرة الرئيسة للمؤتمر حول العقول السعودية الفاعلة، وفي هذا السياق، تعني هذه الفكرة، ببساطة، وضع المعرفة موضع التطبيق بما يعود بالخير والنفع على الفرد والأمة والعالم أجمع وإنني أعتقد جازماً أن هذه الفكرة تتناسب تماماً مع المرحلة التي نمر بها في بلادنا العزيزة» وأضاف «أما إذا أردنا أن ننتج المعرفة ونبثها، فإن علينا أن نستعين بالعقول السعودية الفاعلة. من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر وتوقيته المناسب في هذه المرحلة التي تحرص فيها القيادة الحكيمة للمملكة على بناء المجتمع المعرفي» وأوضح أن المملكة لديها في الوقت الراهن «مبادراتٌ عديدةٌ، أطلقتها مؤسساتٌ حكومية وأخرى من القطاع الخاص، تهدف إلى تعزيز إنتاج المعرفة، وقال سموه «سنظل بحاجة إلى المزيد من مثل هذه المبادرات. وكذلك إلى تواصل قطاعات التعليم العام والفني والعالي وتعزيز جهودها في رعاية الإبداع ودعم العقول المبدعة. وأيضا إلى تركيز المؤسسات العامة والخاصة، أكثر وأكثر، على البحث والتطوير، حتى يتسنى تفعيل العقول المبدعة التي لدينا ونستفيد منها». كما أشار إلى الحاجة إلى أن «تبذل مؤسسات الأعمال جهداً خاصاً، وتفكر في طرقٍ مبتكرةٍ لإيجاد فرصٍ أكبر وأوسع للعقول المبدعة - التي سعت جاهدةً لاكتساب المعرفة، وعملت بجدٍ لتطويرها وإنتاجها - وذلك ليتسنى لهذه العقول بث المعرفة بشكلٍ يفيد بلادنا العزيزة والعالم أجمع». وأضاف «أشعر بكل الفخر والاعتزاز عندما أرى هذه الوجوه الطيبة النيرة من أبناء وبنات بلدي الحريصة على مستقبل وطنها في المقام الأول والحريصة على العودة إلى بلادها من أجل أن تقوم بدورها في المساهمة في تنمية بلدها وحرصها على المحافظة على عقيدتها». من جانبه، قال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل في كلمته «إن المؤتمر فرصة طيبة وبرنامجا فعالا يستثمر من خلاله كل ما يهم المبتعثين وينمي قدراتهم ويعمل على تحريك مواهبهم من خلال برامج وفعاليات ومسابقات علمية وبحثية تصب في مصلحتهم وتنير لهم الطريق». وأضاف «إن المتأمل فيما يقوم به ولاة الأمر حفظهم الله وما يبذلونه من جهود في سبيل رقي أبناء الوطن ووقوف مؤسساته في مصاف المؤسسات المتقدمة عالميا ريادة ونماء وعطاء لا يمكن أن يحد بحد أو يوصف بوصف ولكن لهم منا الدعاء الخالص بأن يوفقهم الله عز وجل وأن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية ليواصلوا مشوار العطاء والنماء والبذل والسخاء». كما تحدث الملحق الثقافي الدكتور غازي المكي في كلمة مماثلة عن أهمية المؤتمر في إبراز العقول السعودية المبدعة في المجال البحثي والعلمي. وتحدث في المؤتمر كل من نائب رئيس جامعة مانشستر ورئيس الفريق العلمي لتدقيق بحوث المؤتمر السعودي الدولي الرابع. من جانبه، أبرز رئيس أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وإيرلندا تركي بن منصور بن شلهوب في كلمته حرص القائمين على المؤتمر الحالي على البناء على النجاحات السابقة للمؤتمرات الثلاثة التي عقدت في الأعوام الماضية. بعد ذلك، افتتح سمو الأمير محمد بن نواف المعرض العلمي المصاحب للمؤتمر حيث استمع لشرح واف من الطلبة والطالبات لنماذج من مشاريعهم البحثية العلمية. كما تجول سموه داخل الخيمة السعودية في وسط جامعة مانشستر حيث اطلع خلالها على العديد من الصور والأفلام الوثائقية عن المملكة العربية السعودية. بعد ذلك، تواصلت أعمال وجلسات المؤتمر الذي يعقد هذا العام تحت عنوان «العقول السعودية الفاعلة».