طغت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى لبنان على المشهد السياسي والإعلامي اللبناني، وسط ترقب رسمي وشعبي لما ستسفر عنه هذه الزيارة من نتائج يتوقعها الكثيرون؛ لافتة في معطياتها ومتوقعا لها أن تنعكس إيجابا لجهة تهدئة الأوضاع المتأزمة على الساحة اللبنانية، وذلك بالتزامن مع اقتراب صدور القرار الظني للمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري والتقارير التي رافقتها مؤخرا، ورشح عنها معلومات تفيد بتورط عناصر (غير منضبطة) من حزب الله في اغتيال الحريري، الأمر الذي ينفيه الحزب ويعتبره مؤامرة لتشويه صورته ونزع سلاحه. في حين يرى الفريق الآخر في هجوم حزب الله المسبق على المحكمة الدولية محاولة لإلغائها وإفراغها من مضمونها. وفي سياق الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين إلى بيروت وصف الرئيس اللبناني الأسبق ورئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل الملك عبد الله بن عبد العزيز ب(الأب) و(الأخ) العزيز لكل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم، وكان يقف إلى جانبهم في كل مناسباتهم التي مروا بها، وقدم لهم الدعم والمساندة، الملك عبد الله ليس ضيفا على لبنان وإنما هو صاحب البيت مؤكدا على ان اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة بفارغ الصبر ليقولو له: أهلا وسهلا في بيتك وبين إخوتك؛ لأن اللبنانيين يستذكرون الوقفات المشرفة لخادم الحرمين الشريفين التي زادت من معنوياتهم وصمودهم حتى تجاوزوا المحن الكبيرة التي مروا بها. ولفت الرئيس الأعلى لحزب الكتائب إلى الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان والمنطقة مؤكدا (أن هذه المشاكل ليست لبنانية فقط، انها مشاكل اقليمية شاملة، وبقدر ما نساعد لبنان على حل مشاكله بقدر مانساهم في معالجة مشاكل الشرق الأوسط). من جانبه، رأى النائب في البرلمان اللبناني وعضو تكتل لبنان أولا نهاد المشنوق في تصريح ل(الجزيرة): إن جولة خادم الحرمين الشريفين في غاية الأهمية بالنسبة للمنطقة عموما ولبنان خصوصا؛ لما يمثله الزائر الكبير من (ضمانة لدعم لبنان واستقرار المنطقة) وله تقدير كبير لدى اللبنانيين بحكم حضوره الدائم إلى جانبهم والمساعدة في حل مشاكلهم. وشدد المشنوق على الجانب العروبي الأصيل في شخصية الملك عبد الله مؤكداً أن (هذه الأصالة تجعله يحرص دائما على العلاقات اللبنانية السورية) أينما حل أو ذهب، وهو شريك حقيقي لكل اللبنانين في كل خير لديهم ولبنان يتشرف بهذه الزيارة التاريخية.