تستعد الدولة اللبنانية بكامل أركانها لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز غدا الجمعة، قادما من سوريا يرافقه الرئيس السوري بشار الأسد ،كما قال مسؤول لبناني كبير، في زيارة تاريخية ووسط ظروف خطيرة يمر بها لبنان والمنطقة على أكثر من صعيد. وقال النائب نهاد المشنوق عضو كتلة رئيس الوزراء سعد الحريري البرلمانية " إن مجيء الملك عبد الله والرئيس بشار معا رد على جميع الأسئلة بخصوص الاستقرار في لبنان". وقد استنفرت الدولة كامل أجهزتها تحضيرا لوصول الملك عبد الله حيث يستقبله رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أرض مطار رفيق الحريري الدولي ثم يقيم على شرفه مائدة غداء يحضرها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وكافة أركان الدولة وعدد كبير من السفراء العرب والأجانب ومن ثم تعقد مباحثات لبنانية سعودية ثنائية بين الرئيس سليمان والملك عبدالله، لتتوسع فينضم إليها رئيسا المجلس والحكومة. وحسب مصادر مقربة من القصر الرئاسي فإن محادثات الملك عبد الله مع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة ستتركز على التطورات السياسية في المنطقة بالإضافة إلى مستجدات الساحة اللبنانية في ضوء التوتر الناجم عن ترقب القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري. وقالت المصادر إن الملك عبد الله سوف يقدم قراءة المملكة لما يحصل على الصعيد الإقليمي في كافة جوانبه وهو، كما المسؤولين الللبنانيين، سوف يصب جهوده في إطار التأكيد على أهمية استقرار الأوضاع في لبنان والتصدي لكل ما من شأنه التأثير على مسيرة السلم والأمن في الداخل واضعا كل إمكانيات المملكة في هذا الاتجاه وهو الأمر الذي يدأب عليه الملك عبد الله في تعامله مع الوضع اللبناني منذ زمن بعيد. وسألت "الوطن" وزيرا في الحكومة (لم يشأ إعلان اسمه) عما إذا كانت محادثات الملك عبدالله ستتعرض لموضع المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب فأكد أن الأمر ربما يتم بحثه على المستوى الاستراتيجي وليس لناحية التفاصيل، مشيرا إلى أن الرياض حريصة كل الحرص على أمن واستقرار لبنان. وفي السياق نفسه ثمن وزير الدولة عدنان القصار الزيارة التاريخية للملك عبدالله وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوري بشار الأسد، والدور الذي تقوم به الدول العربية في سبيل تحصين الساحة اللبنانية الداخلية وتجنيب البلاد أيّة منزلقات خطيرة، مضيفاً أن "هذه الزيارات وما سبقها من لقاءات تؤكد مرة جديدة مدى الحرص العربي على استقرار الوضع في لبنان، ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة على خلفية العديد من الملفات الداخلية لا سيما المحكمة الدولية وفي ظل تعقيدات إقليمية ودولية بالغة الخطورة". واعتبر القصار أن "الدور العربي كان دائماً توفيقياً فيما بين الفرقاء السياسيين بما يحفظ حق المقاومة ودورها، وكذلك في تقبّل ما سيصدر عن المحكمة الدولية من قرارات بعيدة عن التسييس". ورأى عضو كتلة نواب القوات اللبنانية أنطوان زهرا أنّ زيارة الملك عبد الله "تأتي في إطار المساعي العربية للتخفيف من أجواء التشنج التي سادت على الساحة اللبنانية بعدما تصدى حزب الله ، عبر السيد حسن نصرالله شخصياً، لموضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتشكيك بنزاهتها ومصداقيتها وصولاً إلى حد اعتبارها نتاج مؤامرة". في المقابل أكد عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، في حديث إذاعي أن "حزب الله" مستعد للتعاون مع المسعى العربي ومع أي مسعى يمنع التسييس ويسد منافذ الرياح الآتية من لعبة الأمم، ولكن لن يقبل بأي مقايضة"، مشددا على "ضرورة إبطال عمل المحكمة الدولية المسيسة وليس التأجيل"، مؤكدا أن "القوة الشعبية والسياسية التي تتمتع بها المعارضة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن فرض أي شيء عليها".