أشاد أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري بالاستثمارات السعودية الزراعية في شرق العوينات خلال جولته للمنطقة وتفقده موسم الحصاد، مشيراً إلى تحقيق معدلات إنتاجية عالية في إنتاج القمح والذرة. وقال الوزير: إن الاستثمارات السعودية تحتل المركز الأول في مصر، مشيراً إلى أن العلاقات الاجتماعية التي تربط بين المستثمر السعودي والعاملين هي التي تدفع إلى زيادة الإنتاج، إلى جانب استخدام الوسائل الحديثة في الزراعة التي نبحث تعميمها في الدلتا القديمة. وأكد أن المستمر السعودي في هذا المجال يعامل كأخيه المصري فلا تفرق النظم والقوانين بينهما في تملك أراضي واستزراعها. وأضاف خلال جولته لتفقد موسم حصاد القمح بشركة رخاء للاستثمار الزراعي والتنمية أن المستثمر السعودي يحرص على تحقيق النجاح، مما يدفعهم إلى مواجهة المشاكل والتغلب عليها. وفي رده على سؤال ل(الجزيرة) حول المعوقات التي تواجه المستثمر السعودي في مصر، قال وزير الزراعة: هناك مشاكل تواجه المستثمر، ونعمل على إزالتها، فلا يوجد دولة في العالم ليس بها معوقات تواجه المستثمرين، والمستثمر السعودي قادر على حل المشاكل التي تواجه، لأنه يعتبر أن مصر بلده الثاني، إلى جانب العادات والتقاليد التي تربط بين الشعبين، معتبراً أن النجاح الذي حققته الشركات السعودية في شرق العوينات سيعمل على جذب الاستثمارات السعودية الأخرى، فهي تمثل أكبر دليل على نجاح الاستثمارات في مصر. وقال أباظة إن تجربة شركة رخاء في إنشاء مجفف للذرة، وخفض الرطوبة من 17 إلى 14 لمنع فساد المحصول سيتم تعميمها في الدلتا، والتي ستمكن من زراعة الأرض بأكثر من محصول. من جانبه أكد محمد العبدالله الراجحي رئيس مجلس إدارة شركة تبوك للتنمية الزراعية ورئيس مجلس المديرين بشركة جنات للاستثمار الزراعي في تصريحات خاصة «للجزيرة» أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس محمد حسني مبارك للتعاون الاقتصادي بين البلدين ساهم في نجاح المشروعات السعودية في مصر، مشيرا إلى أن هناك دعما كبيرا أسهم في استكمال هذه المشروعات في شرق العوينات لشركة رخاء والذي بلغت حجم الاستثمارات به 300 مليون جنيه مضيفاً أن شركة تبوك تستحوذ على حصة 30% من شركة رخاء التي يصل رأسمالها 80 مليون جنية. وأضاف أن نجاح الزراعة في شرق العوينات جاء نتيجة نقل خبرة الشركات السعودية والتي تمتد 30 عاماً في المملكة في زراعة الصحراء، إلى جانب شراء أحدث المعدات والتقاوي والاعتماد على الدراسات العلمية، مما ساهم في تحقيق أعلى متوسطات الإنتاج من القمح والذرة مشيرا إلى أن الإنتاج يتم توجهه للسوق المحلي للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب. وأشار الراجحي إلى المرحلة الثانية والتي سيتم التفكير في التصنيع الزراعي حيث يتم التركيز على الإنتاج الزراعي المباشر مشيراً إلى أنه تم رفع رأسمال شركة رخاء للاستثمار الزراعي إلى 80 مليون جنية بدخول شركة جنات للاستثمار الزراعي كشريك إلى جانب الحصول على تمويل بنظام المرابحة الإسلامية من صندوق تنمية الصادرات السعودية بنحو مائة مليون ريال تستخدم في تمويل شراء المعدات وإنشاء المستودعات التبريد لتخزين وتصنيع المنتجات الزراعية. وقال إن التكامل العربي الاقتصادي لن يتحقق إلا من خلال مشاريع مشتركة بين المستثمرين العرب على أرض الواقع، وتعد الشركات الحالية هي بداية حقيقية للتكامل العربي الاقتصادي، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للغذاء. وفي تصريح خاص ل(الجزيرة) قال سلطان الدويش العضو المنتدب لشركة رخاء للاستثمار الزراعي والتنمية والرئيس التنفيذي لشركة جنات: إن نجاح الاستثمارات السعودية في شرق العوينات جاء نتيجة للإدارة والمياه والمال، فقد نجحت الشركة في استثمار ما لديها من خبرة تصل إلى 30 سنة في زراعة الأراضي الصحراوية في السعودية إلى جانب جذب أبناء مصر العاملين في السعودية، ومشاركة مجموعة من الشركات ذات التنوع المختلف فشركة تبوك تعمل في مجال الأعلاف وجازان في الاستزراع السمكي، والخريف في التصنيع والمعدات والري والجوف في صناعة الحبوب والزيوت والمنتجات الزراعية في الصناعات الغذائية، والمراعي في صناعة الألبان، وتم دراسة الوضع في شرق العوينات بشكل جيد مع الاستعانة بخبراء ومستشارين، وتوافر مدخلات الإنتاج الزراعي والطرق والتي أنفقت عليها الحكومة أكثر من 600 مليون جنية كل هذه العوامل ساهم في نجاح الاستثمارات السعودية. وأشار إلى أنه خلال 6 أشهر فقط تم زراعة 7 آلاف فدان، فقد تم حفر 80 بئرا ارتوازيا وهي تمثل الاستصلاح لكامل المساحة البالغة 10 آلاف فدان للقطعة رقم 4 والمملوكة لشركة رخاء، تم زراعة محاصيل القمح والشعير والبرسيم والذرة والبطاطس، مشيرا إلى أنه يتم عمل نموذج رياضي لمتابعة مناسيب المياه في الفترة القادمة، من خلال حفر 4 آبار اختباريه، وعمل عدادات رقمية لمعرفة ما يتم استهلاكه من مياه كل بئر، وتعمل على مراعاة المخزون المائي لحوض النوبة وعدم الأضرار بالمشاريع المجاورة، وتم تشكيل لجنة من خبراء سعوديين ومصريين ممن عملوا في مجال الزراعة الصحراوية، وقاموا بزيارات ميدانية للشركات المنتجة للآلات الزراعية والمضخات ومحاور الري والمعدات الزراعية في أوروبا وأمريكا ومصر والسعودية ووضعوا مواصفات عالية التقنية لمراعاة طبيعة حوض النوبة وتربة ومناخ شرق العوينات. وأضاف إلى أن خطة الشركة المستقبلية تتمثل في إنشاء مستودعات مبردة بطاقة إنتاجية قدرها 15 ألف طن بتكلفة 50 مليون جنية مما يمكننا من زراعة محاصيل الخضار مثل البطاطس والبصل والخضروات المجمدة وعيش الغراب، إلى جانب إدخال أصناف جديدة لمحصول القمح تتواءم مع الزراعة الصحراوية من خلال إدخال أصناف جديدة ذات طبيعة إنتاجية عالية من الشوائب والحشائش، والتي قد تضر بالأرض. مشيرا إلى انه تم عمل مزرعة تجريبية لزراعة 50 نخله لإنتاج النخيل من نوع «برحي» والعنب والمانجو، كما تم زراعة 30 محور (المحور 125 فدان) قمح و30 محور ذرة و30 محور برسيم موضحا أن المشكلة تتمثل في نقص العمالة وسيتم إنشاء قرية سكنية لتوطين العاملين تضم 60 فيلا صغيرة إلى جانب مدرسة وعيادة بالإضافة إلى الدخول في مرحلة التصنيع الزراعي، وخاصة تصنيع محصول الطماطم. من جانبه أكد أحمد بن عبد الرحمن بن عقيل العضو المنتدب لمجموعة العقيل الاستثمارية والتي تمتلك 6 شركات في جمهورية مصر العربية بحجم استثمارات تصل إلى 500 مليون جنية، إن المجموعة تستصلح 20 آلاف فدان بشرق العوينات، تم زراعة 12 ألف فدان، وسيتم زراعة 8 آلاف فندان نهاية العام الحالي مشيرا إلى أن الزراعة في شرق العوينات أكثر تكلفة من الزراعة في الدلتا، نتيجة لصعوبات كثيرة منها النقل، إلا أن الأراضي في شرق العوينات تعد أكثر خصوبة من غيرها باستثناء الدلتا القديمة.، ويتم الاعتماد على حفر الآبار بعمق ما بين 250 إلى 300 متر وهناك توقعات باستمرار مخزون المياه لأكثر من مائة عام. وأضاف انه تم زراعة قمح وذره وبطاطس وبرتقال وليمون وفول سوداني وشعير، مشيراً إلى أن هناك طلبا متزايدا على الحبوب لهذا يتم الاكتفاء بالسوق المحلي الذي يستورد 6 مليون طن قمح سنويا إلى جانب 5 مليون طن ذرة. كما أكّد المهندس علي الصغير مدير عام شركة جازان للتنمية على دعم الحكومة المصرية متمثلة في وزير الزراعة أمين أباظة، والذي يتابع باستمرار عملية الإنتاج الزراعي في شرق العوينات ويقدم كافة التسهيلات إلى جانب زيارته المتعددة للمنطقة مشيراً إلى أن شركة جنات شركة سعودية تمثل تجمع لمجموعة من الشركات السعودية الرائدة في القطاع الزراعي وهي شركة جازان للتنمية، وتبوك الزراعية، والمراعي والجوف الزراعية، وشركة المراعي، وشركة المنتجات الغذائية، ولهم باع كبير وكان التوجه نحو الاستثمار في عدد من الدول العربية مثل مصر والسودان وتونس والمغرب وغيرها، بدأت التجربة في مصر ووجدنا الفرصة في شرق العوينات، حيث الأرض الخصبة وتوافر المياه الجوفية الصالحة للزراعة، وهذه الخبرات المتنوعة إلى جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة والمعدات وأنواع البذور دفع إلى تحقيق أعلى متوسطات إنتاج في محاصيل الحبوب والأعلاف قياسا بمنطقة شرق العوينات، ولدينا رسالة لنقل هذه الخبرات إلى المزارع المجاورة. وأضاف أن هناك اهتماما بالقوى العاملة حيث تم توظيف مائتي عامل والتأمين عليهم وجاري إنشاء مجمع سكني على مساحة 50 فدانا لجذب العمالة يضم سكنا للعاملين وأسرهم وسكن لكبار الموظفين ومطعما ومدرسة ومسجدا وسوقا تجاريا وعيادة طبية مشيرا إلى أن الشركة لديه خطط للتوسع، وزيادة مساحة الأراضي أكثر من 24 ألف فدان، وتوجد سيولة متوافرة لتحقيق هذه الطموحات ،خاصة بعد تحقيق هامش ربح مرتفع، ويتم بيع المحاصيل مقدما إلى جانب التوسع في بعض الصناعات الغذائية، وهناك دراسات جدوى. أما محمد رشيد البلوي المدير التنفيذي لشركة حائل للتنمية الزراعية، وهي إحدى شركات المراعي السعودية أن مصر يمكن أن تصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من زراعة القمح كما تم تحقيقه في السعودية من خلال زراعة هذه الأراضي الصحراوية. وقال إنه سعيد بما يشاهده من نجاح الاستثمارات السعودية في شرق العوينات، ومشاهدة حصاد القمح، ونقل خبرة 30 عاما من الإنتاج في الصحراء إلى مصر، إلى جانب دراسة عملية التصنيع الزراعي والتي تعد شركة المراعي رائدة في هذا المجال. وأشار إلى أن تحقيق حلم الاكتفاء الذاتي من الغذاء للعالم العربي يمكن أن يتحقق بسهولة إذا ما ساهمت الشركات الزراعية في الاستثمار في زراعة الحبوب والذي يزداد الطلب عليها بصورة مستمرة عالمياً ومحلياً.