لم يدُر في خلد الكثير من الرياضيين أنّ النادي العاصمي (الرياض) أو مدرسة الوسطى الكروية التي فتحت فصول الإبداع والإمتاع قبل عقد ونصف من الزمن، وصافح طلاّبها البطولات الذهبية والإنجازات المتعدّدة ومنها بطولة كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل واللعب على نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عامي 1994 - 1995م، علاوة على تمثيل المملكة في البطولات العربية والآسيوية .. كانت بالفعل حقبة الألقاب الذهبية عندما توفرت داخل دهاليز البيت الأحمر .. قيادة إدارية محنّكة واستقرار فني ودعم شرفي كبير ونضج احترافي للجيل الذهبي .. شهد لإنجازاتهم التاريخ الرياضي وتركوا بصمة بارزة في ساحة الذهب، وأصبح النادي العاصمي آنذاك الوجه الجميل في ساحة المنافسة وحصانه الأسود في مضمار التفوق الرياضي .. أقول لم يدُر في أذهان الكثير من محبي النادي أن تكون نهايته السقوط أو التدحرج إلى دوري النسيان بفعل فاعل، بعدما فقد توازنه واستقراره .. نعم سقط - الرياض - الجريح بعدما تكالبت عليه الأوجاع الإدارية والأسقام الفنية والعلل المالية .. ولم يجد من يحفظ هذا التاريخ الجميل من التشويه والعبث ويضبط هويته التي تجاوزت العقد السادس من الناحية التأسيسية، ويضمن بقاءه في دائرة الضوء التنافسي .. باستثناء عضو شرفه الوفي (ماجد الحكير) الذي أصبح بمفرده يدعم ويؤازر ويواجه الأزمات بكل وفاء وشجاعة ولم ينتظر من (......)!! لينقذوا ناديهم من براثن الضياع وسط صمت مطبق من البقية الذين فضلوا الحضور والتواجد في الوقت بدل الضائع، بعدما أصبح الفريق جنازة تنتظر الدفن..!! فقد كان بالإمكان معالجة الأوضاع وتصحيح المسار وإعادة المدرسة إلى وهجها في وقت مبكر، (لو) كان هنالك انتماء حقيقي وتضامن شرفي ودعم مالي على طريقة الحكير (ماجد) ومن هم على شاكلته من الرموز الوفية، وربما أن الهبوط التاريخي إلى دهاليز الدرجة الثانية جاء ليكشف حقيقة واحدة وهي أن الرياض - النادي - الجريح فقير برجالاته ومريض بأوجاعه ومثقل بهمومه .. والبركة في سياسة التجاهل ومنهجية المصالح الذاتية التي ذهب فيها الفريق ضحية بسبب غياب (الولاء الصادق والانتماء الحقيقي) فمع احترامي لرئيس أعضاء الشرف الأستاذ (عبد العزيز بن عسكر) الذي خرج علينا قبل شهر ونيف في لقاء صحفي هاجم فيه الإدارة الحالية وطالبها بالاستقالة في وقت عصيب وحلك، وهو يعلم أنّ الإدارة الحالية غير قادرة على قيادة دفة الفريق بالأصل، فضلاً عن خلافها الدائم مع بقية الأعضاء نتيجة تنوّع قناعتهم وتلوُّن آرائهم وعدم الرضا، وليت (ابن عسكر) تحدث عن إخفاق العمل الإداري وتدهور الأوضاع الفنية للفريق لمعالجة ما يمكن علاجه قبل استفحال الأمور وتضخم إرهاصاتها مع أنه كان من المؤيدين لترشيح الإدارة الحالية، ونحن هنا لا نبخس جهود الأمير فيصل بن عبد الله الذي حاول أن يذلل الصعاب ويحدد مثالبها ولكن كما يقولون في المثل العامي (اليد الواحدة لا تصفق) في ظل تجمّد الدعم الشرفي تحت درجة الصفر..!! أما بقية الأعضاء في مجلس الإدارة الحالية فليس همّهم إلا البحث عن موعد نقل المباراة على الهواء!!.. بينما نتائج الفريق آخر اهتماماتهم .. والحصيلة السقوط المر في غياهب المجهول. فمنذ إطلالة الموسم الرياضي الحالي والفريق يتلقى الهزائم الموجعة والضربات القاسية .. والإدارة مع الأسف لم تعقد أي اجتماع مع اللاعبين أو الجهاز الفني لمناقشة إخفاقات الفريق إلا اجتماع واحد فقط .. لاحظوا طوال الموسم لم يعقد اجتماع تصحيحي وتقييمي إلا اجتماع يتيم .. وبالرغم من أنّ النادي هذا الموسم تلقّت خزينته أكثر من (4 ملايين ريال) قيمة انتقال اللاعبين سعود حمود وحسن ربيع لنادي النصر، إضافة إلى إعانة النقل من تلفزيون وراديو العرب (ART) وهذه المبالغ وغيرها أتصور انها كفيلة أن تعيد التوازن والاستقرار داخل أروقة النادي العاصمي، وبالتالي منافسته على الصعود لدوري الكبار وعودته إلى مكانه الطبيعي في دوري زين للمحترفين لو ترجمت هذه الأموال إلى تخطيط منهجي وتضامن شرفي وعمل احترافي، وقبل كل شيء (صفاء النوايا) الذي لا يجلب إلا أحسن الأعمال وأفضل النتائج .. وأخيراً وليس آخراً .. وبعد كارثة السقوط التاريخي لمدرسة الوسطى نتمنى أن تستلم (رعاية الشباب) بقيادة أمير الشباب وسمو نائبه .. جريح الوسطى - الرياض - النادي الذي يحمل اسم العاصمة الحبيبة .. المثقل بأوجاعه وعلله الإدارية والفنية والمالية، وتكليف من يرونه مناسباً من محبي النادي (الغيورين) لمعالجة المثالب المتراكمة وتصحيح أحواله .. فالهبوط ليس نهاية المطاف فربما يشكّل مرحلة هامة تعيد بناء وصياغة وصناعة الفريق الأحمر بما يتوافق مع تطلّعات وطموحات محبيه وبما يضمن عودة النادي العاصمي إلى مكانه الطبيعي بإذن الله. - قرار زيادة عدد فرق دوري زين إلى 14 فريقاً بات مطلباً هاماً لمواكبة المتغيرات المفصلية والتحولات المرحلية .. كما هو معمول به في معظم الأندية الآسيوية .. شريطة أن نعيد صياغة وبرمجة المسابقات المحلية بما يتوافق مع الأهمية المعيارية لمقدار الزيادة، وأهمها اقتصار مشاركة الفرق في مسابقة كأس الأمير فيصل على فئة دون (سن 23). - اختيار المدرب الوطني القدير خالد القروني مدرباً لمنتخب المملكة للشباب تجسيد لكفاءته الفنية البارعة وقدراته العالية على اكتشاف وصقل وتنمية المواهب الشابة. - المقترحات العلمية التي طرحها مسئول الاحتراف بنادي الرياض الأستاذ منصور العساف حول نظم وآلية التعامل بين مدير الأعمال واللاعبين وتم تزويد لجنة الاحتراف بنسخة منها .. تنم عن فكر ووعي وثقافة احترافية يتمتع بها زميلنا العزيز .. نتمنى الاستفادة من هذه القدرات الرياضية ومن أفكارها ومقترحاتها البنّاءة. - الاعتراف بالمشكلة أولى خطوات النجاح..! * أمين عام نادي الرياض ومسئول احترافه - سابقاً