كثيراً ما يؤكد الباحثون على أن تفاعل المجتمع مع أي قضية أو رؤية هو حالة مباغتة من الإجابة الأولى أو ردة الفعل التي يفرزها واقع الحياة في أي مجتمع، بل هي المرآة الحقيقية التي تعكس شعور البشر تجاه كل قضية أو رؤية أو رأي، فإن كان هؤلاء الناس خائري القوى، ويعانون تبعات اليأس ويخضعون لسيطرة الماضي أكثر من احتفائهم بالفأل ووميض المستقبل فثق أنك في موازاة رسالة أليمة عنوانها صعب وحلولها غير واردة أو بعيدة عن احتمالات النجاح ومقومات الاستمرار. وبما أن لكل رسالة عنوانا إنسانيا، ولكل أمة خطاب حضاري، ولكل نظام في العالم رمز أو مدخل تلج من خلاله نحو التأمل والتقييم الذي سيفضي في النهاية إلى معرفة الحقيقية إما بما هو جميل مبهج، أو بما هو رديء يستحق الرفض. فالخدمات الإنسانية وأقنيتها المختلفة وأوعيتها وإداراتها ومؤسساتها ووزاراته المختلفة هي تلك الرسالة الإنسانية التي تظل فيها الخدمة هي العنوان الذي يجسد الأهداف التي قامت من اجله، فإن أردت أن تتعرف على جودة أي جهة أو أي قطاع من القطاعات فانظر إلى هيئته الخارجية، أو إطاره العام، حتماً سيوحي لك هذا التأمل بشيء من التعريف المستمد من الدلالة الكامنة وراء الصورة الأولى للرسالة وعنوانها. ولنقترب أكثر من الفرس ومربطه ونعني هنا القطاعات الخدمية التي تعاني دائماً من غياب الشكل والمضمون، ولنأخذ على سبيل المثال ثالوث القطاع الحياتي (الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية)، فدائما ما تكون عناوين هذه الخدمات الثلاث متهالكة ومتهاوية، فقد تلتقط أبعاد هذه الرسالة من خلال تدني مستوى الشكل العام في المستشفيات والمراكز الصحية الأولية، أو في قطاع التعليم من خلال النظر إلى حجم الكوارث التي قد تخلفها رداءة بعض المدارس وتهالكها. في المقابل يمكن أن ننظر على برهة أمل في هذا السياق وهو ما يقوم به البعض ممن يعنون بالشأن الصحي على نحو جهود مدير المستشفى العام بحائل الدكتور عبدالعزيز النخيلان والعاملين معه في هذا الحقل المهم، فالدكتور النخيلان عني كثيراً بأمر العمليات الترميمية والبناء والتجديد للمبنى إلى جانب ما يقوم به من جهد طبي مع زملائه، فقد أثبت أنه وبجهود زملائه واعتماداً على إيرادات «العلاج بأجر» وبمبالغ لا تتجاوز المائة وخمسين ألفا فقد نجح في التطوير والتجديد وبرهنوا على جهدهم بالعديد من الصور في معادلة إقناعية (قبل) و(بعد) رغبة في مزيد من التعريف والتأكيد أن من أراد العمل من أجل النجاح حتماً سيحقق الأهداف المرجوة. وينسحب هذا على الجهود الرائعة لبعض مديري المدارس والمعلمين «الطيبين» الذين يئسوا من المطالبات الروتينية والانتظار الأليم، فباتت الجهود الذاتية هي المعول الأخير من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين براثن التهالك والبلى في بعض المرافق المدرسية! والحالة الاجتماعية نعلم أنها ليست بعيدة عن هذا الأمر الذي يضيق الخناق على الصحة والتعليم فباتت جهود الخير تتواصل بجهود ذاتية محلية تسعى إلى النجاح والتميز في إيصال الرسالة ومضمونها حتى وإن كانت تعاني من معوقات كثيرة ربما يدحرها الأمل، ويحجمها الفأل على نحو جهود الدكتور النخيلان وزملائه في المستشفى العام بحائل. [email protected]