إعداد: عبد الله المالكي - كتب - مطر الأحمدي عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر.. (الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم. إذا ذكر الهلال.. ذكر النصر.. هذا في الرياض. وإذا ذكر الأهلي.. ذكر الاتحاد.. هذا في جدة.. أما إذا ذكر الجبلين.. فلا بد من ذكر الطائي.. وهذا في حائل. وفي المدينةالمنورة ما يذكر أحد إلا ويذكر الأنصار وقل مثل ذلك في بريدة.. الرائد والتعاون.. وفي عنيزة العربي والنجمة.. والاتفاق والنهضة في المنطقة الشرقية. أما إذا ذكرت الأهلي فمن الصعب أن يتوارد إلى الأذهان ذكر الهلال.. وكذلك لو ذكرت الاتحاد فيصعب أيضاً ذكر أحد من المدينة أو العربي من عنيزة. لماذا اقترن الأهلي بالاتحاد والنصر بالهلال؟ أو التنافس بينهم هو الذي أدى إلى اقترانهما وتلازمهما وذلك أنهما يميلان لمدينة واحدة.. فالهلال والنصر من الرياض والأهلي والاتحاد من جدة.. وكما هي العادة في أي منطقة أو مدينة يمارس أهلها الرياضة.. لا بد أن يكون هناك.. تنافس أو وفاق.. فيتم التنافس بين أندية المدينة الواحدة.. ويتم الوفاق بين أندية المدن المتباعدة. وهذا التنافس يقسم أفراد المجتمع إلى قسمين أو أكثر حسب عدد الفرق الموجودة.. حتى الأسرة الواحدة يشملهم هذا التنافس فيقسم أفرادها إلى أكثر من فريق.. ولقد رأينا وسمعنا كثيراً من الأبناء وهو يخاطب أباه أو أمه بعد المباراة التي يخسر فيها الفريق الذي يشجعه الوالد.. قائلاً له (أبو اثنين.. أو أبو ثلاثة)... والتنافس أما أن يكون شريفًا أو سخيفاً.. والتنافس الشريف هو الذي لا يمنع التعاون بين الأندية..ولا يباعد بين اللاعبين.. ولا يفرق بين أفراد المجتمع. ولعل التنافس الموجود بين بعض أنديتنا ليس شريفاً على كل حال.. ولا يمثّل من التنافس الشريف سوى اسمه.. وذلك للفهم الخاطئ لهذا المعنى، فالمسؤولون في أنديتنا يعتقدون أنه لا يمكن أن يحدث تعاون.. أو تقارب أو صلة أو حتى تفاهم بين ناد وآخر ما دام هناك تنافس.. وإلا فأين المناورات الحبية التي تقرّب بين اللاعبين والمسؤولين.. وأين المباريات الودية بين الأندية المتنافسة.. بل أتحدى إذا كانت هناك زيارات متبادلة أو دراسة موضوعات تهم ناديين متنافسين.. أتحدى أن يكون ذلك النوع موجوداً. وهذا التنافس غير الشريف - إن جاز هذا التعبير - انعكس على جماهير الكرة عندنا.. وليته وقف عند الناديين المتنافسين.. لكنه تعداه إلى المنتخب.. فإذا ضم المنتخب لاعبين من النصر.. وقف ضدهم جمهور الهلال.. وإذا كان العكس.. فلا يشجعهم جمهور النصر.. وكذلك الأمر مع الأهلي والاتحاد. وهذا العامل من أهم أسباب هزيمتنا في دورة الصداقة ودورة الخليج في قطر.. بغض النظر عن أحقية اللاعبين الممثلين باللعب في المنتخب.. ولكنهم عندما ارتدوا شعار المملكة.. الأخضر.. فكان أجدر بجماهيرنا الغاضبة أن تصبح قلوبها خضراء.. فيصفقوا ويتحمسوا لاسم المملكة وشعار المملكة وسمعة المملكة.. لا أن يهتفوا في المدرجات باسم دول أخرى.. لأنهم سيكونون أول من يضحك علينا. ثم ماذا نستفيد.. وماذا نجني.. عندما نفرح لكل هدف يلج مرمانا سواء وقف فيه إبراهيم اليوسف.. أو وقف فيه مبروك.. أو عادل؟ هل الأهداف الخمسة.. التي ولجت مرمى عادل.. من فريق بلاك بول.. أو السبعة الأهداف في مرمى مبروك أو الثلاثة الأهداف في مرمى اليوسف.. هل تعتبر تلك الأهداف.. في مرمى الأهلي أو النصر أو الهلال.. أم في مرمى المملكة؟ ونعود للأمس القريب.. إلى مباراة نادي النصر بطل الكأس في المملكة ونادي الفتح المغربي.. بل الكأس في المغرب.. ماذا يدل تشجيع بعض الجماهير الرياضية.. نادي الفتح؟ هل قصد به اللعبة الحلوة؟ هل كان يهدف إلى احترام الضيوف؟.. لا والله لا هذا ولا ذاك.. إلا لكون فريق النصر منافساً.. ويهمنا هزيمة المنافس دائماً. ولقد باءت محاولات سمو الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة نادي الهلال.. وسمو الأمير سلطان بن سعود رئيس مجلس إدارة نادي النصر.. بالفشل عندما حاولا أن يكون هناك تقارب وتعاون بين الناديين - الهلال والنصر - وفضّلت الفكرة وهي خلف الكواليس.. ولم يسمح لها البعض بكشف الستار.. فكم من مباراة أجلت بعد موافقة الطرفين وانهالت برقيات التهاني بمناسبة فوز أحدهما بالكأس.. ومع هذا بقي الهلال هو الهلال.. والنصر هو النصر ولا تعاون بينهما. وعلى النقيض من ذلك.. فهناك الوفاق.. وهو عكس التنافس تماماً.. ومع هذا فهو نوع من التنافس الشريف. ومن أمثلة الوفاق في بلادنا.. الوفاق الحالي القائم بين الأهلي من جدة والهلال من الرياض.. وهو وفاق تاريخي.. رياضي. قوي.. تام.. استمر صامداً في وجه جميع التيارات التي حاولت النيل منه. بقي صامداً لأنه بني على أسس قوية.. وجاء طبيعياً.. وباركته جماهير الناديين.. وهذا ما ضمن له الاستمرار. وكل ناد من الناديين.. يجد الدعم والتشجيع من جمهور الناديين. والأهم من ذلك أن المسؤولين في الناديين على تعاون تام وتفاهم مستمر واتصال دائم. وهذه الأيام.. تبدو في الأفق بوادر وفاق جديد.. بين الاتحاد من جدة.. والنصر من الرياض.. بدأه النصر ببرقية التهنئة.. ثم اتفاقهما على تأجيل المباراة.. بسبب ارتباط النصر بمباراة الفتح.. ثم توجيه الدعوة لسمو رئيس الاتحاد لحضور المباراة والحفل.. ثم وجود طاقم الفنايل قبل المباراة. وكل وفاق رياضي.. بين أي ناديين أو أكثر في مملكتنا الحبيبة هو في صالح الرياضة.. والرياضيين. ونحن بدورنا نتمنى له النجاح. لقطات خفيفة من التنافس والوفاق التنافس بين النصر والهلال.. والأهلي والاتحاد.. بينما هناك وفاق بين النصر والاتحاد.. يجمعه اللون الأصفر.. ووفاق بين الأهلي والهلال.. لوجود العامل المشترك بينهما وهو اللون الأبيض.. لكنني أتساءل لماذا لا يوجد وفاق بين الهلال والنصر.. على الرغم من وجود العامل المشترك بينهما.. وهو اللون الأزرق؟ برقيات التهاني بين رؤساء الأندية.. ظاهرة ممتازة ودليل طيب على الروح الرياضية.. لكن أن ينشر بعضها في الصحف.. فهذا يفقدها المعنى الحقيقي أو المعنى الطيب. لاعب أجنبي.. سوف يسجل في ناد كبير.. هدية من ناد آخر. الهدية ليست حباً في النادي الأول.. ولكنها نكاية بناد منافس.. بالإضافة إلى أن النادي لا يستطيع دفع جميع مصاريف ذلك اللاعب. مبدأ التنافس والوفاق.. يخضع للمصالح الخاصة أيضاً.. فقد يقف الجمهور مع النادي المنافس إذا كانت نتيجة المباراة تؤثّر على فريقه.. كما فعل جمهور الاتحاد في وقوفهم مع نادي النصر حتى يوقفوا تقدم الأهلي.. وكما فعلوا في مباراة النصر والوحدة حتى يأمنوا جانب النصر. من الفرق العربية المتنافسة.. في الكويت القادسية والعربي. في السودان: الهلال والمريخ. في مصر: الأهلي والزمالك.