والإنسان يتابع ما تنشره الصحف ووسائل الإعلام في قضايا إنسانية واجتماعية مروراً بالأحداث السياسية ذات الأبعاد الإجرامية يتساءل بحرارة: (هل نحن قساة إلى هذا الحد؟!!). نعم هل نحن قساة بحيث نمارس كل هذا العنف ضد أطفالنا..؟!! لا أدري كيف يقدم أب على ضرب طفله الذي لا تزال عظامه رخوة وعضلاته في بدايات تشكيلها كل هذا الضرب الذي نقرأ عنه في الصحف ونطالع صوره وأثاره التي تثير الشفقة نحو الأطفال والقرف من آباء هذا الزمان!! كيف تندفع امرأة إلى تعذيب طفلة أخرى مسكينة، لا ذنب لها سوى أنها ابنة من تزوج تلك المرأة الشريرة التي تكوي بالنار وبالملعقة المحماة بالنار حتى الحمرة المتوهجة تلسع بها ظهر وأطراف طفلة بريئة لا يتعدى عمرها العشر سنوات..!! وكيف يتجرد أب من أبوته وهو يقود ابنته مثل أي شاة أو عنزة ليبيعها لمن يدفع أكثر..؟!! كيف يحلل ذلك الأب الدراهم والريالات والتي يقبضها ثمناً (مهراً) لابنته الطفلة التي لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج والاكتمال الجسدي وكمال العقل والتصرف..!! هل تصور ذلك الأب حال ابنته الطفلة ذات العشرة أعوام أو حتى الاثني عشر ربيعاً في أول ليالي الزواج الأليم كيف ستكون (ليلة الدخلة) المأساوية على تلك الطفلة التي بدلاً من أن تنام ليلتها محتضنة عروستها، تحضن تلك الليلة... تعيش ساعات رعب لا يمكن تصورها...!! وأخيراً وليس آخراً، هل وصلت بنا القسوة أن نفرق بين أزواج أخواتنا ونعرقل زواجا أثمر طفلا وطفلة متعلقين بتقاليد الجاهلية الأولى ولا نستشعر آلام وضرب بناتنا وأخواتنا... ودموع أطفالهم. هل إلى هذه الدرجة وصلت بنا القسوة إلى الحد الذي يجعلنا نتساءل: هل ما يقوم به البعض يحسب على البشر...؟!! [email protected]