أطلق مقاتلو «الجيش السوري الحر» معركة جديدة للسيطرة على تلتين في ريف درعا بين دمشق وحدود الأردن، بالتزامن مع إعلان محكمة تابعة ل «جبهة النصرة» أنها «برأت» قائداً عسكرياً معارضاً من تهم كانت وجهتها اليه، في وقت قتل وجرح عدد من المدنيين بغارات في حلب شمالاً مع تدمير مقاتلي المعارضة مدرعات تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد باستخدام صواريخ اميركية. وأفادت شبكة «سمارت» المعارضة أمس، أن مقاتلي «الجيش الحر» وكتائب إسلامية أطلقوا معركة «الله أكبر» بهدف السيطرة على تلتي المطوق الكبير والصغير وخربة فادي، قرب مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي، ذلك بعدما سيطر مقاتلو المعارضة في وقت سابق على عدد من التلال والمواقع الاستراتيجية في ريفي درعا والقنيطرة مع مساع لربط هذه المناطق المحاذية لحدود الأردن وخط فك الاشتباك مع إسرائيل. واستمرت أمس المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط تلتي المطوق الكبير والصغير، بمشاركة «حركة المثنى الإسلامية» وألوية «غرباء حوران» و «المهاجرين الأنصار» و «الشهيد غسَّان طويرش» و «الفرقة 69» وجبهة «أنصار الإسلام». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا أول من أمس على حاجز «الرباعي» قرب قرية الشيخ سعد في ريف درعا، ذلك ان محيط الحاجز شهد معارك عنيفة بين لواء «المعتز بالله» وحركة «المثنى الإسلامية» وقوات النظام التي انسحبت من الحاجز باتجاه قرية الشيخ سعد. الى ذلك، أصدرت الهيئة الشرعية في شرق حوران بياناً جاء فيه أنه «بعد عرض العقيد أحمد فهد النعمة رئيس المجلس العسكري على المحكمة، اعترف شخصياً بهذه المحكمه وتمت محاكمته علانياً بحضور القاضي الشرعي والقانوني وقُرئت عليه التهم الموجهه إليه، حيث إنه أنكر جميع التهم المنسوبة اليه، وأنه تم استدعاء بعض الاشخاص الذين لهم علاقه او لديهم شهادات ضده ولم يثبت دليل مادي على إدانته». وتابع البيان أن المحكمة قررت «تبرئة» النعمة من التهم و «الضمان له حق مغادرة هيئة المحكمة». وكان نشطاء معارضون قالوا إنه اعتقل بعد تشكيل «جبهة ثوار جنوب سورية» من عشرات الألوية المعارضة، حيث رأت «النصرة» في ذلك «صحوات سورية» ضدها أسوة بما حصل لدى تشكيل شيوخ عشائر تشكيلات لمقاتلة «القاعدة» في العراق. وربط آخرون بين اعتقال النعمة وملف اغتيال قائد «لواء عامود حوران» قبل سنة. وأمل معارضون في أن يؤدي قرار المحكمة «إلى إطفاء نار الفتنة» في درعا. في المقابل، اندلع أول من أمس حريق ضخم في أنبوب الغاز الواصل بين الأردن وسورية في منطقة غرز الحدودية بعد حصول انفجار فيه. وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية- المكتب الإعلامي في درعا»، أن قوات النظام قصفت خط الغاز الواقع بين سجن غرز ومحطة الغاز التي تزود محطات الكهرباء بالغاز. وفي ريف دمشق المجاور، تحدث نشطاء معارضون عن اغتيال القائد الميداني عدنان خبية المعروف ب «أبو عمار الدوماني» أثناء مروره في شارع الجلاء عند دخلة مستشفى حمدان مع أحد مرافقيه في دوما شرق العاصمة، وذلك بعد أيام على اغتيال الناشط السياسي عدنان فليطاني. في غضون ذلك، استمر انقطاع مياه الشرب في معظم أحياء دمشق منذ أكثر من أسبوع. وعلى صعيد المواجهات العسكرية، قصفت قوات النظام مناطق مختلفة في ريف دمشق، بالتزامن مع تقدمها في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بعد أسابيع من القصف والمواجهات مع مقاتلي المعارضة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين إحداهما على مناطق في حي جوبر شرق دمشق على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، ما أدى لسقوط جرحى، ترافق مع تجدد قصف القوات النظامية مناطق في الحي. كما قصفت القوات النظامية منطقة الجورة والمنطقة الصناعية في حي القدم» في جنوب العاصمة. في شمال البلاد، قتل نحو عشرين شخصاً بغارات بأربعة «براميل متفجرة» على حي بعيدين في حلب. كما ألقى الطيران المروحي برميلين قرب جسر المشاة في حي الصاخور، ما أسفر عن سقوط قتيلين وأربعة جرحى، في وقت طاول القصف حيّي مساكن هنانو والعويجة ودوار الجندول وطريق الكاستيلو ومنطقة الليرمون، بحسب شبكة «سمارت»، التي أشارت الى شن الطيران غارات على ريف حلب الشمالي. وقُتل عدد من عناصر قوات النظام خلال اشتباكات مع فصائل من «غرفة عمليات أهل الشام»، قرب دوار البريج في ريف حلب. كما تمكن مقاتلون من «أهل الشام» و «حركة حزم» بتدمير ثلاث دبابات لقوات النظام في قرية البريج، وفق نشطاء معارضين. وقالوا إن مقاتلي «حزم» استخدموا صواريخ «تاو» الأميركية في المواجهات ودمروا دبابتين بصاروخ واحد. من جهته، قال «المرصد»: «لاتزال الاشتباكات مستمرة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي الزهراء ومنطقة الليرمون وفي منطقة المجبل ومحيط قرية البريج، وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي شمال غربي البلاد، جرح ثلاثة مدنيين في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، في وقت شن مقاتلو «جبهة ثوار سورية» هجمات على مقرات قوات النظام في المدينة الشغور، حيث جرح ب «الخطأ» ثلاثة مدنيين في الحي الشمالي. وفي شمال غربي البلاد، دارت معارك عنيفة في محيط جبلي تشالما والتركمان في ريف اللاذقية بالتزامن مع تعرض مدينة كسب وقريتي باشورة والبيضاء لقصف صاروخي من مقرات قوات النظام في رأس البسيط والبدروسية وخربة بيت سولاس، بحسب شبكة «سمارت».