أكدت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات نورة الفايز أن الوزارة تدرس تخصيص مرشدات صحيات للمدارس، من أجل تقديم الرعاية الجسمية والنفسية للطالبات بما يتفق مع المعايير والأساليب العلمية. وقالت خلال برنامج «الصحة النفسية في وقت الأزمات والكوارث» الذي عقد في مدارس المملكة أمس: «نستطيع التحكم في كثير من المتغيرات التي هي من صنع الإنسان، ولكن توجد متغيرات يصعب التحكم بها مثل الكوارث الطبيعية والمفاجآت البيئية، ويمكن تفادي الآثار النفسية لهذه الكوارث من خلال اتباع الأساليب الوقائية، خصوصاً أن الفئات التي تخدمها الوزارة في مراحل عمرية مختلفة من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية، ومعرضة لكثير من المتغيرات والاضطرابات وقدراتها على التحمل أقل من غيرها». وأضافت أن الوزارة تعمل على مساعدة الميدان التربوي على فهم الآثار النفسية والاجتماعية، وتدريبهم على التعامل معها بشكل إيجابي. من جهته، انتقد المعالج النفسي الدكتور أحمد الحرير خلال ورقة عمل بعنوان «المخاوف المرضية... نظرة تحليلية» مسؤولي المدارس خصوصاً في الرياض لعدم أخذهم اعتبارات وقائية بعد حريق مدرسة في مكة، عبر تدريب الطالبات على الإخلاء الوهمي خارج المدرسة تحسباً لأي كوارث تحدث داخل المدرسة بالتعاون مع الدوريات الأمنية. ولفت إلى ضرورة تطوير الخدمات الصحية النفسية لوزارة التربية والتعليم وتدريب الطالبات على عمليات الإخلاء، وإنشاء لجنة للاستجابة للكوارث الطبيعية، وكذلك الاستفادة من ضحايا الكوارث الذي وقعت سابقاً لتطوير البحوث والخدمات لوزارة التربية والتعليم. وأوضح أن دراسة مسحية أجريت على 50 من ممارسي العلاج النفسي من أطباء ومعالجين فتبين أن أول ما يعاني منه الشخص المتعرض للكارثة أو العنف أو الجريمة هو «اضطراب إجهاد ما بعد الصدمة»، الذي يؤدي إلى الخوف من الموت، أو الإصابة أو إعادة المواقف المؤلمة، مشيراً إلى أن هذه الأعراض قد تظهر في فترات متباعدة من 6 أشهر أو بعد 30 عاماً. وأشار إلى أن 57 في المئة من ضحايا الكوارث الطبيعية لديهم اضطرابات في النوم بعد ثلاثة أسابيع من وقوع الحادثة وقد تستمر إلى شهور وأعوام.وشدد على أهمية تهيئة الطالبات لأي كوارث مستقبلية، ونشر الثقافة اللازمة لتقويم الكوارث الطبيعية «لأننا لسنا بمعزل عن العالم خصوصاً مع الأحداث الأخيرة مثل زلزال العيص وكارثة جدة»، مؤكداً أن العلاج النفسي يجب أن يأخذ بالأسباب. وتابع: «المشكلة التي نعاني منها في الدول العربية والسعودية أننا مشبعون بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية ولكن ليس لدينا خلفيات تطبيقية». من جهتها، طالبت الاستشارية في الطب النفسي الدكتورة دعد مارديني في ورقة عمل بعنوان «الصحة المدرسية» بإنشاء عيادات نفسية داخل المدارس لتقديم الخدمات الفورية للطالبات. وقالت: «يجب أن تكون المسؤولة في هذه العيادة ملمة بطريقة التعامل مع مراحل نمو الطالبة لتوظيفها بالشكل الصحيح ومعرفة المفردات الصحية النفسية وأخذ المعلومات من مصادر علمية». وأوضحت مديرة إدارة الصحة المدرسية في منطقة الرياض حصة الفارس أن الهدف من هذا الملتقى توعية العاملات في الميدان التربوي بأسلوب التعامل مع الأزمات والكوارث، وتطوير قدراتهن في التدخل الاجتماعي والنفسي السريع وتقديم المساندة اللازمة والدعم للمأزومين في اللحظات الحرجة بما يساعدهم على تجاوز تلك الأزمات ويخفف من آثارها.