في بداية هذا الأسبوع أرسل لي أحد الكتاب الأفاضل فتوى لا أعرف مصدرها ولا صحتها عن حرمة وجود «السحّاب» في ملابس السيدات كفساتين السهرة وغيرها، وبالطبع كانت الفتوى مفصلة وكان فيها أن السحّاب الجانبي هدفه تضييق الخناق على السيدات والفتيات لتبدو مفاتنهن أكثر! والحقيقة لم أسمع عن هذه الفتوى الغريبة من قبل، ولا أعرف مدى صحتها، ولكن السؤال هل الحرمة تتعلق فقط بالسحّاب أو السوستة كما يطلق عليها أم تندرج تحته الأزارير أيضاً؟ أعتقد أنه آن الأوان لتقنين هذه الفتاوى التي تلقيت الكثير منها، مثل فتوى حرمة جلوس النساء على الكراسي، وفتوى حرمة ترك فراش خالٍ حتى لا يكون فراشاً للشيطان الذي ينام «وينسدح» في أي فراش فارغ، خصوصاً لو كان مرتباً، وكان الحل كما شرحته السيدة المفتية هو «محاولة لخبطة الفراش قليلاً كل ليلة قبل الخلود للنوم» حتى لا يجد الشيطان له مكاناً مرتباً ينام فيه، وكان سؤالي «البريء والله» هل يعجز الشيطان عن ترتيب السرير والفراش؟ ومن أخبرنا بأنه لا ينام إلا لو كان فراشه مرتباً؟ ذكّرني ما سبق عن الإشارة «الغريبة» التي لم أكن مطلعة عليها بأحد الأشخاص الأفاضل عندما كنا نتحدث عن حادثة نفق النهضة وعن جرأة الشباب وعن حزنه العميق على الحكم الذي استحقوه بسبب تحرشهم بفتاتين كانتا تمارسان رياضة المشي، فأفاد بأن الفتاتين أعطتاهم مجالاً بسبب إمساكهما بحقائب عليها خرز؟ وأكمل لأن هذه الحقائب معروفة لدى الشبان بأنها دعوة للمعاكسة، وأذكر حينها أنني رجوته أن يرسم لي شكلها أو يُحضر واحدة كي أراها حتى أتمكن من الابتعاد عنها وأحضرها بالفعل في اليوم التالي، فاكتشفت أنها حقيبة مصنوعة من القماش ومزيّنة بالخرز على هيئة ورود وشمس وغيرهما ولم أجد أي كتابات توضح أنها دعوة للمعاكسة! تقدّم مواطن سعودي بشكوى لمحكمة في إحدى الدول الشقيقة بسبب اكتشافه أن جاره استولى على بلكونة شقته وأزال الجدار وردم نافذة البلكونة وأصبحت غرفة المواطن السعودي من دون أي نوافذ، ورفض الجار إعادة الوضع كما كان سابقاً لأنه سأل أحد الشيوخ في المسجد الذي يصلي فيه فأفتاه بجواز أخذها طالما أن جاره لا يحتاج إليها! ولأنه لا يسكن بالشقة كثيراً لأنه يعيش في موطنه الأصلي، ما حدا بالمواطن للجوء إلى المحكمة تحت دعوى «عاوز بلكونتي»! [email protected]