كرر الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشيل من بيروت أمس، القول إن «الولاياتالمتحدة لن تقبل أن يدفع لبنان ثمن أي تقدم يحصل على المستوى التفاوضي كما أن واشنطن لن تأخذ ولن توافق على أي خطوة تؤدي الى فرض توطين الفلسطينيين في لبنان». واوضح أن «الإجراءات الأمنية والإعلامية الأميركية الأخيرة لا تهدف الى خلق أجواء سلبية في العلاقات مع لبنان»، معلناً «أنها محط مراجعة وإعادة درس من قبل المعنيين في واشنطن». وكان ميتشيل استكمل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين قبل ان يغادر ظهراً الى دمشق. والتقى صباحاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي طلب، وفق المعلومات الرسمية، من الولاياتالمتحدة «ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف تهديداتها المتكررة ضد لبنان»، وشدد على «أن السلام الشامل والعادل في المنطقة يرتكز في جوهره الى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة وعدم توطينهم في لبنان»، مؤكداً «أن أية مفاوضات لا تأخذ ذلك في الاعتبار تبقي السلام المنشود ناقصاً ومجتزأً». وطلب النظر في «معالجة الاسباب وليس النتائج التي أدت الى هذا الوضع». وإذ أشار سليمان خلال لقائه الموفد الاميركي، في حضور السفيرة الاميركية ميشيل سيسون، الى العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين، جدد موقفه الداعي «الى العودة عن التدابير الأمنية بحق المسافرين من لبنان، وحق البث الفضائي لمحطات تلفزيونية لأن مثل هذه التدابير تخلق اجواء ومناخات غير مؤاتية خصوصاً في ما يتعلق بمهمة الموفد الأميركي»، آملاً في نقل هذه الرغبة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما للعمل على العودة عن هذه الإجراءات». وأمل سليمان بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، «في أن يتوصل ميتشل الى وضع أسس السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط وأن تتكلل جهوده بالنجاح». وأفاد البيان بأن ميتشل «وضع رئيس الجمهورية في أهداف جولته الجديدة، ناقلاً في بداية اللقاء تقدير الرئيس اوباما وسائر المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم سليمان في واشنطن، الجهود التي بذلها من أجل الحفاظ على سيادة لبنان واستقرار الاوضاع الداخلية فيه، وتأكيد مواصلة الدعم الاميركي في مختلف المجالات، وأوضح الموفد العناوين الكبرى لجولته الجديدة في المنطقة مشيراً الى أنها تستند أساساً الى إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية من جهة، والسورية - الاسرائيلية من جهة ثانية، وأنه يسعى على المستوى الاول الى تذليل العقبات التي تعترض عودة الافرقاء الى الطاولة وفي طليعتها موضوع وقف الاستيطان». وقال ميتشيل أنه «سيبحث هذه العناوين مع الرئيس السوري بشار الاسد (الخبر في مكان آخر) ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدما كان الموضوع محور اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن أخيراً». ونقل ميتشل «التزام الرئيس اوباما وكلينتون السلام الشامل في الشرق الأوسط على كل المسارات، لافتاً الى أن اساس ذلك حل الدولتين الذي يركز جهوده في سبيل بلوغه». وجدد تأكيد «مواصلة دعم بلاده للبنان في شتى المجالات». والتقى ميتشل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكرر موقف اوباما «الداعم للبنان وان لا حل على حسابه خصوصاً لجهة توطين الفلسطينيين، كما شدَّد على إصرار الادارة الأميركية ومضيها في مساعيها للوصول الى حل شامل لأزمة المنطقة» وشدَّد بري على «ان القضية الفلسطينية هي جوهر الأزمة في المنطقة، وحلها ينعكس بإيجابية كبيرة على الاوضاع الاقليمية والدولية»، واكد «ان حق العودة ورفض التوطين موقف جامع لكل اللبنانيين بمختلف اطيافهم وطوائفهم». واشار «الى التعنت الاسرائيلي وخروج اسرائيل على الشرعية الدولية واعاقتها المستمرة لعملية السلام يستند الى مواقفها وتاريخها وممارساتها العدوانية اليومية بدء من القرار 425 وانتهاء بالقرار 1701 الذي تخرقه يومياً براً وبحراً وجواً». واتصل ميتشيل هاتفياً بالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة وتخلل الاتصال كما افاد مكتب السنيورة الاعلامي، «عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة». وكان ميتشيل التقى مساء اول من امس، رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية علي الشامي. بيان السفارة الاميركية وأعلنت السفارة الاميركية في بيان أن زيارة ميتشل الى لبنان «اتت في اطار زيارة عدد من بلدان المنطقة ولمناقشة وضع الجهود المبذولة للسلام واستطلاع المنظور اللبناني لهذا الموضوع». وجاء في البيان ان ميتشل «نقل التزام أوباما وكلينتون بالسلام الشامل في الشرق الأوسط، بين إسرائيل والفلسطينيين، واسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان، والتطبيع الكامل للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية. واكد ان لبنان سيقوم بدور رئيسي في الجهد الطويل الأمد الذي سيبذل من أجل الاستقرار وبناء سلام دائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط، وأنه لن يتم التوصل الى حل دائم على حساب لبنان، وأعاد تأكيد التزام الولاياتالمتحدة بسيادة واستقلال لبنان». واشار البيان الى أن ميتشيل اكد خلال لقائه الحريري «عدم دعم واشنطن لتوطين الفلسطينيين في لبنان».