اقترحت إيران مجدداً على الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبادلة اليورانيوم المتدني التخصيب الذي تنتجه، بيورانيوم أكثر تخصيباً، وذلك بصورة متزامنة وعلى دفعات، الأمر الذي تجاهلته الدول الغربية واعتبرته عملياً رفضاً من جانب إيران لاقتراح أصلي للوكالة. وقالت مصادر ديبلوماسية في فيينا أمس، إن إيران تقدمت مجدداً بهذا الطلب شفهياً الأسبوع الماضي، خلال لقاء بين المدير العام الجديد للوكالة يوكيا أمانو والممثل الدائم لإيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية. غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الست المعنية بالملف الإيراني (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا) ترفض اقتراح إيران مبادلة الوقود النووي على دفعات وبصورة متزامنة. ووصف الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي الرد الإيراني على عروض مبادلة اليورانيوم خارج إيران بأنه «غير مناسب»، مع انه قال انه غير أكيد إذا كان «نهائياً ورسمياً». وإذا أرادت إيران صنع قنبلة نووية فهي تحتاج الى اليورانيوم العالي التخصيب الذي تملك منه كمية غير كافية. وعقدت الدول الست لقاء السبت الماضي في نيويورك بحثت خلاله مساري الحوار واحتمال فرض عقوبات على إيران. على صعيد آخر، اتهم اللواء يحيي رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية، الولاياتالمتحدة بعدم رغبتها في رؤية إيران آمنة ومستقرة. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ( ارنا ) الى صفوي قوله أمس، «إن الولاياتالمتحدة لا ترغب في أن ترى إيران آمنة ومستقرة». واعتبر «الإيحاء بغياب الأمن والاستقرار في المناطق المحيطة بإيران مؤامرة أميركية - بريطانية – صهيونية». وقال إن الأميركيين «لا يرغبون في مشاهدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية کبلد قوي ومتطور وله نفوذ من الناحيتين السياسية والاقتصادية في المنطقة». وأضاف: «انهم منزعجون من النفوذ المعنوي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق ولبنان وفلسطين وبقية الدول الإسلامية». وقال صفوي: «من هذا المنطلق يسعون جاهدين الى الإيحاء بأن إيران بلد يفتقر الى الأمن والاستقرار». من جهة أخرى، أعلن وزير الاتصالات الإيراني رضا تقي بور أن طهران ستكشف النقاب في مناسبة ذكرى قيام الثورة الإسلامية في شباط (فبراير) المقبل، عن ثلاثة أقمار اصطناعية جديدة، تم الانتهاء من بناء اثنين منها والثالث قيد الإنجاز. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الوزير أن القمرين اللذين استكمل بناؤهما اطلق على الأول منهما اسم «يا مهدي» وهو قمر اصطناعي يهدف الى تجربة كاميرا ومعدات اتصالات»، في حين اطلق على الثاني اسم «تولو»، من دون أن يوضح طبيعة هذا القمر، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا). وكان وزير الدفاع أحمد وحيدي كشف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عن بناء إيران القمر «تولو»، ولم يعط تفاصيل عن نوعية هذا القمر الذي صممته وبنته مؤسسة «سا إيران» (الشركة الإيرانية للصناعات الإلكترونية) وهي مؤسسة حكومية تابعة لوزارة الدفاع. وقال وحيدي لوكالة الأنباء الطلاببة ان «تولو» هو «قمر اصطناعي للاستطلاع» من دون إعطاء توضيحات إضافية. ولم يوضح تقي بور ولا وحيدي هل تقرر اطلاق «يا مهدي» و «تولو» وموعد هذا الاطلاق. أما القمر الاصطناعي الثالث والذي أطلق عليه اسم «مصباح-2» فقيد البناء حالياً وسيعرض خلال الذكرى ال31 لقيام الثورة الإسلامية مطلع شباط. وهو «قمر اصطناعي للاتصالات يدور في مدار منخفض» وبالتالي «لا يمكن استخدامه على الدوام وانما يستخدم لأغراض محددة»، كما قال تقي بور. وكانت إيران أطلقت في شباط الماضي، أول قمر اصطناعي بنته بنفسها وأطلقت عليه اسم «اوميد» (أمل)، بواسطة صاروخ «سفير-2» وهو بدوره من صنع إيراني، الأمر الذي أثار مخاوف الغرب من إمكان تسخير طهران هذه القدرات الصاروخية لغايات عسكرية. وأعلنت إيران في حينه انها بصدد بناء سبعة أقمار اصطناعية جديدة، بينها ثلاثة معدة لوضعها في مدار مرتفع.