تشهد المجموعة الرابعة في بطولة الأمم الافريقية لكرة القدم اليوم (الخميس) مواجهتين من العيار الثقيل، في ختام الدور التمهيدي لتحديد آخر المتأهلين إلى ربع النهائي، فتلتقي تونس مع الكاميرون والغابون مع زامبيا، وتتشابك خيوط المجموعة التي تتصدرها الغابون برصيد 4 نقاط تليها الكاميرون ب3 نقاط ثم تونس برصيد نقطتين وزامبيا برصيد نقطة واحدة. وكان المنتخب الغاني تخطى نظيره البوركيني 1-صفر في ختام مباريات المجموعة الثانية ليرافق المنتخب الإيفواري للدور التالي، ورفعت غانا رصيدها إلى 3 نقاط خلف كوت ديفوار المتصدرة ب4 نقاط، فيما تذيلت بوركينا فاسو المجموعة بنقطة واحدة، وتلتقي غانا مع أنغولا وكوت ديفوار مع الجزائر الأحد المقبل في مستهل مباريات ربع النهائي. ويحتضن ملعب ألتو دا شيلا بمدينة لوبانغو المواجهة العاصفة بين تونس والكاميرون ولا خيار أمام «نسور قرطاج» إلا الفوز لبلوغ ربع النهائي وإنقاذ سمعة الكرة التونسية التي ما زالت تعيش مرارة عدم التأهل لكأس العالم في جنوب افريقيا 2010. ولم تقدم تونس مستوى مقنعاً خلال مباراتيها السابقتين أمام زامبيا (1-1) والغابون (صفر – صفر) على رغم أنها كانت الأقرب للظفر بيد أن المدير الفني فوزي البنزرتي يؤكد أن نقص خبرة معظم العناصر هو السبب في عدم القدرة على تحقيق الفوز، وألقت نتيجة التعادل السلبي التي انتهت بها مباراة الغابون بظلالها على معسكر «نسور قرطاج». وذكرت تقارير صحافية تونسية أن لاعبين بالمنتخب التونسي تبادلا اللكمات في غرفة خلع الملابس عقب المباراة، وهو ما اضطر البنزرتى إلى التدخل لفض الاشتباك بينهما، كما اشتبك قائد المنتخب التونسي كريم حقي كلامياً مع حارس مرمى تونس السابق شكرى الواعر خلال مداخلة هاتفية بإحدى الفضائيات التونسية، بعدما تبادلا الاتهامات والإهانات على الهواء مباشرة، خصوصاً بعدما قال الواعر لحقي: «أنا أستاذك ويجب أن تتعلم من تجاربنا السابقة». يأتي هذا في الوقت الذي شنت فيه الصحافة التونسية هجوماً شرساً على منتخبها، مؤكدة أنه لن يكمل المشوار في البطولة بعد المستوى الهزيل الذي ظهر عليه في مباراتي زامبيا والغابون، وهو ما دفع البنزرتي لإعلان مقاطعته للصحافة قبل المباراة المصيرية أمام الكاميرون. من جهته يسعى منتخب الكاميرون إلى الابتعاد عن حسابات التأهل الشائكة وتحقيق الفوز لضمان بلوغ ربع النهائي إذ انه في حال سقوطه أمام تونس سيتجمد رصيده عند 3 نقاط فقط في حين سترفع تونس رصيدها إلى 5 نقاط، وفي هذه الحالة لن تحتاج الغابون إلا التعادل مع زامبيا، لترافق تونس بالرصيد ذاته إلى الدور التالي، ثم يلجآن لفارق الأهداف لحسم المتصدر. وكانت «الأسود الكاميرونية» سقطت في أول مشوارها بالبطولة أمام الغابون صفر -1 ثم استعادت كبرياءها وتمكنت من تحقيق فوز صعب على المنتخب الزامبى 3-2 في الجولة الثانية، وستكون سمعة ترسانة نجوم المنتخب الكاميروني على المحك اليوم إذ ان خروجهم باكراً من البطولة سيعرضهم لإحراج كبير خصوصاً أنهم يلعبون لأفضل أندية أوروبا. ويعول المدير الفني للكاميرون الفرنسي بول لوغوين على القوام الأساسي للفريق الذي احتل مركز الوصيف في غانا 2008 وفي مقدمتهم مهاجم إنترميلان الإيطالي وهداف البطولتين الماضيتين صامويل إيتو (29 عاماً) الذي يعد احد المرشحين بقوة للفوز بلقب أحسن لاعب افريقي لعام 2009، وقد كان له دور كبير في تأهل منتخب الكاميرون إلى كأس العالم 2010 وقبل ذلك الوصول إلى نهائي البطولة الماضية بعد التعثر في أول مباراة أمام مصر بالهزيمة 1-4 وهي المشاركة السادسة لإيتو في نهائيات كأس الأمم، أما مدافع طرازون سبور التركي المخضرم ريجوبير سونغ فيشارك للمرة الثامنة في نهائيات افريقيا وهو رقم قياسي للاعب البالغ 33 عاماً وبات سونغ إحدى نقاط الضعف في الدفاع الكاميروني، إذ تسببت أخطاؤه الفادحة في اهتزاز شباك الكاميرون في أكثر من مناسبة كان آخرها في لقاء زامبيا. وتضم تشكيلة الكاميرون أيضاً ألكسندر سونغ (أرسنال الإنكليزي) وستيفان مبيا (مارسيليا الفرنسي) إينواه إيونغ (أياكس الهولندي) وآشلي ويبو(مايوركا الاسباني) وجين ماكون(ليون الفرنسي) وكارلوس كاميني (إسبانيول الأسباني). ويشهد ملعب السيد داجراشا بمدينة بنغيلا مواجهة قوية بين الغابون وزامبيا، وتعد الغابون هي»الحصان الأسود» ل « أنغولا 2010» إذ قلبت التوقعات وتصدرت مجموعتها التي تضم منتخبي الكاميرون وتونس العريقين بيد أنها لم تضمن التأهل على رغم حصدها 4 نقاط وتنتظر نتيجة مباراتها مع زامبيا ونتيجة مباراة تونس والكاميرون لتعرف مصيرها. ويكفي الغابون نقطة واحدة من لقاء اليوم شريطة تعادل تونس والكاميرون لمرافقة «الأسود» لربع النهائي في حين أن خسارتها سيرفع رصيد زامبيا إلى 4 نقاط ويمنح الفرصة للأخيرة للمنافسة على التأهل إن خدمتها نتيجة اللقاء الآخر وحسبة الأهداف. وكانت الغابون فجّرت مفاجأة من العيار الثقيل في انطلاق البطولة بإسقاط الكاميرون 1- صفر سجله مهاجم هال سيتي الإنكليزي دانيل كوزين، ليثأر «الفهود» من هزيمتين متتاليتين أمام «الأسود» في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم «جنوب أفريقيا 2010». ويعتمد المدير الفني للغابون ألان جيريس على الهيكل القائم للمنتخب لدى تسلمه المهمة، إلا أنه قام باستدعاء مهاجم ليل الفرنسي الصاعد بيير إميريك أوباميانغ (20 عاماً) والذي تأقلم مع الفريق سريعاً وسجل أحد هدفي الفوز في المغرب في تصفيات كأس العالم ليعلن نفسه نجماً للمستقبل في بلاده، وبجانب أوباميانغ يوجود شقيقه ويلي الذي يرتدي قميص أوبن البلجيكي ويعتبر مهاجم هال سيتي الإنكليزي المخضرم دانيل كوزين مصدر الخبرة في صفوف المنتخب الغابوني بجانب لاعب وسط ظفار العماني سيدريك موبامبا والذي مثل بلاده في أكثر من 40 مباراة دولية. من جهته، لن يكون المنتخب الزامبي لقمة سائغة لنظيره الغابوني خصوصاً بعدما أظهر شراسة كبيرة في مباراة تونس وتقدم بهدف قبل أن تدرك تونس التعادل ثم أحرج الكاميرون وكاد يخطف التعادل لولا خبرة لاعبي «الأسود» التي حسمت المواجهة لمصلحتهم في الدقائق الأخيرة. ويعول منتخب «الرصاصات النحاسية « على الخبرة التي اكتسبها مديره الفني الفرنسي هيرفيه رينار منذ أن كان مساعداً لمواطنه كلود لوروا في نهائيات كأس الأمم الافريقية الأخيرة في غانا 2008، وفكت زامبيا النحس الذي لازمها في التصفيات المؤهلة للبطولة خصوصاً في خط الهجوم إذ لم تسجل سوى 4 أهداف فقط في 10 مباريات بتسجيلها 3 أهداف في مباراتي تونس والكاميرون، وتسعى زامبيا للفوز لأنه خيارها الوحيد لبلوغ ربع النهائي إذ لم تحصد إلا نقطة واحدة.