يبدو أن معركة كسب عضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم بلغت مرحلة كسر العظم، بعدما قاد تحالف البحرين والسعودية والكويت إلى اعلان 19 دولة الخميس الماضي، دعم ترشيح الشيخ سلمان آل خليفة لعضوية اللجنة التنفيذية، وهو ما شكّل مفاجأة للمتابعين، خصوصاً أن الحصول على دعم آسيوي بهذا القدر، يعني بالضرورة أن عدد الدول المؤيدة للمرشح البحريني، ربما يرتفع إلى 24 دولة، ما يعني خسارة رئيس الاتحاد الآسيوى محمد بن همام لمقعده في تنفيذية «الفيفا». وعلى رغم أن عدد الذين أعلنوا دعمهم للشيخ في الكويت، يبرهن على أن المعركة دخلت مرحلة حاسمة، إلا أن المعطيات التي تلت بيان ال 19، تشير إلى أن الدعم الذي ناله سلمان ال خليفة يفتقد الصلابة، خصوصاً أن المسؤولين عن الاتحاد السوري لكرة القدم خرجوا عقب البيان، ليؤكدوا أنهم منحوا صوتهم للمرشح القطري، وأن الاجتماع الذي حضروه في الكويت لم يكن من أجل دعم مرشح البحرين، بل وبلغ الأمر أن أمين سر الاتحاد السوري محيي الدين دولة، أكد أن اعضاء اتحاد بلاده بعثوا بخطاب إلى الاتحاد القاري قبل اجتماع الكويت، يؤكدون فيه منح الصوت السوري لمحمد بن همام، ولعل ما يزيد من مصاعب سلمان ال خليفة، أن غالبية الحاضرين كانوا رؤساء وأعضاء لجان اولمبية، وفي البلدان الآسيوية لا سلطة لهذه اللجان على اتحادات كرة القدم، ما يعني أن دعم رؤساء اللجان الاولمبية في لاوس وفيتنام لا يمكن أن يؤثر في موقف اتحاد كرة القدم في هذه البلدان، خصوصاً أن بعض رؤساء الاتحادات كانوا مع ابن همام خطوة بخطوة في جولاته الانتخابية، بل واسهموا معه في جمع الأصوات. ومع أن الاجتماع الذي تم في الكويت لا يعني بالضرورة دعم 19 اتحاداً آسيوياً لترشيح الشيخ سلمان، إلا أن ابن همام لا يبدو في مأمن من خطر صندوق الاقتراع، على اعتبار أن رؤساء اللجان الاولمبية ربما كان لهم تأثير غير رسمي في اتحادات كرة القدم في بلدانهم، على نحو تغليب المصلحة العامة للرياضة في البلاد، ولذلك ربما حملت انتخابات ايار (مايو) المقبل، مفاجأة غير منتظرة لرئيس الاتحاد الاسيوي، خصوصاً أن «تحالف الشيوخ» بدأ يرمي بثقله نحو فوز سلمان آل خليفة بمقعد في تنفيذية «الفيفا»، ويكفي سابقاً قدرة التحالف على فرض رغبته في القارة الآسيوية، ما يجعلنا لا نستبعد أن يعرض هذا التحالف، عضلاته مجدداً على حساب إبعاد رئيس الاتحاد الآسيوي عن تنفيذية الاتحاد الدولي. ولعل أكثر الآراء عقلانية بخصوص المعركة ما قاله محيي الدين دولة، حين أكد أن سورية لن تكون طرفاً في الصراع على تنفيذية «الفيفا»، أو رئاسة الاتحاد العربي، وأنها ستعمل على أن يحتفظ العرب بمكتسباتهم، بعيداً عن تصفية الحسابات، وأن بلاده ترى من المصلحة بقاء رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام عضواً في تنفيذية «الفيفا»، فضلاً عن أن مصلحة الاتحاد العربي، تتمثل في بقاء الأمير سلطان بن فهد في الرئاسة لدورة مقبلة.