شهدت القمة العالمية الثالثة لطاقة المستقبل في أبوظبي، إجراء صفقات ببلايين الدولارات، تنوعت بين مشاريع للنفط والغاز وإنتاج الطاقة، ومشاريع بيئية من بينها إعادة تدوير النفايات، واستخدامات الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء في المدن الصناعية، والمنشآت التجارية العملاقة. ويشارك في أعمال القمة التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من 18 إلى 21 كانون الثاني (يناير) الجاري، ممثلون ومندوبون من أكثر من 150 دولة، إذ يتوقع المنظمون مشاركة أكثر من 20 ألف شخص في الفعاليات. وستطرح أكثر من 600 شركة من 50 دولة في المعرض المصاحب للقمة على مساحة تبلغ 40 ألف متر مربع، الحلول والتقينة في مجال الطاقة البديلة والمتجددة والحفاظ على البيئة، ويضم المعرض عدداً مضاعفاً من الأجنحة الوطنية مقارنة بالدورة السابقة. وشهد المعرض المقام على هامش القمة وتشارك فيه كبرى الشركات العالمية المنتجة للطاقة النظيفة حضور عدد من رجال الأعمال السعوديين، وعقدت اتفاقات على مشاريع استثمارية مشتركة، إضافة إلى عرض تنفيذ مشاريع في المملكة، إذ أبدى الكثير من الشركات اهتماماً متزايداً بالسوق السعودية، مشيرين إلى أنها أكبر سوق في المنطقة. وأشار عارضون إلى أن السعودية مستهدفة في مشاريع الطاقة النظيفة وبالتحديد مشاريع الطاقة الشمسية بالدرجة الأولى، إذ التوقعات تشير إلى تزايد الوعي باستخدامات هذه الطاقة فيها، إضافة إلى النمو الكبير في قطاعات الإعمار والمشاريع الصناعية الجديدة التي تتطلع الى توفير الطاقة من خلال الخلايا الشمسية. وأوضح عبدالعزيز الغامدي «مهندس كهرباء» أن زيارة السعوديين للمعرض واضحة، وأن رجال الأعمال يُبدون اهتماماً متزايداً بالطاقة النظيفة ولا سيما الطاقة الشمسية. وأضاف أن عدداً من الشركات السعودية الكبيرة مثل: أرامكو السعودية، وسابك، وشركة الكهرباء، وتحلية المياه قامت بإرسال وفود إلى المعرض لعلمها بأن كبرى الشركات العالمية التي تمتلك تكنولوجيا الطاقة النظيفة موجودة في المعرض، وأنها تقوم بعرض أحدث التكنولوجيا في هذا المجال، ولا سيما أن الفترة الحالية تشهد انخفاضاً في تكاليف المشاريع، وهذا يساعد على عقد الصفقات أو إجراء دراسات الجدوى والاتفاقات المبدئية. من جانب آخر، قال مجلس إدارة شركة الاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك» المملوكة لحكومة ابوظبي، والمشاركة في المعرض، إنها تدرس عدداً من الفرص الاستثمارية الجديدة والتي سيتم الإفصاح عنها في المستقبل القريب بعد استكمال درسها أو التفاوض بشأنها، وتتوزع هذه الاستثمارات على مجموعة من الاستثمارات في مجال الطاقة والبتروكيماويات خارج أبوظبي. إلى ذلك، قالت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) المملوكة لحكومة أبوظبي ودويتشه بنك أمس، إنهما أسسا صندوقاً للتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بقيمة 265 مليون دولار. وذكر «دويتشه بنك» أن الصندوق سيستثمر في شركات تعمل في توليد الطاقة وإدارة المياه والصرف وفي شركات تطور تقنيات لكفاءة الطاقة. و«مصدر» مبادرة حكومية تهدف إلى إعداد أبوظبي لمستقبل الطاقة بعد النفط والغاز الطبيعي. وتمتلك أبوظبي غالبية احتياطات الخام والثروة النفطية في البلاد. والإمارات هي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم. كما حصلت شركة توريسول انرجي، وهي مشروع مشترك بين «مصدر»، شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المتنوعة الأنشطة والمملوكة بالكامل ل«شركة مبادلة للتنمية» (مبادلة)، ومجموعة سينار الهندسية الدولية الرائدة المتعددة الاختصاصات، ولديها مكاتب في أبوظبي، على قرض تمويلي بقيمة 780 مليون دولار لبناء محطتي الطاقة الشمسية المركزة «فالي1»، و«فالي 2» في جنوبإسبانيا. وتبلغ مجمل قيمة الاستثمار في المحطتين بليون دولار. وكان بناء محطتي الطاقة الشمسية المركزة اللتين تبلغ طاقة انتاج كل منهما 50 ميغاواط بدأ في آذار (مارس) 2009، وهي المرة الأولى التي تبنى فيها محطتان للطاقة الشمسية المركزة في الوقت نفسه. وتعتبر القمة التي تستضيفها «مصدر» تجمعاً دولياً لقادة من حول العالم ومقرري السياسات والمؤثرين في قطاع الطاقة والمستثمرين في حلول الطاقة البديلة والمتجددة والأكاديميين، وأصحاب الرأي والإعلاميين من أكثر من 150 بلداً حول العالم ليعملوا على إيجاد حلول عملية ومستدامة لقضايا أمن الطاقة والبيئة والتغير المناخي. ويشارك في القمة نحو 1400 رئيس تنفيذي من شركات عاملة في قطاع الطاقة والقطاعات المرتبطة به و98 وفداً حكومياً يترأسها رؤساء دول ورؤساء وزارات وأعضاء من عائلات ملكية ووزراء. وأعلنت شركة «رييد للمعارض وايلسفير» المنظمة للمعرض عن تسجيل أكثر من 700 إعلامي لحضور فعاليات القمة من 35 بلداً يمثلون وسائل إعلام محلية وعالمية، وذلك للتعرف إلى آخر التطورات في قطاع الطاقة والمبادرات التي تتخذ لمعالجة تأثيرات التغير المناخي.